[إلى خيابت دابا تزيان]

حاميد اليوسفي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حاميد اليوسفي

في نهاية الستينات من القرن الماضي اشترى مولاي ابراهيم جهاز فونوغراف. لصعوبة النطق بالكلمة حذف الغراف، وسماه الفونو.

يفترش في فصل الصيف لحافا من الصوف وسط ساحة البيت بعد صلاة العشاء. ويضع بجانبه صينية الشاي.

ينادي علي ابنه البكر بصوته الجهوري:

ـ حسن هات الفونو والأسطوانات!

ينزل حسن من الطابق العلوي. يبحث في الغرفة المطلة على وسط النزل. يخرج الفونو ويضعه بالقرب من والده بحذر. يربط خيطه بالكهرباء. ويقدم له الأسطوانات. عندما يكون مزاجه رائقا يختار اسطوانة الحمداوية.

منذ ذلك الوقت وحسن يسمع الحمداوية تغني:

[إلى خيابت دابا تزيان].

رحل الوالد. غنت ورقصت بعده الحمداوية. لا يعرف حسن متى ذهبت وعادت من الحج، لكنه علم من الجرائد بأنها عاشت أياما عصيبة قبل أن تنتقل هي الأخرى إلى العالم الآخر.

بعد أكثر من أربعة وخمسين عاما من الانتظار، كان يأمل بأن يكون اليوم أحسن من الأمس. لكنه اكتشف في النهاية بأن الحياة بنت الكلبة ظلت خائبة، ولم تصبح جميلة كما وعدت المغنية بذلك.

 

……………….

ـ إلى خيابت دابا تزيان: جملة من أغنية شعبية مشهورة تؤديها الحاجة الحمداوية، ويمكن ترجمتها بالفصحى إذا خابت الحياة يمكن أن تصبح غدا جميلة.

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب