السريالي الأخير في القرن

DAVID LYNCH
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 زكريا ديناوي                  

بزوغ رؤية ديفيد لينش

في طفولته، نشأ ديفيد لينش في بيئة مليئة بالتجارب الغريبة التي أثرت على فنه بشكل عميق. انتقلت عائلته من بويزي، أيداهو، إلى ألكسندريا، فرجينيا، عندما كان في الصف الثامن، وهناك التقى بصبي يُدعى توبي كيلر الذي كان يدرس في مدرسة خاصة، وأخبره أن والده كان رسامًا. في البداية، ظن لينش أنه يقصد صباغا للبيوت، لكنه اكتشف أن المقصود كان رسام فنون جميلة. في عطلة نهاية الأسبوع التالية، زار استوديو والد توبي في جورجتاون، وهناك قرر أن يصبح رسامًا. أخبره والده أنه سيدفع نصف الإيجار لاستئجار غرفة في الاستوديو، لذا حصل لينش على استوديو خاص به خلال سنوات دراسته الثانوية وبدأ في الرسم.

وفي عام 1966، بعد أن رأى أعمال فرانسيس بيكون في نيويورك، أصبح لديه التأثير الأكبر في فنه. لكن قبل ذلك، كانت المدينة التي عاش فيها، فيلادلفيا، لها تأثير كبير عليه. كان والده، الذي كان عالم أبحاث في وزارة الزراعة. يقول لينش إن غابة فيلادلفيا كان لها تأثير كبير على فنه، وأن تفاصيل تلك الغابة كانت جميلة جدًا.

كان لينش قد أخذ دروسًا في الرسم، وبحلول الوقت الذي تخرج فيه من المدرسة الثانوية، كان قد مر بستة أو سبعة استوديوهات خاصة للرسم. كانت والدته دائمًا داعمة له في شغفه بالفن، حيث لم تعطه كتب التلوين كما فعلت مع إخوته لأنها كانت ترى فيه شيئًا مميزًا، نوعًا من الإمكانية. كان والداه داعمين بشكل رائع، وكان والدته قد لاحظت حبه للفن منذ الصغر. كان يرى في نفسه قدرة على رسم شيء مختلف عن باقي الأطفال، وهو ما جعله مميزًا بالنسبة لها.

أحد الأحداث الغريبة التي يرويها لينش من طفولته والتي يمكن ربطها بأسلوبه الفني هي اللحظة التي كان فيها يلعب في الشارع في وقت متأخر من المساء ورأى امرأة عارية تعبر الشارع بالقرب منه. هذه القصة يمكن رؤية انعكاسها بمشاهد من فيلم “بلو فيلفيت”.

التأثيرات التي شكلت رؤية ديفيد لينش السينمائية

يقول لينش في أحد تصريحاته: “السينما هي وسيلة رائعة وجميلة، لكن يجب ألا تمنعك من الذهاب إلى أماكن أخرى إذا جاءت الأفكار.” وهذا يبرز نهجه الخاص الذي يعزز فكرة أن السينما ليست مجرد أداة للتسلية أو التعبير، بل هي وسيلة لفهم أعمق للعالم من حولنا. وعندما سُئل عن الأفلام التي أثرت فيه بشكل خاص، ذكر عدة أسماء بارزة مثل جان لوك غودار، فيديريكو فيليني، وإنغمار بيرغمان.

تتسع دائرة إلهامه لتشمل أعمال الأدب والفن، حيث يذكر لينش عدة كتب كان لها تأثير عميق عليه مثل The Art Spirit من تأليف روبرت هنري، و The Name Above The Title لفرانك كابرا، و Crime and Punishment لدوستويفسكي. كما أشار إلى تأثيرات فرانز كافكا في أعماله الأدبية،  حيث يعتبره “الفنان الذي يشعر وكأنه أخوه”، مضيفًا أنه يعتبر أعمال كافكا من أكثر التركيبات المثيرة التي قرأها في حياته.

من المخرجين الذين أثروا على لينش بشكل خاص هو ستانلي كوبريك، يذكر لينش أنه يُحب تقريبا كل أفلام كوبريك، حيث يعترف بأن أفلامه كانت جزءًا من قائمته المفضلة. كما أن لينش يقدر المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ، الذي وجد فيه موهبة فريدة، قائلاً: “عندما كنت في إنجلترا، شاهدت فيلم ‘ستروسبيك- Stroszek’ على التلفاز، فاتني بداية الفيلم فظننت أنه فيلم وثائقي حقيقي. كنت مفتوناً في أول ثانيتين. لم أرَ شيئاً مثل هذا من قبل.”

