تحقيق

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ليلى القباني 

  • قل لي لماذا أنت هنا؟
  • ماذا يحدث؟ لماذا أنا هنا؟ 
  • ها قد بدأنا من جديد… عليك أن تعترف.
  • بماذا؟ 
  • آه يا رأسي… أنا لا أذكر أي شيء.
  • عندما رأيت الجندي، م…..
  • الجندي. أجل. أخذ غداء أخي الصغير ورماه على الأرض. كان هذا آخر ما بقي لنا من رائحة أبي… وكان هذا غداءه الأول منذ ثلاثة أيام… قلبه، يا سيدي، كان ينطفئ بهدوء، فتفزع عيون أمي، وتضغط على صدره بإصبعين. ينتفض الصغير ويبكي، حتى يخرج جارنا ويهددنا ببندقية، صوتها سيقتل أحدنا لكنه لن يوقظ ساكني السماء….
  • اخرس… الآن. كنتُ أقصد البارحة.
  • البارحة. أنا لم أخرج من البيت.
  • وكيف قبضنا عليك إذن، يا ولد. 
  • أنتم الآن في بيتنا. لمَ لا ترحلون؟
  • نرحل.. أنت عاقل وواع إذن. هيا، كف عن التمثيل.
  • أنا لا أمثل… فك هذه الأربطة، أنتم تؤلمونني. 
  • قل لي الآن.
  • ماذا أقول؟ 
  • لماذا خرجت وراء الجندي. 
  • أنا كنت في البيت.
  • كن شجاعًا، وقل الحقيقة.
  • رأسي يؤلمني.
  • أنا أنصحك بالاعتراف. هذا لمصلحتك.
  • أنا لا أذكر. 
  • قلتَ للتو أنك خرجتَ.
  • كنتُ أنظر للشجر. 
  • أي شجر؟ شجر الزيتون؟ 
  • كنتُ أحلم.
  • بم؟ نحن نسمح لكم بالمرور إلى الشجر مرة كل عام. ألا يكيفيكم؟
  • لا يكفيهم. 
  • من هم؟ 
  • الشجر. كنتُ أسمع الشجر الصغير يبكي، ويسأل أمه متى نعود؟
  • عدنا للجنون. أنتَ طفل مختل، أنتَ تعلم ذلك؟ توقف عن البكاء وأخبرني لم ركضتَ بالسكين خلف الجندي.
  • أنا متعب. أرجوك. لأجل اللـه اتركني.
  • لم فعلت ذلك؟ أردت قتله، صحيح؟ 
  • أنا لا أذكر.
  • يا حقير، أنت تكذب.
  • أنا لا أذكر. رأسي يؤلمني. أريد أمي. لا، لا أريدها. لا تحضرها هنا… الشجر… يبكي… الشجر حزين مثلي… أنا متعب. دعني، لأجل اللـه… البيت… الزيتون… أخي… أراد قتل أخي.
  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من المجموعة القصصية “ما يوقظ الرماد” .. صادرة مؤخرًا عن دار العين 

مقالات من نفس القسم

سمية
تراب الحكايات
موقع الكتابة

عمو