رسالة إلى سلمى

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

طارق هاشم

أريد أن أنام يا سلمى

أريد أن أنام كي أستيقظ مبكرا

فأستقل الباصطارق

كي ألحق برفاقي في المدرسة

أعرف أن المحتل قد قصف مدرستنا

لكننا نتجمهر أمامها كل صباح

وكأنها مازالت على قيد الحياة

حتى نحمي ذكراها من التلف

مدرستنا هناك عند التل

ألا تعرفين التل يا سلمى

التل الذي كثيرا ما صحبتك إليه

وتبادلنا الأحضان السرية

والمواعيد المهددة

كنا في كل مرة نخشى

أن تقصف الطائرات ميعادنا

تتذكرين كم أيقظتنا هذه الطائرات

من أحلى نومة

كي تلتقي قبلاتنا الأخيرة

وبالحذر ذاته كنت تصنعين من يديك

جناحين كبيرين

كي تخبئي قلبي من الطائرات

قلبي الذي تعرفين جيدا

أنك تحتلين أركانه كافة

كنا عند التل نلعب لعبتنا الأثيرة

كنت تمثلين الخطيبة

وأنا الخطيب الذي تعب لسانه

من مناداة المارة كي يساعدونا

على أن نطرد المحتل

ولكن دون جدوى

دعيني الآن اذهب

فقد استدعاني أبي

كي أحمل العشاء إلى اخوتي

الكادحين

هناك عند النهر

ألا تعرفين النهر

ذلك الذي كثيرا ماكنت توقظيني

كي أتبع امي وهي ذاهبة إليه

كي تملأ جرتها

حتى تؤمن لنا ليلة دون عطش

كليالينا الدائمة

فكما تعرفين

أن البرابرة القادمين من الغابة

قد حجزوا الماء

والغذاء

والنزهة

إلا أنهم لم يستطيعوا

أن يصادروا ابتسامتك

هذا رهانهم ومحنتهم

يريدون أن يخنقوا الشمس

التي تقبل واجهة غرفتنا

كل صباح

أعرف أن الموت

يبيت الآن على عتبتها

ربما قد يخطف عائشة

ونرجس

ونبيل

وحارس

أو قد يخطفك أنت أيضا

إلا أنه لابد سيفشل

أن يلوث رائحة أجدادنا

او يقتلعها من هذه الأرض

ارضنا ياسلمى

لن يستطيع أن يبدل صوف جلبابها

بنجمته المسروقة

أرواح كثيرة ستطارده

حدثتك كثيرا عنها

كانت تحضر دائما

كلما أطل الضحك

كدمعة غريب يبحث

عن يد تكمل سلامه

الهارب من حروب غابرة

من أيامنا

أيامنا يا سلمى

لن أخبرك بها

أظنك تعرفينها حزنا حزنا

أيامنا التي يقايضها النوم

كسفاح عتيد

أريد أن أنام فعلا

إلا أن البرابرة القادمين من الغابة

قد صادروا النوم من حافظتي

والسلام

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

لأنك أبي