سها السباعي
كنت في إجازة قصيرة مع الأسرة حين وصلني إيميل عرض ترجمة رواية صمت الحملان، قرأته غير مصدقة، وأعدتُ قراءته لأتأكد من اسم الرواية. ثم وجدت نفسي أطوف على جميع من معي أريهم الإيميل فردًا فردًا وأزف الخبر بجذل كطفلة لا تصدق من فرحتها جمال هدية نالتها على غير توقع. العنوان معروف لي بل من مفضلاتي، شاهدتُ الفيلم المقتبس عن الرواية في فترة التسعينيات السعيدة، وكان أنتوني هوبكنز مهيبًا كعادته في جميع أدواره حتى لو أدى دور مسن مثير للإشفاق، ورقة ملامح جودي فوستر متناقضة مع براعة أدائها وجوهر دورها كعادتها حتى لو أمسكت مسدسًا وأطلقت النار.
لكن لندع المعالجة السينمائية جانبًا، فللكلمات المكتوبة شأن آخر؛ منحتني التفاصيل العديدة -التي وجدت براحًا شاسعًا في الصفحات عن المساحة المحدودة التي حُذفت بسببها في الفيلم- تصورًا فريدًا، وستمنح كل قارئ تصوره الفريد، المختلف عن تصور المخرج بالتأكيد، لأن التأويلات لا تنتهي، وتداعيات كل إحالة ضمَّنها المؤلف في الرواية لا حدود لها.
أسرت سلسلة من أربع روايات كتبها توماس هاريس القراء لعقود بشخصياتها المعقدة وحبكاتها المُحكمة وتأثيرها النفسي. تعرض روايات التنين الأحمر (1981)، صمت الحملان (1988)، هانيبال (1999)، انتفاضة هانيبال (2006) – تطور شخصية هانيبال لِكتر، الطبيب النفسي اللامع الذي تحول إلى قاتل وآكل لحوم البشر، وجوانب مختلفة ومظلمة من النفس البشرية. ظهر لِكتر أولًا في رواية التنين الأحمر، لكنه يُعتبر فيها شخصية ثانوية مقارنة بالتركيز الأساسي على القاتل المتسلسل والمحقق الفيدرالي العبقري ويل جراهام الذي يلجأ إلى لكتر -المسجون بسبب جرائمه- للمساعدة، بإيعاز من رئيسه كروفورد، في تمثيل للموضوع الرئيسي الذي سيتكرر في أعمال هاريس: التفاعل المتصاعد بين الصياد والمطارَد.
وبرغم هذا الظهور الأول، يرجع الفضل لرواية صمت الحملان (صدرت ترجمتها عن دار الكرمة 2024)، في ترسيخ مكانة هانيبال لِكتر كأيقونة ثقافية، إذ أفردت لشخصيته مساحة واسعة عرضت فيها القضية التي أوقعت به باستفاضة، ولم تكتفِ بتصويره على أنه شرير غريب الأطوار فحسب، بل أظهرت جوانب شخصيته المكونة من مزيج معقد من البراعة الفكرية والاضطراب النفسي. نحن هنا بصدد قضية جديدة، وقاتل مختلف، والأهم محققة شابة أخرى هي بطلة الرواية عن حق. يطغى لكتر على أجواء الرواية بغموضه الأخلاقي وطبيعته المتلاعبة وقدرته على التأثير، فما يختفي تحت حواراته الثرية، وتدويناته التي تحمل طبقات من المعاني، والمرويات التي يتبادلها الآخرون عنه، يشغل مساحة أكبر بكثير من الأحاديث القليلة التي يتبادلها مع متدربة مكتب التحقيق الفيدرالي كلاريس ستارلِنج.
