نورالدين كويحيا
ننتمي لما بعد الغروب،
إذ تنهض الذِّكرياتُ من طينةِ صمتها
توزع قمح الوجع
وتصلب النِّسيان على جذع الروح.
حين تسقط الشمسُ في المدى
مُخلفةً بعضاً من شعاعها
إذ يتبدى كدمٍ،
نركض بعيداً
هاربين من أسئلة اللَّيل
مُخلفين وراءنا صور الوحدة
وزجاج المرايا المكسور
يذكرنا.. يذكرنا دائماً
بالسهر الغافي أسفل الجفن
وبالأرق الأزرق
الذي يُغرق مركب الطمأنينة.
ننتمي لما بعد الغروب،
ولدنا في عتمةِ اللَّيالي
قالت لنا النجوم:
أنتم نباتات ثائرة
تُتسلقون سياج المساء
وتشربون ماء مسرَّاتكم
من مطر حزين.
آمنَّا دائماً بالنّهايات،
ففي كل مرةٍ
نودع فيها نعش الشمس
في قبر الغروب
نتذكر جثثنا المتفحمة
الجثث التي حملناها
فوق ظهورنا ومضينا بها
نبكي المسافةَ التي لا تنتهي،
نبكي الرَّماد الذي يتساقط
فوق الطرقات.
لذلك
نحن
أبناء النِّهاية
ننتمي دائماً لما بعد الغروب،
للحكاياتِ
التي لا ينتصر فيها البطل
وتُقتل فيها الجدة وحفيدتها؛
ليلى…
ويعوي الذئب في نهايتها.. مُنتصراً.
………………..
شاعر من المغرب
.