يبدأ الحزن رحيمًا .. فاطما خضر

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فاطما خضر 

امـــــرأة أُحـــيـــلَـــت إلـــى دُمـــيــــةٍ

 

مَـــــعــــكَ

كنتُ جدولَ ماءٍ صغيرًا

تبّخَرَت مياهُهُ من حرارةِ خلافاتِنا

فغدوتُ غيمةً صامتةً

تُــمــطــرُ دخــانًــا

 

لا يحتملُ الرّجلُ فكرةَ

أن تكسرَ امرأةٌ زجاجَ

مــــــزاجِــــهِ

 

لـكـــن

لا بأسَ لو كسَرَ

كلَّ شيءٍ فيها

حتّى مـــاء

قـلـبـها

 

مـــــــــؤخـــــرًا

اشتريتُ دبًّا بفروٍ ناعمٍ

يحتضنُني ليلًا

 

ما أن أَلْمَس قلبَهُ

يقولُ: أحبّكِ

 

خــــلافًا لـــكَ

هــذا الدّبُ رحــيــــمٌ

يؤنسُني بجموده

 

وبعد زمنٍ…

يكفي استبدال بطاريتِه

ليستمرَّ في قـــول:

أُحــــبّـــــكِ

 

دبٌّ

حتّى لو ضغطتُ

على جرحه في الفراق

يقول: أُحــــبّـــــكِ

…………………………………………

 

ســـيـــــريــــــــــوس

 

هذهِ الأرضُ

خرمُ إبرةٍ العبورُ منهُ

شاقوليٌّ يُحطمُ

جماجِمَنا

 

لذا يفشلُ العاشقونَ هنا

ويبدو الخلود أشبهَ

بالــعــــدمِ

 

نغلفُ مسقطَ الرأسِ

بالأوهــــام

 

نرمِمُ الأوطانَ

بالـهـذيـــان

 

لم يعُدْ التّعاطفُ

مع ظلام الفقراء مُضيئًا

بأيديهم يُطعمون أسيادهم

لـــحـــم أجــســادهـــم

ويسدّون جوعَهم

بـــالــفُـــتــــات

 

الثّوراتُ مشبوهةٌ

الأمـــجـــادُ زائــــفـــــــةٌ

يتناحرُ على عتباتِهِا أسيادُ الأرضِ

يرصفونَ الدّروبَ إليها

بأحلامِ البسطاء

 

درويــشــةٌ أنـــــا

والدّراويشُ لا يعبرون

 

درويــشــةٌ أنـــــا

والدّراويشُ لا يقتربون

 

درويـشـةٌ

أراكَ بـقـلـبـي

أتنفّسُكَ من غمازةِ

خــــــــــدّي

 

أطــــوفُ حـــولَ كلـمـاتِكَ

بجسدي الصّــغيرِ

وقلبي الشّاهقِ

 

هَـــذي يـــدي

خُذني إلى مدارِكَ

واجـعـلني نـجمَ

ســيريـــوس

……………………..

مـــشـــاعـــر بُـــــتِـــــرَت

 

عيناكَ مطرٌ

يدُكَ ارتعاشُ طيرٍ ذبيح

صدرُكَ بركانٌ ملجومٌ

في قلبِك برقٌ ورَعدٌ

 

بينما يقولُ لكَ أحدُهم

«كــنـــتُ أمـــــزح»

 

كـكـلِّ الأطفــال

كنت أعدُّ النّجومَ

قبل الـنّـــوم

 

كـــــبرتُ..

استبدلتُ بها

عدَّ شظايا قلبي الزّجاجي

التي لم تؤذِ يومًا أحدًا

حتّى الأحباب الذين

داســــوا عـلـيـها!

 

حتّى البلاد

التي مرّرنا بخفةٍ

أصابعَنا الكئيبةَ على ترابها

خشية أن نجرحَ روحَها

ابتلعت أصابعَنا،

من يومِها نحنُ

جــائــعــون

 

كنتَ مولعًا بالرّمان

تتناوله بمزاجٍ عالٍ حبّةً فحبّة

على هـــذا النّـــحـــو

أكلتَ قلبي ومضيتَ قائلًا:

أحتاجُ امرأةً تحتويَني

وامرأةٌ بلا قلب

أنــــــتِ!

 

الحـقـيـقـةُ

جلّادٌ يُدمي مشاعرَنا

والحقيقةُ أنّنا أكثرَ حزنًا

ممّـــا نـبـــدو!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة سورية .. والديوان صادر عن دار مرفأ 2024

مقالات من نفس القسم