مروة نبيل
متحفُ المَساعي العَبثيَّة
أشبه “فيرجينا” حارسة المتحف
حولاء العينين
بنظرتها المُنحرفة كتعليقٍ ساخر
بحماسها في وصف العبث واللاجدوى
في اعتقادها بأن من المساعي ما هو كئيب،
وما هو جميل أيضًا؛
مِثل التفكير في إيجاد طريقة للخلود
تعليم الكلام للحيوان
الإيقاع بمن تُحبّه
استعادة لقب مثل “ملكة جَمالٍ” أو هدَّاف.
مُحاولات الطيران
مَنع حَربٍ
بحث عن أمكنة غير موجُودة
أو البحث في شَجرةِ العائِلة.
………………………………………….
سُلَّم سِي الصغير
(مُوسيقى الحُجرَة)
آنت بالبَيْت؟
أي بَيت؟
الثاني،…، أم العاشر؟
الكهرمان أم العقيق؟
تُضاربُ في أي مُقامرة؟
في سَريرِكَ أم على مِقعَد؟
بماذا تُخبِرك المرآة؟
أكان ينقُصني هُجومك الوَحشيّ؟
أتُزعجُك “الوَحْشيّ”؟
ألا زلت تسخر من كَلِمة “عُذريّ”؟
أتُثرْثِرُ؟
أتُحب الزهور كما تزعُم؟
هل فكَّرت في أن تأتي؟
كيف ترى أفعالًا مثل (مَنَعَ)،
(دَفَعَ) آخرًا للجنون؟
ألا زلت تُميت وتُحيي؟
أتجمَّدت؟
ألا تُعوِّل على شيء غير شجاعتي؟
ألا تمدَّ لهذه الصدفة خيطًا ضروريًّا؟
أتعلمُ ما الذي ينتظرك،
أن الشَّمعةَ تتعامد كُلَّما غَفلتُ عن ذِكرِكَ؟
أعجزت عن إلهامك بشيء غير قصائِدك القصيرة؟
آستعير مِنكَ موضُوع الوِحدة؟
أيعرفُ غيري الطريقَ من الوِحدة إلى الوَحدة؟
كم عامًا سأنتظرك؟
كم شمسًا ستأكل نفسها، كم واحدة ستولد؟
كم عدد الأفلاك التي ستدوِّرها شَوارِدي وشَواردُك؟
متى تكون وصورتي وجها لوجه؟
أرأيت وجه القِطة، أرأيت شيئًا سِواهُ؟
أتعرفُ أن قصيدةً عنكَ لا يدخُلها قِطٌ شَاردٌ، أو لفظٌ مَهجورٍ
أن خيالي مُنصَبٌّ على تَصوُّرِ رائحة عَرقك الصباحيّ؟
سأمِكَ المُتعالي أنا أسيرتُهُ، أيُعقَل؟
كيف أُخبِرك أنك تُعلًّق مِنشفتَك على رأسي؟
أنها لم تزل رَطِبة؟
أتُعرِّض فُرشاةَ أسنانِك للضوء؟
ألديك حليب للإفطار؟
أتعلم أن أسئلة كهذه ليست بدافعِ الأُمُومَة بأية حال؟
كيف يُحارِب المَخلوقُ نَفسَهُ؟
كيف يكونُ الواحدَ جلادًا وعبدًا؟
أتعلَمُ أن هناك فلاسفة أعيُنهم، لو تعرفهم، لعشقتني؟
هل كُنتَ آخر الشروقات؟
آتحملُّ غُروبك الأبديّ؟
أتعلم أن الإلهَ قد يتخذ إلهًا؟
من أين تأتي رائحةٌ الكَعكِ وأنا أتأمَّل صُورتك؟
أين السلام يا عُمري؟
أيوجدُ في الحُبِّ “تَايْكُون”؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية، الديوان صادر عن دار صفصافة 2025
