عارف عبد الرحمن
صلاة الناسك
1
لا تفاصيلَ لدينا عن موت العشب الصغيرة
الذي كان يعيش بكنف رصيف مهجور
من تلك المدينة الظالمة
يقال أن الريح كانت هوجاء الليلة الماضية
ناسك مؤمن أتى معتمراً بكل ألسنة الأرض
والأبجديات المجهولة من أزمنة غابرة
و نوافل الغفران تبتسم من
ذات الذرى والاحتمالات التي
في باطن العقل تمادت
في احتفاء قرابين الفراشات
حين ماتت على شعاع الضوء
المنكسر .
ما فعله ذلك الناسك كسر
المعادلات المتكررة
و أقام صلاة الفصول
للعشب و الفراشات .
2
يصهل الوقت من فمك
ك حصانٍ جانح
بكفك تعاريج خرائط لحبٍ
غائب في متاهاتِ اللحظاتِ
يولد نهار جديد
يفتح الأفق عينيك
مثل بحر يتعالى فيه
زورق نجاة
الحياة بكل مافيها من غرابة
كوكب دائري
ما إن تبدأ تكون
في نقطة النهاية
الحياة
شجن الأمهات المزمن
لحظة وازنةْ في الوعي
جلجلة الماء والرغبة المشتهاة
على موائد خمر الليل
رعشة الماء على وجه ناسك
نافلة للغفران
و أنت الساكن
بين ظلين منسكبين
ظلٌ يحكي والآخر يقلد
في الحقيقة
أنت وصلت
عند انبساط المساء على جسدك
المتعب
حيث تدس الحب عنوة في
زحمة الأيام المتراكمة على
شوك خطاك .
***
المخلوقون من طين يعرفون القليل من الحب
1
صليلُ الفخار
وممالكَ الطين نحن
زنزانات لهذا الجسد
و للمطر قيمة
يجعلنا نتذكرُ كلَّ ما نسينا
من أيام الشموس الحارة
ليس هذا ما يفعلهُ المطر فحسب
هو الماء المالح في عيوننا
الذي نسكبه وقت الفجيعة و الفرح
لكلّ ملاك نصرٍ في الولادة
وهزيمةٍ ف الموت
أُصغي بهدوءٍ إلى المطر.
تكفيني هذه المُوسيقى لأكتب
صوتٌي الضائعٌ
تكفيني وَمضةُ شعرية
لتكشف ذاتي .
2
قطرة ندى عارية
على وردة ضائعة
يا شاعراً مطمئناً
يا أخاً جريحاً
هل كان الحب وردة
أم كان ألما
كمسامير سوداء تلمع
في جسد باب خشبي
الحبّ مثل العقيدة
وكما الجنّة والنار،
أمره بيدك .
3
يا حب أعْطِني فُرْصةً أَكْبحُ جِماحَ
الموت الذي يحاصرني
سَأنْفِضُ الْغبارَ عن روحِيَ الْهَشَّة،
سَأقْتلُ الدَّهْشَةَ و أدرب قلبي
على الإنتصار
على جميعِ
الْمُصابينَ
بِوَباءِ الْحَب مثلي
لا تَّأْويل ل أهاتكم
يُمْكِنكَم كَسْرَ كُلّ شيْءٍ في ثوانٍ
لكنّ عليكَم السَّعْيَ لإِصْلاحهِ
طوال العمر .
4
زَاوِيَةٍ لَا تَزُورُهَا الْأَنْفَاسُ
ولا يعرفها الضوء
فَرَاغَاتٌ تَتَّسِع في الزرقة
البعيدة
نحمل أَرْوَاحُنَا،
التَّائِهُ نتجول في
ذَاكِرَةٍ مُتْعَبَةٍ
الوقت
يَمُرُّ مِنْ أَمَامِنَا،
كَأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ فِيهِ قَطُّ
لكننا هنا ننتظر حلمٌ ازرق .
