خالد السنديوني
هل تعرف
ليس هناك في هذا العصر كلمة
يمكن أن تكون أبشع من كلمة مشروع project
سواء كانت تعني في أصولها “خطة مبدئية “
أو “رمي شىء إلى الأمام “
لكن ما أحتفظ به في ذهني
هو سلسلة افلام رعب تحمل جزئيا هذا الاسم:
Blair witch project
Project Horror
يمكن أن تكون الكلمة المسكينة قد تم التلاعب بها هي أيضا
أطلب مساعدة المتخصصين
أو تم تصميم إلهام إجرامي خاص بها
فإخلاء قطعة أرض من أهلها هو مجرد مشروع
لذلك فقتل الأطفال عطشا
أو جوعا
أو بالتعذيب البطىء
وتسوية البيوت بالأرض
هو مجرد مرحلة بجدول زمني
وهناك مكتب موارد بشرية
يمد المشروع بالفلاسفة، بالعلماء
بالقانونيين، بالجنرالات
وحتى بالكتاب ومن هم موهبتهم صياغة التقارير
من أجل إخلاء قطعة أرض من أهلها
هناك من يمكنه تكميم الأفواه أيضاً
البنوك تعرف ما تفعله جيدا بهذا الخصوص
هناك مؤسسات شديدة الهيبة متحمسة للمشاركة
لـ “تخفيف الآثار الجانبية” الاسم الجديد لشهادة الزور
هناك رجال في منتهى الشياكة مهمتهم تحويل الكذبة إلى حقيقة
وهناك أولاد الزنا في المقدمة
يتبارون فيمن يقنص عدداً أكبر من الأطفال
وهناك الشيطان في مكتبه
يدير كل شىء
من مكان مكيف وراقٍ
يحلم بأن يرى الأرض خالية من البشر .