ولا يمكن أن ينسى لينش التأثير الكبير للمخرج الإيطالي فيديريكو فيليني، الذي يُعتبر مصدر إلهام هائل له. يعرب لينش عن حبه لفيلمي “لا سترادا” و “8½”، معترفًا أن جميع أفلامه تحتوي على شيء فريد يصعب تحديده. يشير أيضًا إلى تأثيرات المخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك، حيث يُعتبر فيلم “نافذة خلفية” من الأفلام التي تركت أثرًا كبيرًا في نفسه. يقول لينش: “نافذة خلفية هو فيلم يجعلني مجنوناً، بطريقة جيدة.”

الموسيقى في عالم ديفيد لينش: تجريد يتناغم مع السينما

في حوار مع هانس أولريش أوبريست، تحدث لينش عن الموسيقى باعتبارها “واقعًا موازٍ آخر”، حيث قال: “لقد أحببت الموسيقى دائمًا، ولكن عادة من أجل السينما فقط.” ولكن، لم يكن هذا هو الطريق الوحيد الذي أتاح له الانغماس في عالم الموسيقى. فوفقًا له، يعود الفضل إلى الموسيقي أنجيلو بادالامنتي، الذي كان له دور محوري في إدخاله إلى عالم الموسيقى بشكل أعمق.

بدأت قصة لينش مع الموسيقى عندما بدأ يصنع مؤثرات صوتية باستخدام الغيتار. هذه التجربة فتحت أمامه أبوابًا جديدة، وأدت إلى تطوير أسلوبه الخاص في العزف، ما دفعه إلى الدخول في عالم صناعة الموسيقى بشكل أكثر جدية. في تعبيره عن ذلك، قال: “الموسيقى بالنسبة لي تفتح الكثير من الأشياء. أحيانًا تعمل على موسيقى معينة أو بعض التركيبات الصوتية وتخرج فكرة من ذلك، وقد تكون مجرد جزء من شيء ما ولكنها تؤدي إلى أفكار أخرى تتصل بها ويمكن أن تتشكل منها قصة.”

يربط لينش السينما بالموسيقى بشكل أكثر وضوحًا عندما يقول: “السينما تشبه الموسيقى لأنهما يتدفقان في الزمن.” هذه الفكرة تشير إلى أن كلاً من السينما والموسيقى يتطلبان من المتلقي أن يعيش اللحظة ويشعر بها، بدلاً من محاولة تفسيرها منطقيًا في كل مرة. بالنسبة له، الفن بوجه عام هو تجريد يجب أن يُحس ويتم استشعار تفاصيله، كما هو الحال في الموسيقى التي لا تحتاج دائمًا إلى كلمات لشرحها.

التأمل التجاوزي في حياة ديفيد لينش: أداة للسلام الداخلي والإبداع

تأمل ديفيد لينش في العديد من جوانب الحياة من خلال تجربته مع التأمل التجاوزي، وهي الممارسة التي بدأت في عام 1973، والتي كان لها تأثير عميق في حياته الشخصية والفنية. في حوار له، يُسأل لينش عما إذا كانت بداية تأملاته كانت نتيجة لمشكلة غضب كان يعاني منها، فيجيب: “لا. لاحظت أنني كان لدي غضب. العديد من الناس لديهم غضب، وكنت واحدًا منهم. الناس يوجهون غضبهم نحو أشخاص معينين يمكنهم التسلط عليهم – كنت أفرغ غضبي على زوجتي الأولى.” ومع مرور الوقت، بدأ لينش ممارسة التأمل، وفي غضون أسبوعين فقط لاحظت زوجته السابقة تغييرات كبيرة، حيث قالت له: “ما الذي يحدث؟ أين ذلك الغضب؟” هنا كان التأثير الأولي للتأمل، الذي بدأ يظهر في حياة لينش، وهو ما لم يكن لينش نفسه يلاحظه مباشرةً.

ممارسته للتأمل أكثر من مجرد طريقة للتهدئة، بل كان له تأثير أعمق على نظرته للعالم. كانت فكرة التنوير، التي نوقشت على نطاق واسع في الثقافة الشرقية والغربية، قد أثارت فضوله. ويضيف: “كان هذا يزعجني، لأنك تسمع أننا نستخدم فقط خمسة أو عشرة بالمئة من أدمغتنا. ما الهدف من الجزء الآخر؟ كيف يمكننا الحصول على المزيد والمزيد وما هو أقصى ما يمكننا الحصول عليه؟” بالنسبة له، كان التأمل ليس مجرد وسيلة للاسترخاء، بل كان “وسيلة للذهاب داخل نفسك، وصولًا إلى أعمق مستوى من الحياة، الترانسندانس، المطلق، الكليّة والواقع.”