عندما بدأتُ في ترجمة الرواية لمحتُ ظلالًا من حكاية بجماليون كما صورها برنارد شو؛ كلاريس تتطلع بإجلال إلى رئيسها ومرشدها كروفورد، إجلال يتشوش أحيانًا بما يلزمه به منصبه من قرارات لا تفهمها في البداية، لكنها «على استعداد أن تقتل من أجله. كانت تلك إحدى مواهب كروفورد العظيمة»، إجلالٌ يختلط عليها أحيانًا: «عندما وقعت معه في حالة الشعور الداخلي المتأمل في نزهة في الحرم الجامعي، أدركت ستارلِنج أن كروفورد أراد أن يضع يده على كتفها، وأنه كان سيفعل ذلك إذا كان من الممكن أن يلمسها. انتظرت أن يقول شيئًا. توقفت أخيرًا، وضعت يديها في جيبيها أيضًا، وواجه كلٌّ منهما الآخر عبر الممر». يراها كروفورد ابنته وصنيعته؛ «الطفلة تحتاج إلى حذاء جديد». يدفعها مضطرًا كطُعم يسيل له لعاب لكتر؛ «أنتِ الشخص الذي يتحدث معه يا ستارلِنج». في الوقت نفسه يراها امرأة تملأ موقعها بجدارة واقتدار، «وريثة النساء الجدات، والنساء الحكيمات، المعالجات بالأعشاب، النساء الريفيات الحازمات اللاتي كن دائمًا يعملن اللازم، ويواصلن القيام بمهام الرعاية، وحين تنتهي مهام الرعاية يغسلن موتى الريف ويلبسنهم ثيابهم».
تماهيتُ مع كلاريس في رحلتها عبر التحقيق والمحادثات مع لِكتر، لا من أجل حل لغز الجرائم فحسب، بل أيضًا لمواجهة مخاوفها ونقاط ضعفها. عشت معها تاريخها الشخصي ونموها النفسي، من طفلة لاهية في كنف أب، رب أسرة بمعنى الكلمة، مرورًا بصدمة الفقد وتغير الأحوال والصمود أمام تقلبات الحياة وأخذ زمام المبادرة والاجتهاد في العمل. ذكرتني بالقواسم المشتركة بينها وبين إيف في كتاب «الاعتذار»* وبَرِجْلِيوت في رواية «الميراث والوصية»** رغم اختلاف المحنة؛ جمع ثلاثتهن انتشال النفس من القاع، والتغلب على الصدمة، ومكابدة افتقاد دور الأب سواء بالغياب الذي يفرض على النفس شعور الخواء والتيه، أو بالحضور العاتي الذي يسحق تلك النفس ويكاد يمحو ملامحها، وفي جميع الأحوال، افتقاد دوره كأول هادٍ ومرشدٍ في حياة ابنته.
سمعتُ بين كلمات حكاية كلاريس أصواتًا نسوية، لم تكن عالية وقت كتابة الرواية كما هي اليوم، وربما أتمادى فأصنفها كأصوات من النسوية التقاطعية قبل صياغة ذلك المفهوم بزمن، في مناهضتها لأشكال التمييز ممثلة في الطبقية، من ناحية المركز الاجتماعي، عند مقارنتها بابنة السيناتور على مستوى المعيشة والتعليم ورفاه الطفولة، ومن ناحية المركز الاقتصادي، عند وصف حالتها المادية المختنقة. رأيت استماتتها في كفاحها للصعود من نشأتها المحرومة التي يقرر فيها بعد غياب الأب رجال آخرون مصيرها -قريبها والمأمور- فتتشبث بحلم وظيفة مرموقة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وتبذل محاولات جهيدة لا تنجح دائمًا للتخلص من لكنة ريفية ومظهر متواضع، وتناضل لإثبات نفسها في بيئة عمل رجولية غير مرحبة بالنساء في أجواء الثمانينيات التي لا تزال -مع ذلك- محتفظة ببقايا لياقة في التعاملات معهن ومراعاة الألفاظ في حضورهن مع استعداد تام لنبذ ذلك الرقي في أقرب فرصة. وعلى هذه الخلفية، تصبح علاقتها بلِكتر استكشافًا لجوانب جديدة للقوة والمرونة والتعاطف والتعلم، والافتتان. وشعرتُ بحيرة معها في مرحلة لم أعرف عندها من الأحق بلقب المرشد والمعلم، كروفورد أم… لِكتر؟!.
