طارق هاشم
كنت أحبك
حين كان الناس في بلادنا
يعرفون كيف تحنو الشجرة
على صغارها في الشتاء
صانعة من أغصانها جناحين
لتنزع البرد عن الفروع
كنت أحبك
حين كانت الشمس
تبلل نافذتي عينيك الطيبتين
دون أن تخبر النهار
أنها في مهمة استثنائية
كنت أحبك
حين كان الناس لا يصدقون
القادمين من المدن الصدئة
بصديريات جامدة
وأفراح مزعومة
لا تنطلي على أحد
يقولون ما أجمل الغرب
أملا في أن يقمعوا شرقيتك الأسيرة
كنت أحبك
وأنت تجرحين الليل
بطلتك الخارجة من أسطورة رمادية
تتبعها الموسيقى
والطيور الحيرى
والبحيرات الشاردة
والغيوم الهاربة من التردد
وانتظارنا لأعوام
ان تحنو علينا السماء
كنت أحبك
حين كان المرج يكفي
أن نضع يدينا في يديه
كي نصل إلى المطر
الذي كان يختبئ
في آخر المساء
كنا على علم بقدومه
لكنه من يوم أن عرف
أننا كشفنا سره
وأخبرنا كل مروج المدينة
ظل معلقا في أصابع نجمة
ليست من حينا
إلا أننا مازلنا على أمل
كنت
ومازلت
وسأبقى أحبك
طالما أنك ترتبطين بروحي
كما يرتبط النهار
بأرزاق الفقراء
ومحبتهم الحذرة