“العالم هو كما أنت.” وعندما يبدأ الإنسان في الغوص داخل نفسه، ويختبر المحيط اللامحدود من الوعي النقي والإبداع والذكاء، يبدأ في رؤية العالم من خلال “نظارات وردية اللون”، مما يجعل كل شيء أفضل وأكثر إشراقًا. ويُضيف: “السعادة هي طبيعتنا. من المفترض أن نكون سعداء. من الممكن تمامًا أن تكون مليئًا بالسعادة. سعادة حقيقية وعميقة، مستيقظًا تمامًا، سعيدًا بما تفعله.”

كيف يرى ديفيد لينش العالم: ذاكرة، حدس، والفن كوسيلة للتعبير عن العجز

في حديثه عن الذاكرة، يصف ديفيد لينش الذاكرة بأنها “شيء سحري”، حيث يتطرق إلى مفهوم الذاكرة في اللغة الفيدية، والتي تُعرف بـ”سمريتي”. بالنسبة له، الذاكرة ليست مجرد مخزن للماضي، بل هي شيء يمتد عبر الزمن ليشمل كل ما كان، وما هو الآن، وما سيكون في المستقبل. يشير لينش إلى أن هناك ذاكرة شاملة موجودة في “الحقل الموحد”، حيث تتداخل كل الأشياء في شبكة متكاملة من الذكريات التي تمتد عبر الأبعاد الزمنية المختلفة.

أما عن كيفية فهمه للزمن، يقول لينش: “هناك مناطق سريعة، ومناطق بطيئة. هذه العلاقات حاسمة، وطريقة تدفق الأشياء حاسمة، ولكن مرة أخرى، ليست قضية عقلية. إنها قضية حدسية.” بالنسبة له، الزمن لا يتبع منطقًا عقلانيًا بحتًا، بل يتسلسل بشكل حدسي، حيث يشعر الإنسان بالأحداث بطريقته الخاصة، ويعبر عنها باستخدام الذكريات والتجارب الداخلية.

هذه النظرة العميقة للذاكرة والزمن تتجسد أيضًا في أفلامه وفنه. فهو يعتقد أن الفن، سواء كان سينمائيًا أو بصريًا، يمتلك قدرة على التعبير عن شيء أكبر من الكلمات. وفي هذا السياق، يشير إلى أن “كل الفن يقدم لنا أكثر مما يمكنه أن ينقله بنفسه”، مضيفًا أن الفن دائمًا يشير إلى ما هو أبعد من حدود ما يمكن قوله، ويترك لنا مساحة للتأمل فيما هو غير مرئي أو غير مُعلن.

بالنسبة له، هناك قيمة كبيرة في الإقرار بالعجز الذي قد يشعر به الفن في نقل جميع جوانب الحقيقة. يقول لينش: “لا توجد كلمات يمكن أن تصلح أي شيء، ولا صياغة ستجعل كل شيء على ما يرام.” ولكن، في هذا الاعتراف بالعجز، يكمن جوهر الفن وتحقيق التحول. يعتقد أن “الصمت” هو الأساس الذي يتجمع عليه كل الأصوات والأشياء الأخرى. الصمت هنا لا يعني الخلو من الصوت، بل هو مكان للاتصال العميق مع الذات والعالم المحيط، مكان يتم من خلاله فتح أبواب للتفكير والتأمل.

عملية تكوّن فكرة فيلم عند ديفيد لينش

ديفيد لينش يصف عملية تكوّن فكرة لفيلم بأنها مسار عضوي. يقول إن الأفكار هي التي “تقود القارب” في إبداعه الفني، وهي “نعمة ضخمة” تتيح له أن يترجمها إلى سيناريو ثم إلى فيلم. عندما تأتي فكرة، لا تأتي كاملة دفعة واحدة، بل تتجمع أجزاء منها وتتطور تدريجيًا لتصبح سيناريو. يبدأ بتسجيل الفكرة، ويحفظها في ذهنه حتى تأتي الفكرة التالية، ويستمر هذا التراكم حتى يتشكل العمل الفني.

أحد الجوانب المميزة في طريقة لينش هي الطريقة التي يشعر بها تجاه الفكرة. عندما يلتقط فكرة، يراها ويسمعها ويشعر بها بعمق في ذهنه. هذه الفكرة تصبح مرشدًا له خلال العملية الإبداعية، حيث يبقى مخلصًا لها طوال الوقت. يشرح قائلاً: “إذا بقيت مخلصاً للفكرة، فهي تخبرك بكل ما تحتاج لمعرفته.” الفكرة توجهه خلال عملية الكتابة، التصوير، والمونتاج. يضيف: “أنت تعرف عندما تفعل شيئاً غير صحيح لأنه يشعر بعدم الصحّة.” وعندما يتبع الطريق الصحيح، يشعر بأنه صحيح.

