نجوى شمعون
نقص الطريق واحداً
نقص الهواء لغة وحيدة
مسافر
مهاجر
أو خائف من قصف امتد حتى الهدنة
نقص المسافر
حقائب السفر ورفقة حلوة
نقص الوجه الشاحب في الحرب رؤية تؤيد جميع ما قالوا
في الطريق الغبار
جند يحرسون موتنا
يحرسون غبطة الهدم
الدمار
خوفنا مما نخاف
ينقص الطريق محلل سياسي يفتخر بكل ما توقعه
فسقط سقف بيته في قلبه
ولم يتعلم الصمت في حضرة الدماء
نقص الكون واحدا
يتشفى بكل ما يحدث
وكل ما سوف سيكون
الهدنة حروب أخرى
ولمن لا يعرف الحرب
عليه أن يكون حذرا من بقايانا في الحرب
من عظام الشهداء التي يجمعها الهواء
من صور فورية يرسلها المراسل
من صمتنا
من رعشة الحب والحرب معاً
عليه أن يحذر من كبر الحقد في قلبه.
كان يُمكن أن نتفادى طلقات الهواء
ونستعيد جسداً
من افتراس الدبابات
الطائرات المجروحة بدمنا
كان يمكن أن يكونوا جميعاً هنا هناك
الشهداء جميعاً بألوان لوحاتهم قبل المغيب
كان يمكن أن نتفادى
رنين الموت وأجراس الرحيل
بحكمة الورد
بشجرة تورق أحلامها
بتردد جناحين لعصفور حاول الطيران بعيداً عن الموت
كان ما كان من ضجيج الطائرات فوق أكوام البيوت
فوق الأجساد
الندوب باتت حرة الآن
طليقة كخيل في الحقول
توجه رصاصها الطائش حولنا
علينا بالكلمات
النظرات العابرة
لوجوه شاحبة خطفها الصهيل هناك
تتمشى فوق بقايا بيوتها
هل نجونا معاً
تقول وردة لفراشة سحقتها دبابة
في خيمتنا
برد
جوع
وخوف من الآتي
الحكمة مفقودة في الحرب
والبشر.
الانتظار حارق
كالماء
النار
التراب
الهواء
لسعة الوجوه في الانتظار …
الطرق بعيدة عنها
مُغلقة بالركام
مُغلفة بالنسيان
بالضحايا
بالدبابات والجند القتلة
أفتح بئراً في الخيال
للعطاشى
للجرح في الكف
لمدينة لا تنام
لقصف مفاجئ
لكلاب تأكل لحم البشر
تشرس الغابة
لا أكتب لأحد
أكتب لمدينتي التي ضاعت في زحام عنيد.
“سنة حلوة يا جميل”
تتمتم الريح في عظام النازحين
تفتح أسرار الموت دفعة واحدة
المطر ينبش عن حفر كثيرة
الأجساد تتطاير كما قش الحقول
ندبات
كل ما تصنعه الحروب في روحي
“سنة حلوة يا جميل”
أرواح في مشانق الوقت
مُعلقة على صليب النسيان
طعنات المطر
في الخيمة “النايلون”
في الكف
في كل اتجاه
في ثرثرة المسؤول وبطنه المنتفخة
سعاله من أثر الدخان الفائق الجودة
سفره المفاجئ يقتنص حصاد آخر
اللعبة مستمرة
البيوت أطلال لنكبة أخرى
في العظم
يوجهون غضبهم يا الله
لبعضهم …
ليست قصيدة. إنها لعنة القتل منذ هابيل وقابيل.