طارق الحلفي
حين ـ في الأول من آيار ـ بحت
بندى السر على موقد سرّك
أزهرت كفي على نهديك لوزا
وبهاء الكون غطى
جسدينا، بضياء الآلهة
عسلا ً أبيضَ تسقين فؤادي
من خوابي شفتيك
ناعما كان احتراقي
وأنا، ريش أصابيعي يلملم
لؤلؤ القداح ذياك الذي انساب دفيئا
من ينابيع جفونك
عاريا كنت، وكنت دون صوت
مطرا أخضر
ينساب كثيفا من يدينا
لم يكن بيني
وبين القلب إلاك ولمّا……
وأنا ما تهت إلا…
حينما تهت إليك
فسجدت، كي أداري
فيك شلال ارتعاشي
حلم يلمس روحي
زنبق أسقط في نهر التداعي
أتذكر…
أنني ما بحت بالسر سوى
لوجيب الصمت في عصف يديك
فزرعتيني على لحظة ظل
كي أموت فيك عشقا
حينما بحت بسري
ذوّبت روحك بحرا من جليد
بين روحي والحياة
وأنا أصبحت حسيّا
أحب القبرات
وندى الليل وأزهار النجوم
وأغني كالعصافير
وأستلقي على ظهر الرمال
وأخوض النهر
اصطاد حكايات السمك
وأصيخ السمع للبحر يثرثر
بين أقدام الصخور
حينما بحت، تسامى
زغب الفلفل في عتمة شعرك
أصبحت روحك روحي
بشذى النرجس خضبنا يدينا
وتزحلقنا على حلمة زهر البرتقال
ورسمنا المطر الدافئ
ساحات قصائد
وكتبنا الضوء أطياف صلاة أبديه
قشرة المنفى تعرت
في تناغي قدمينا
فتحولت إلى كومة جمر
كي أدفئ ركبتيك
انتشرنا…
وتجمعنا على نبضة زهر الياسمين
ألبستنا عطرها دفئا ونامت
بين همس الخافقين
فخلعنا ظل صوتينا وبتنا
فوق بركان الخلود
حينما بحت بسري لعناقيد حقولك
كاشفا سرّ غموضي
وانشقاقي بالبكاء
بين كفيك ولدت
منقذا نفسي من نفسي، نحو الأزل
أوقديني …
أوقديني غصن ضوء
خلف شباك اصطباري، لأبوح…
ليس بالسر، ولكن…
بعناقيد اشتياقي
برعما كنتُ وكنت؛
شمس ذياك الربيع