حسين جداونه
استلاب
يصرخ العالم بي: اجلسْ هناك.. لا تتدخّلْ في أمور غيرك.
أجلسُ هناك.. لا أتدخّلُ.. في أموري.
***
مدينة
لم يعد يحتمل زيفها..
خلع جميع أقنعته، رمى بها خلف ظهره، هرول نحو البحر..
أمطروه بوابل من الرصاص الطائش…
***
تصويب
حدّجه من رأسه حتى أخمص قدميه، أوحى له منظره بالفوضى والانحراف؛ أثار في نفسه الريبة والشكوك، تقدّم نحوه..
رصاصة طائشة صوّبت وضعه…
***
غضب
بلغ به الجوع مبلغه..
وقف أمامه، صرخ به: “أنا جائع.. وأنت لديك الكثير”. قبل أن… عاجله برصاصة…
قيل فيما بعد: إنّها طائشة…
***
تصفية
رصاصة طائشة اخترقت رأسه..
تناثرت أفكاره على مساحة الوطن…
***
توق
قطعت كل تلك المسافة،
لكي تعانقني،
رصاصة طائشة…
***
رأس وذيل
صار كلّ منهما عبئًا على الآخر..
كلاهما يفكر بمشروع رصاصة طائشة…
***
جريمة
في وضح النهار، وقعت الجريمة..
أخلى الإسعاف الجثة، ضبطت الشرطة أداة الجريمة، بسهولة تعرّف الشهود على القاتل.. أمر القاضي بإخلاء سبيله فورًا..
وأسندت التهمة إلى رصاصة طائشة…
***
صحوة
سار في الاتجاه المعاكس..
ارتطمتْ به وجهًا لوجه..
رصاصة طائشة…
***
رصاصة طائشة
فتح عينيه..
أنصت جيّدًا، استنشق هواء نقيًّا، تململ على جنبيه، ثمّ رفع رأسه..
رصاصة راشدة أعادته إلى سباته…
………………………
*كاتب من الأردن