تحمل علاقة لكتر وكلاريس وجوهًا متعددة، فهو يتعامل معها على مستوى شخصي أكثر، ويُفتَن بتصميمها وضعفها. يتناقض هذا مع سلوكه البارد المحسوب المعتاد، وتتضح قدرته في التفاعل النفسي بينهما على التأثير والهيمنة باستخدام ذكائه وسحره للتلاعب بمن حوله، حتى من خلف القضبان، إذ يُدرك إمكانات كلاريس ويستغل نقاط ضعفها لتحقيق غاياته الخاصة، ويزودها في الوقت نفسه برؤى حاسمة حول القضية.
يتقدم لِكتر هنا ليحتل مركز الصدارة. تخلق محادثاته مع كلاريس مبارزة نفسية متوترة ومثيرة ومقلقة في الوقت نفسه، فهي ليست مجرد تبادل للمعلومات لكنها ألعاب نفسية معقدة. يتناقض هدوء لِكتر المخيف وتفوقه الفكري مع العنف الذي يجسده، مما يجعله شخصية متعددة الأوجه تتجاوز جاذبيتها الرعب المجرد.
استفاد المؤلف، الذي عمل سابقًا مراسلًا صحفيًا، من تجاربه في تغطية الجرائم، بحث بدقة في الملفات النفسية والسلوك الإجرامي، بهدف خلق شخصية ليست وحشية فحسب، بل وأيضًا معقدة فكريًا. اختار هاريس، الذي لا يميل للأضواء، أن يُحكم عليه من خلال عمله فقط، إذا قرأت روايته ستُذهل لمدى صمودها حتى اليوم. لا يُهدر أسلوب هاريس كلمة واحدة، لا تهدف الرواية إلى الصدمة والرعب فحسب، بل تتعمق في عقول شخصياتها، وخاصة لِكتر وكلاريس، وبالتالي، في نفسيات قرائها، فنحن مهووسون بما يدفع بعضنا إلى القيام بأشد الأفعال ظلامًا. نحن لا نخشى الشياطين والخوارق بقدر خشيتنا من الآخرين، ومما نحن قادرون على فعله بالآخرين. يُعَد استكشاف هاريس للموضوعات النفسية عنصرًا رئيسيًا في الرواية، فهو يتعمق في طبيعة الشر، وتأثيرات الصدمة، ويكشف الجوانب الأشد قتامة في الطبيعة البشرية ويُظهر نبوغه في أدب الرعب النفسي، والأهم، قدرته على مزج الرعب بالعمق الفكري. ويشهد له المؤلف الأغزر إنتاجًا والأقوى تأثيرًا في أدب الرعب ستيفين كينج بتغريدته في 2019 بعد أن قرأ آخر رواياته: «إنه بارع كما كان دائمًا، قراءة نثره أشبه بتمرير يد بطيئة على حرير بارد».
كيف نجح المؤلف في أن يجعلني أرى هانيبال لِكتر شخصية مقنعة بل جذابة، رغم محاولتي ألَّا أعترف بذلك لنفسي. لأنه جعل أحد أكثر جوانب لِكتر إقناعًا يتجلى في فكره، الذي يتناقض بحدة مع أفعاله المروعة. يميزه خطابه البليغ وسلوكه المهذب عن الأشرار النموذجيين في أفلام الرعب، ويرفعه هذا من مجرد شرير إلى شخصية ذات عمق نفسي وفلسفي كبير. غالبًا ما يعكس حواره فهمًا عميقًا للطبيعة البشرية، كما يتضح من ملاحظاته المحسوبة المتسمة بالسعة المعرفية، المتشابكة مع تأملات فلسفية وإحالات أدبية وفنية كلاسيكية لم يضمِّنها المؤلف للزينة أو المباهاة، بل لتوفير السياق لأفعاله وأفكاره المستكشفة لموضوعات الحضارة مقابل الوحشية، والسيطرة مقابل الفوضى، والعقلانية مقابل الجنون. يؤكد ذوق لِكتر الراقي وخطابه الواضح على انفصاله عن المعايير المجتمعية ومكانته كمفترس يعمل على مستوى وجودي مختلف عن أولئك الذين يرهبهم.
