أودري لورد
ترجمة: هبة حافظ
إلى من هم منا
للعائشين على حافة البحر
الواقفين على تخوم القرارات الحرجة
حاسمين ووحيدين
للذين لا يمكنهم الانغماس
في أحلامهم العابرة
الذين يعشقون عند الأبواب
ذهاباًُ وإياباً في ساعات الفجر
ينظرون إلى الداخل والخارج
إلى ما قبل وما بعد
باحثين عن حاضر
يمكن أن يُنبت المستقبل
كخبز في أفواه أطفالنا
حتى لا تكون أحلامهم
مرآة لموت أحلامنا
للذين هم منا
الذين وسمونا بالخوف
مثل ندبة باهتة في منتصف جباهنا
نتعلمه مع حليب أمهاتنا
فبهذا السلاح
بهذا الوهم بوجود بعض الأمان
يأمل السائرون فوق أرواحنا أن نصمت
في هذه اللحظة
وبهذا الانتصار
نُدرك:
لم يُكتب لنا أن ننجو.
عندما تشرق الشمس
نخاف ألا تبقى
عندما تغرب الشمس نخاف
ألا تشرق في الصباح
عندما تمتلئ بطوننا
نخاف من عسر الهضم
وعندما تفرغ
نخاف ألا نأكل ثانية
عندما نحب نخاف
أن يتبخر الحب
وحين نكون وحدنا نخاف
ألا يعود الحب أبدا
وعندما نتكلم
نخاف ألا تُسمع كلماتنا
وألا يرُحب بها،
لكن حين نصمت
نظل خائفين
لذا، فالأفضل أن نتكلم،
ونتذكّر
أننا لم نُخلق لننجو.
………………………..
*أودري لورد (1934 – 1992)، شاعرة ونسوية أمريكية، ناشطة في مجال الحقوق المدنية، اشتهرت بقصائدها التي تعبر عن الغضب والحنق على الظلم المدني والاجتماعي الذي لاحظته طوال حياتها. تتعامل قصائدها ونثرها إلى حد كبير مع القضايا المتعلقة بالحقوق المدنية، والحركة النسوية، وتجربة المرأة السوداء، صدر ديوانها الأول عام 1968 بعنوان “المدن الأولى، مدينة نيويورك”، ثم توالت بعده أعمالها الشعرية مثل “قيود للغضب”، و”من أرض يعيش فيها أناس آخرون”، و”النار المعلقة”.