حامد بن عقيل
ستنفجر الموسيقى
وأنتِ تراقبين قصائدي من النافذة.
في العالم الموحش
وفيما النهار يأخذ استدارته المعتادة كنبض مهاجر خائف يتسلل عبر أساطير تعبر الحدود
فيما الأشكال تتلوّن على سجيتها
يولد نزيف حاد لموسيقى رعوية
أطباء العالم يبكون
المعدن الرصاصي يتلوى على الإسفلت
لندرك أن بيننا جُرف نحبه
وألحان صاخبة ستنفجر كنهار بلا دقيق أبيض وسجائر وكحول وبقية أوهام بقالة تنبعث من على مشارف نهاية القرن الميلادي الملعون.
يوما ما سنجد طفلاً يقودنا نحو منعطف نجهله
سيدعونا بعبارات التبجيل البذيئة
يظن أننا العالم
ونظن بدورنا أنه نغمة عزفناها في مقطورة تقف على حافة أكاذيب الدول العظمى.
يوما ما
سيضحك وجهٌ مشوب بالبراءة على مشهد من مسرحية تافهة
سيقول إنه رآنا نعبر التل
ونحن نقلد ممثلا هزليا
يعني تلك اللحظة التي كنت أشرح لك فيها لماذا عدتُ لتدخين السجائر
وأنت تتحدثين بلا توقف عن الحشيش وبوذا وما إلى ذلك
يوما ما سينفجر العالم الرخو
العالم الذي لا نعرفه
جيراننا سيبكون في لحظة تاريخية واحدة
ربما لوفاة زعيم من زعماء الشعوب البائدة
ربما لسقوط نجم تقول العرافة البلهاء إنه إنذار بزوال الحياة وحلول الظلام الأبدي
أو ربما لأنهم شاهدوا طفلة يدهسها الفعل الماضي في شارعهم الكابي
يوما ما
حين لا ننقذ ما بقي من الأمهات من مغامرات مدارس أبنائهن
لأننا، أنا وأنت، انشغلنا بدوزنة الوتر الذي فقدنا نغمته
تلك التي تجعلك تضحكين
بينما تُشعرني بحزن شفيف
سنرى وجوه ممثلي الأفلام الصامتة
والخالية من الإيديولوجيا والعنف
ومن مخاوف العشّاق أيضا
وهي تعزف لحناً متوحشاً
وتلوّح لنا بلا نهاية
..