نداء .. من مجموعة “امرأة قابلة للطي والتخزين”

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

آية البـــاز 

ناداني من يميني ولسه بيناديني

بيقولي…حصليني علي بلد العجايب.

ناداني من شمالي قال يا أم المهر غالي

تعالي أوام تعالي…خدي م الحب نايب 🎵🎶

 

في باحة الاستقبال الخاصة بالأوتيل الذي نزلنا به لمدة أسبوع وحجزنا فيه قاعة الفرح،  نزلت السلم المزين بالورود والسجاد الأحمر  بفستان الزفاف والطرحة البيضاء الطويلة منقوش عليها قلب هنا، ومنثورة لؤلؤة هناك،و المطرزة بكل نبضةٍ دق فيها قلبي باسم حبيبي خالد

الآن يجلس أبي وزوجي متقابلين علي طاولة طويلة بمفرش أبيض ومزهرية فيها بعض الوحدات الحمراء والبيضاء وأعواد الفل والياسمين.

تطال يد أبي أولا ويمد خالد يده ليُعلِنا معا أنه زواجاً مباركاً.

 تحاوطني صديقاتي الفتيات من كل جانب ..توحدن جميعا باللون الأخضر في فساتين بتصاميم مختلفة.

كانت الليلة جميلة وهادئة ..أشخاص معدودة و حفل لساعتين،موسيقي هادئة وانفض العرُس تتلوه البكارة.

بعد أيام من عودتنا من الأوتيل أرى قلبي يفيض بالحب وبيتي الجديد بالهدوء وأنظر إلى زوجي النائم في حضني أظن أنها ربما هلاوس بصرية ، أخاف أن أنام فيتلاشي وأمد يدي لأطمئن أنه هو بشحمه ولحمة ينام بجواري.

خمسة وثلاثين عاماً من لقب آنسه، الآن ينكسر القيد ويحل مكانه عقد النكاح ملفوف علي چيدي، لم أرد خاتماً ولا دبلة ولا أنسيال كبقيّة الفتيات اللواتي يخترن الشبكة لإعلان الزواج

.أردتُ أن يكون هو طوق النجاة والحب المعلّق علي صدري. ربما يكون بوصلة للاسترشاد بعد  سنواتٍ من التيه.

هل تعلم معني أن تكون تائهاً لسنوات وينقصك المربع الذهبي وأخيراً بعد ثلاث تجارب من الحب والارتباط تعلن أنه لا مفر من الفشل والجري خلف سراب البيت الآمن والحضن الدافئ، وصوت طفل رضيع يؤنس أمومتي قبل انقضاء مدتها.

هل تحلم فتاة بغير صدرٍ يتسع لأحلامها وأجنحتها؟ ..هل تعرف معني الوَنس وأن يشاركها أحدهم ليله ونهاره، نومه وصحْوه؛ فرحِه وترحِه؛ فنجان الشاي وقضمة البسكويت والموسيقي نفسها وأبيات الشعر الشهيرة والروايات التي من الصعب تذكر أحداثها والعصائر المثلجة وافتكاسات الأطعمة ثم اهدائها للطيور لانها لا تصلح للأكل والضحك والسخرية علي عثراتنا ؟

 والكثير الكثير من المشاركة.

أن تعتقد أن الدنيا خلت إلا من اثنين ..أنت وحبيبُك!

إلتفاتة قلبه لي تُشبه لقاء الأهل والمحبين في ميناء السفر بعد سنوات من الغُرية، مئات الأيدي تلوح لمئات الراحلين ، لا أحد تتصادف يده مع يده الشخص المقصود  ولكنها أيدي تلوح ووجوه تستقبل التحايا، أنا وهو الوحيدين اللذين اتفقت أيدينا معاً.

بعض الرجال خُلِقوا  من أشعة الشمس يُجيدون طهي الخبز علي نار الشوق

يعلمون  جيداً كيف تُساق الحنية والدفء و دفسها في البيوت لتستقيم ويشتد عودها

زوجي العزيز … أنا صقيع التجارب. آتني بدفئك

زوجي العزيز أحبك..

ربما لم تعي يوما كيف لامرأة قررت أن تهجر بيت أبيها طواعيةً وتأتي إليك مشياً علي قلبها، مجرورة من كل شعور، فقط لتكون شريكتك وترمي بأثقال أيامها علي أكتافك تتشاركونها معاً.

فتاة تبلغ من الطفولة أرذلها ومن الشباب ضعفه ومن التجارب أصعبها.

خالد…. لا أريد أن أكرر عليك سوء الأيام التي مضيتُ فيها قبلك..أنت تعرف،  وغنيٌّ عن أن أسوق لك الوجع مرة أخرى .

فضلاً تحمّل فتاة كافحت حتي جعلت من مخاوفها أصناماً يعبدها العدم ، والآن…بجوارك…. تستقيم حياتها.

يسمع ويستقبل بابتسامة جميلة ولا يعلق، انما يربت ويُعانق، يمنح بلا توقف، لا يلتفت ولا ينتظر.

أيام وأنا أبحث عن ماهية الرجل الذي دفع باب قلبي عُنوة

 ولم يلق حتي على قلبي السلام.

أقول أنه خالد كي أدق خطواته أمام الباب تخلُد كاسمه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قاصة مصرية .. والمجموعة صدرت مؤخرًا عن دار الكاف ..معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

مقالات من نفس القسم