من ناحية رد فعل المشاهدين، يحب لينش فكرة أن العمل يمكن أن يكون له معانٍ مختلفة بالنسبة لأشخاص مختلفين. كما يذكر أنه قد يكون للفيلم تأثيرات أعمق عندما يعيد الناس مشاهدته بعد سنوات، حيث يمكن أن يكتسب معنى أكبر بناءً على مكانتهم وتغيراتهم الشخصية.

أما بالنسبة لاستخدامه للألوان في الأفلام، فيؤكد لينش أن الفكرة هي التي تحدد كل شيء، بما في ذلك الألوان. ليس القرار بأن اللون الأزرق يعكس برودة شخصية معينة، بل يتعلق الأمر بالإحساس الداخلي الذي يتناسب مع الفكرة الأصلية. العملية ليست عقلانية بحتة، بل هي عيش داخل الفكرة و”الوفاء لها” كما يقول، أي أن الفكرة تقود اختيار الألوان والمزاج العام للعمل الفني.

نصيحة ديفيد لينش لصانعي الأفلام الشباب:

ديفيد لينش يقدم نصائح قيمة لصانعي الأفلام الشباب، مشجعًا إياهم على الصدق مع أنفسهم والبحث عن صوتهم الفريد. يشير إلى أهمية الصدق في التعامل مع الأفكار، ويقول: “كن صادقًا مع الأفكار”، و”لا ترفض فكرة جيدة”، مضيفًا أنه من المهم أن يكون لديك حق القطع النهائي، مما يعني القدرة على اتخاذ قرارات نهائية في عملك الفني.

يؤكد لينش على أهمية استخدام الفرصة التي توفرها تقنيات الفيديو الرقمية لصنع الأفلام دون الحاجة إلى استوديوهات ضخمة أو ميزانيات كبيرة. كما ينصح بعدم محاولة إبهار الاستوديوهات أو الأشخاص الذين يهتمون بالمال، لأنه وفقًا لتجربته، هذا يؤدي عادة إلى رد فعل عكسي.

وفيما يتعلق بتطوير مهاراتهم، ينصح بأن يتعلم صناع الأفلام الشباب من خلال الممارسة العملية بدلاً من الاقتصار على المعرفة الفكرية التي تقدمها مدارس السينما. كما يذكر أنهم يمكنهم تقديم أعمالهم في مهرجانات الأفلام للحصول على فرص توزيع أو دعم مالي لاحقًا.

حياة الفن

بالنسبة له، حياة الفن تتطلب تفانيًا تامًا في العمل الفني، وأن يصبح كل شيء آخر ثانويًا. كان يعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة للغمر في الفن واكتشاف أشياء جديدة. بالنسبة له، حياة الفن تعني الحرية، لكن هذه الحرية تتطلب الكثير من الوقت والتفاني. ويرى أن هذا قد يبدو قريبًا من الأنانية، لكنه لا يعنى الأنانية بالمعنى السلبي؛ بل يتطلب الوقت الكافي والتفرغ الكامل للعمل الفني.

لينش يتذكر مقولة والد صديقه، بوشنيل كيلر: “إذا أردت الحصول على ساعة واحدة من الرسم الجيد، يجب أن تحصل على أربع ساعات من الوقت غير المتقطع.” وهذه المقولة تعكس اعتقاده في أهمية التفرغ للقيام بالعمل بشكل صحيح.

أما بالنسبة للعمل الفني نفسه، يرى لينش أن العملية تتضمن البناء والتدمير. تبدأ الفكرة كشيء بسيط، ثم تتطور من خلال التجربة والعمل والردود الفعل، مما يسمح باكتشاف شيء جديد في النهاية. الطبيعة، بنظر لينش، تلعب دورًا كبيرًا في هذه العملية الإبداعية، حيث تساهم في تشكيل الأفكار وتوجيه العمل الفني.

…………………………………………

  1. David Lynch’s Philosophy On Drinking Coffee, Vice. 17 July 2014.
  2. How They Write A Script: David Lynch, Go Into The Story.
  3. Catching The Big Fish: Meditation, Consciousness, and Creativity, by David Lynch. 2006.
  4. David Lynch Masterclass, YouTube.
  5. Lynch on Lynch, by Chris Rodley and David Lynch. 1993.
  6. Marie Claire spends 24 hours with film director David Lynch, LynchNet.
  7. David Lynch on Consciousness, Creativity and the Brain (Transcendental Meditation), Transcendental Meditation.
  8. David Lynch talks about his influences, his creative process, and the challenge of comedy, Charlie Rose. 02/14/1997.
  9. David Lynch In Conversation, QAGOMA.
  10. David Lynch: Consciousness, Creativity and the Brain, UC Berkeley Events.
  11. Mulholland Drive Behind The Scenes, YouTube.
  12. David Lynch On Why He Meditates, Goop.com.

Additionally, you have the following articles:

 

 

 

مقالات من نفس القسم