الضوء الذي نسي أن يموت

ahmed alashry
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد العشري

المدينةَ تلبس وجهي

وتسير بي كأنّي أحدُ شوارعها الضائعة

الضوءُ يلهث فوق كتفي

ولا أحد ينتظرني

لكن الهواء فتح الباب

كما لو أنّه يعرف اسمي

مرّت بي المدنُ واحدةً واحدة

كفر الشيخ بعطرها المتعب

الصعيد بظله الطويل

الإسكندرية بثوبها المبلّل،

والقاهرة — كعادتها —

تضع السكين في جيبها

وتسألني عن سبب هذا القلق الساكن في خطوتي

كنتُ أمشي،

والحياة تصوّرني بلا إذن

أشعر أن قلبي يختبر لقطةً جديدة كلّ دقيقة

لقطة ضيّقة لوجهي

لقطة واسعة لفراغٍ يسبق الكلام

ولقطة متحركة على مسار

تتبعُ فيه نبضَ الأشياء

تتبعُ ذاكرةٍ تحاول أن تلحق بشخصٍ

لم يعد يشبهها.

أنا هنا لأحذف المشهد لا لأعيشه

الجدران تتوهج كما لو أنها فهمت

يسألني الوهج ماذا تريد؟

-لا أريد أن أعود كما جئت-

يرد الوهج؛

“لا أحد يعود كما جاء،

هذا هو الاتفاق السريّ بين الزمن والبشر “

في آخر الطريق،

يربّت الليلُ والجوع على كتفي

ويقول:

«لقد صرتَ جاهزًا للمشهد التالي».

لكنّي لا أُكمل السير

فأنا مشغول بإغلاق قلبي جيدًا

حتى لا يتسرّب منه ذلك الضوءُ

الذي لم يجد مكانه

في فيلمي الاول!

أنا طفلٌ عاد متأخرًا من الحرب

ولا يعرف أين يضع يده.

….

نوفمبر، ٢٠٢٥

مقالات من نفس القسم

ahmed azmi
يتبعهم الغاوون
أحمد عزمي

هباء

يتبعهم الغاوون
مروان ياسين الدليمي

القدوة