طارق هاشم
لم أصدق المطر
كما أصدق ابتسامتك
لم أصدق الحزن
كما أصدق الدموع
التي صافحت كفيك
وأنت تودعيني عند المنحدر
لم أصدق القمر
كتصديقي لوجهك
الذي تنبعث منه آلاف النجوم
وقسوة الإيمان بأننا حتما سنرسو
عند نهر بارد
لم أصدق النهر
كما أصدق شارعا حفر وجوده
ووزع أبناءه الضالين
وأبطاله العزل
تحت جفنيك المؤرقين
لم أصدق المواعيد
لأنها أقسمت أكثر من مرة
أنك ستأتين
ولم يحدث ذلك
لم أصدق البحار التي عبرناها
كإيماني بدفء يديك
حين تتعلقين بيدي الحزينة
ونحن نكسر شارة المرور
في شارع محمد فريد
صدقيني
أنا لم أصدق كل الذين
قالوا فيك شعرا سيئا
كتصديقي لبراءتك
لم أصدق الشتاء
كما أصدق المطر النازف من عينيك
في كل المواسم
فنحن كما تعرفين
قد عاهدنا الحزن
على أن نزوره من آن لآخر
كأننا ابناءه
على أن يزورنا
في كل الفصول
لم أصدق
ولم أصدق
أي كلام
عن الكلام
كل ما أصدقه
أنني أحبك
حتى الهزيمة