على سبيل المثال، يشير لِكتر في حواره إلى تأملات ماركوس أوريليوس، الفيلسوف الرواقي والإمبراطور الروماني، التي تدور حول الفضيلة والقيادة وضبط النفس، يقتبس منه للتأكيد على طبيعة السيطرة ووهم الاصطفاء، في تناقض غريب مع افتقاره إلى ضبط النفس الأخلاقي. يستخدم لِكتر في حديثه مع كلاريس تأملات فكرية تكشف عن آرائه الخاصة حول الطبيعة البشرية وكيف ينظر إلى نفسه وأفعاله من خلال عدسة الانفصال الفلسفي، وتقدم وجهة نظره الباردة المتباعدة عن الحياة البشرية. عندما يشير لِكتر إلى أوريليوس، يؤكد قدرته على تبرير سلوكه المفترس فكريًّا، إذ ينظر إلى نفسه كمراقبٍ منفصل للتجربة الإنسانية بدلًا من مشاركٍ فيها.
ومن طرف خفي، يشير أيضًا إلى قصيدة إيميلي ديكنسون «شعرت بجنازة في عقلي» التي تتطرق إلى موضوعات العقلانية والعقل والحدود الهشة للإدراك البشري، وتعكس تجربة فقدان المرء قبضته على الواقع، وبهذا فهو يشير إلى انفصاله العميق عن الأطر الأخلاقية والعقلانية التقليدية. يمكن للبيت من قصيدة ديكنسون: «ثم انكسر لوح في العقل» على غرار مجاز مستوحى من الأدبيات الدينية «لوح/جسر الإيمان» أن يعبر عن حالة لِكتر النفسية، فحسه العقلاني ليس هشًا فحسب، بل هو مفكك عمدًا، إذ يتمادى بإشارته إلى «لوح المزاج» بدلاً من عبارة ديكينسون الأصلية ليظهر ميله إلى التلاعب بالمفاهيم وإعادة تفسيرها لتناسب روايته الخاصة. ويؤكد هذا اللعب اللغوي قدرته على تشويه الواقع، مما يجعل تفاعلاته مع الآخرين أشد إرباكًا ورعبًا.
يجسد اقتباسه من ألكسندر دوما، صاحب الروايات التاريخية والحكايات عن المغامرة والانتقام، روح الرومانسية والثقافة الرفيعة، وتربط إشارته إليه بينه وبين الرقي والفخامة. عندما يتحدث عن الطعام في سياق يمكن أن يكون مغريًا ومشؤومًا في الوقت نفسه، يخدم استخدامه لقاموس دوما للمطبخ غرضًا مزدوجًا: يوضح معرفته الواسعة وحبه للثقافة، ويعزز دوره كآكل لحوم البشر. قد تخدم إشارة لكتر إلى خبرة دوما في الطهو في تسليط الضوء على طبيعته الدقيقة وقدرته على استخلاص المتعة من ممارساته المروعة. عندما يناقش لِكتر تفضيلاته الطهوية، يفعل ذلك بدقة وتقدير يعكسان أوصاف دوما التفصيلية للمأكولات الفاخرة. هذا التجاور بين الرعب الناجم عن تصرفات لِكتر مع ذوقه الرفيع وثراء إشاراته الفكرية والثقافية يجعل منه شخصية خالدة ورمزية في سجلات الرعب الأدبي.
