سُهيل نجم
يومَ تَعالى عن شتائهِ
فاجأنا بالصيفِ
ولمّا خابَ في يسارهِ
وهب لنا اليمين.
وكادَ أن يَهوى
لكنهُ استوى
مترنحاً يجوبُ المسالكَ
ويطرقُ أبوابَا مفتوحةً
نحو الرياحِ الأربع.
هو ذا يقرعُ قارعةً
ويشدُّ من أزرِ تِيههِ،
خارجاً من الماءِ
داخلاً في الفوضى،
يقولُ هذهِ جهتي
ثم يَنطفي مثلُ غصنٍ خاملٍ
تغطّى بالتراب.
حينَ رأيناهُ
كان آفلاً يَتخفّى
مثل إله يتمرغ في وحل.
شمسهُ أكلها الرمادُ
ويحترقُ من الغيظِ
لما نسيَ النهرُ اسمَهُ،
ثم رأيناهُ يهذي:
أنا أُمثولةُ الطبيعةِ
قالَ
أعرفُ ما ينبغي
ولي أترابٌ
يدعونَني أن اتكئ
على سُررٍّ من السحابِ،
أنا المُرتجى
سيدُ الغيابِ
وسليلُ النماذج الأولى
والحكايا الخبيئة في النواميسِ،
مثل جِراءٍ تركضُ النهاراتُ خَلفي
وأمامي يجثو الأجلُ.
بعدَ حينٍ
تنبأنا لهُ بالمروقِ،
قالَ:
لا أحبُّ المُتنبئين.
آب/2025