إضمامة من القصائد القِصار للشاعرة ديا جوان

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 ديا جوان

ترجمها عن الكردية: ماجد ع  محمد

إضمامة من القصائد القصار للشاعرة والكاتبة الكردية ديا جوان (زينب أوصمان شوزي) التي رحلت عن عالمنا يوم 26 فبراير 2025، في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، عن عمرٍ ناهز 72 عاماً، يذكر أن الشاعرة الراحلة التي كرّست حياتها للأدب والشعر الكردي وُلدت عام 1952، وكانت من الأصوات النسائية الرائدة التي لم تكتفِ بالإبداع الأدبي، بل حملت هموم شعبها، وواجهت التحقيقات الأمنية أيام حكم حزب البعث بشجاعة، وقدّمت الراحلة ديا جوان مساهمات أدبية مهمة، حيث نشرت عشرة مؤلفات باللغة الكردية، تركت من خلالها بصمة واضحة في الشعر والأدب.

ماء الورد

لم أعطِّر قامتي بأيَّ نوعٍ

من أنواع ماء الوردِ

بعد أن قالوا لي:

تفوح منكِ رائحةُ الوطن.

*

حلمٌ حر

كم أحتاج إلى حُلمٍ حرٍ

حتى يُمسك بيديَّ

ويمضي بي خمسة آلاف سنةٍ للأمام

أو يُعيدني مائة ألف عامٍ للوراء

ليس هماً

المهم هو أن يُحركني من هذا المكان

يسحبني من هذا القبر

يقتطعني من هذا الزمن.

*

الشاعر

1

يحرق الشاعر كل عمره

من أجل أن يرى الناس أحرارا

وينسى في غمرة احتراقه

أنه لم يعد بمستطاعه

إيجاد عمرٍ آخر

لكي يرى نفسه حراً.

2

يا ترى هل سألتَ نفسك مرةً

إذا ما كنتَ أنتَ مَن تصبح ضيفاً على القصيدة

أم هي التي تغدو ضيفتك؟

هل تقوم بإيقاظها

أم هي التي تحرمك من النوم؟

تُنعشها

أم هي التي تميتك؟

*

الحب

1

بقي حبي وحيداً

لأن وطني لم يقبل

بأن يشاركه في حبي أحداً غيره.

2

جميعنا جلودٌ فارغة

قبل أن يدخل الحب بمراكبه إلينا.

*

قلبي

1

بالرغم من أن قلبي كان كرةً كبيرة

إلاَّ أنَّه ما عدا الأطفال

لم يستطع أحد

اللَّعب به.

2

لم أهد قلبي لأيَّ أحد

لأنني كنتُ أعرفُ

أنه ما من أحدٍ سيقبلُ

بقلبٍ مقطَّعٍ إلى أربعة أجزاء.

*

القلم

1

بمنقار قلمي

أحفرُ جدران هذا السجن

وأفتحُ فيها الأبواب والنوافذ

علَّني من خلالها أخرجُ إلى حياةٍ جديدة.

2

مهما عملنا على شحذ أقلامنا

فتلك الأسلحة الخربة ستنثلم.

*

الوردة والسجن

الوردة تعرف من زرعها

ولكنها لا تعرف من سيقطفها

بينما السجن يعرف من الذي شيَّده

ومَن الذي سيهدمه كذلك!

*

الوردة

تتخلى الوردة عن دمها المُراق

ولا تبالي برأسها المقطوع

ولا تسل عن عمرها المهدور

عندما يضعونها في يد محبٍ

أو طالب الحرية.

*

هدية

هديتي لكل الذين يحرسون الإنسانية

هذه القصائد

وإذا لم يقبل بها أيَّ واحدٍ منهم

سأهديها لنفسي.

*

الكرسي

لم يجعل الكرسي لنفسه عيوناً

حتى لا يرى أحدا

لم يجعل له أذنا

حتى لا يسمع الأصوات

ولم يجعل في بدنه الروح

حتى لا يتألّم

ولا يتعب

ولا يرمي جالسهُ من على ظهره.

*

البطل

أولئك الذين في حلك الليالي

يحثون الخطى من شارعٍ لشارع

من منزلٍ إلى منزل

أجعلُ قلبي لهم مشكاة

وأُشعلُ لهم أصابعي العشرة.

*

شهيد

كل قطرةٍ من دماء الشهيد

تغسلُ بحراً من أدران الخنوع.

*

اليوم

إذا أردتَ أن يمضي نهارك الحالي

بخفة

عليك ألاَّ تحمّلهُ أشياء الأمس.

*

الموقد

أن يكون المرء في موقد النار

خيرٌ له من أن تكون بداخله النار!

*

خوفي الأكبر

هو أن يأتي اليوم الذي

يملأ الفراغُ حياتي.

*

أمنية

ألا ليت استراحتي الأخيرة

كانت بجوارِ جدارِ

من جدران قريتي.

 

مقالات من نفس القسم