بالإضافة إلى ذلك، تتناقض حساسية لِكتر الجمالية مع جرائمه الشنيعة وطبيعته المظلمة. يشكل فهمه وتقديره للفن والموسيقى سمة أخرى من سماته، فهو متذوق للموسيقى الكلاسيكية، المتمثلة هنا في مقطوعات باخ، وتنويعات جولدبيرج، من عزف جلين جولد. كما أنه خبير في الأعمال الفنية، يظهر هذا في إشاراته إلى أعمال مثل «لوحة الصلب» لدوتشيو، ولوحة «سلخ مارسياس» لتيتيان التي قصد بها شرح معلومة علمية جافة في إطار جمالي مرعب وشائه للمعاناة، ممَّا يعكس ميوله السادية، في عمل مستمد من أسطورة بطلها المعذِّب إله، وإشارة أخرى للوحة «طوف ميدوسا» لجيريكو، التي تشتهر بتصويرها الدرامي للمعاناة البشرية والتفكك الأخلاقي والجسدي، عاكسة حقائق غريزة البقاء واليأس الوجودي، الذي يصل إلى أكل لحم البشر، مما يتوازى مع أساليب لِكتر الخاصة، ويرمز إلى افتتانه بتقاطع الجمال مع الوحشية. لكتر ليس وحشًا فقط لأنه ينتهك المحرمات بأكل لحوم البشر، بل وأيضًا لأنه يطمس الخط الفاصل بين أكل لحوم البشر والرقي الثقافي ويكشف القرابة بين البربرية والحضارة.
تتمثل تلك الحساسية، وذلك التقاطع، في حوار لكتر الأخير مع كلاريس، إذ أنه في خضم الألعاب الفكرية والتلاعبات العاطفية، يُظهر مهارات تحليلية تقترب في بعض الأحيان من القدرة على التعاطف. وهنا، بعد أن يتقدم في معرفته بمخاوف كلاريس، مد يده بين القضبان لتلمس يدها في حركة بالكاد يمكن إدراكها، و«لاح جيَشان اللمسة في عينيه».
تخلق قدرة لِكتر على مناقشة مثل هذه الأعمال الأدبية والفنية المتنوعة مع ارتكابه أفعالًا رهيبة تنافرًا مقنعًا ومزعجًا في الوقت نفسه. يستخدم توماس هاريس هذه الإشارات بمهارة لصياغة تضادٍ يضخم من رعب أفعال لِكتر. كما يخلق تصوير هاريس للِكتر باعتباره عقلًا لامعًا وشريرًا ووحشيًا نوعًا فريدًا من الرعب، ليس فقط في تصرفات لِكتر لكن في قدرته على التفوق على أولئك الذين يحاولون فهمه.
وهكذا لم يكن لِكتر، على النقيض من كثير من أسلافه في أدب الرعب، مجرد شخصية وحشية، بل كان مثقفًا حقيقيًّا، يتناقض سحره وذكاؤه على نحو صارخ مع طبيعته المروعة. محادثاته مشبعة بالعلم والمعرفة، ورؤاه في علم النفس البشري عميقة، وسلوكه يتميز بالهدوء المقلق. لكتر شخصيةٌ مخيفة لكنها محفِّزة فكريًّا، شخصية معقدة تتحدى التصنيف السهل، وخصم يتمتع بحضور كاريزمي مظلم.
……………..……………….
*نُشر المقال في جريدة أخبار الأدب القاهرية، العدد الصادر بتاريخ 6 أكتوبر 2024.
* رواية الاعتذار، للأمريكية إيف إنسلر، ترجمة سها السباعي، (دار الكرمة، 2021).
** رواية الميراث والوصية، للنرويجية فيجديس يوت، ترجمة مشتركة، عن النرويجية لـ شيرين عبد الوهاب والصياغة العربية لـ سها السباعي، (دار الكرمة، 2024).