كريم عبد السلام
الجِنُّ الأزرق يُعرب عن القلق
الجن الأزرق حارسُ السراديب والطبقات السفلية من الأرض ومسئولُ المقابر المهجورة وأطراف الصحراوات، أعرب عن قلقه من استمرار القصف العشوائى واستهداف المدنيين
الجن الأزرق أكد أن الوتيرة التى يتم بها انتقال الفلسطينيين من ظهر الأرض إلى جوفها سريعةٌ للغاية ولا تتناسب مع معايير الحياة أو طاقة الجن الأزرق على الاحتمال أو قدرة الأرض على تحمل دماء وعظام الأبرياء المقتولين غدراً
الجن الأزرق أشار إلى أن القتلةَ الإسرائيليين استسلموا تماماً لجنونهم وباتوا يقتلون بلا سبب ويقتلون دون غاية ويقتلون بناء على الكراهية ويقتلون لأن عليهم إطلاق الرصاص ودانات المدافع و الدبابات وصواريخ الطائرات، وبذلك سجلوا أسماءهم فى نواة الجحيم مع ميدوسا وتايفون وسيربيوس وصقلوب
الجن الأزرق أوضح أن السفاحين الإسرائيليين يتوهمون أنهم يستطيعون إبادة الفلسطينيين العُزّل، من خلال عمليات القتل المنظم ، وهنا الخازوق الكبير – على حد قوله- الذى يبتلعه الإسرائيليون ، قتل الفلسطينيين لا يعنى اختفاءهم أو زوالهم ، قتل الفلسطينيين يعنى زيادة أعدادهم تلقائيا وسيطرتهم على الماء والهواء الذى يتنفسه الإسرائيليون فى المستوطنات أو فى المدن الفلسطينية التى تغيرت أسماؤها إلى مدن عبرية
الجن الأزرق أكد أن الهواء المشبع برائحة القتلى الفلسطينيين سوف يتسلل إلى داخل الأجساد الإسرائيلية ويصبح مكوناً هاماً من مكونات هذه الأجساد وتدريجيا تتشبع أجساد الإسرائيليين القتلة بالهواء الفلسطينى، ليصبح الجسد الإسرائيلى فلسطينياً ، يميل إلى تعلم العربية وتغيير ديانته أو الانتحار الجسدى أو المغادرة إلى باريس ونيويورك وبرلين
وختم الجن الأزرق تصريحاته الموجهة إلى المتطرفين الإسرائيليين القتلة بقوله : توقفوا أيها الفشلة عن تقطيع أوصالكم قطعة قطعة!
**
الأفيالُ الإفريقيةُ بدورها تُعرب عن القلق
الأفيال الإفريقية سادةُ الغابات مقتلعةُ الأشجار الضخمة وداهسةُ الأسود واللبؤات، بدورها، أعربت عن قلقها نتيجة عمليات القتل المتواصلة التى ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين ، ووصفتها بأنها أسوأ عمليات إبادة منظمة بحق الكائنات الحية ولا يدانيها فى ذلك إلا موجاتُ الجفاف التى قضت على غابات إفريقيا وقتلت ملايين الكائنات الحية
وقالت الأفيال الإفريقية بعد أن أطلقت صرخات تحذيرية : مثير للاشمئزاز ما يرتكبه القتلةُ الإسرائيليون
مميت وعدمى لدرجة أنه يدفعنا لمناشدة الموت أن يقترب
ها نحن ذاهبون إلى مقبرتنا قبل أن يحين موعدنا
هل تعرفون لماذا؟
لأننا سئمنا الحياة فى عالم واحد مع وحوش غبية مثل الإسرائيليين
إنهم لا يقتلون لينالوا حاجتهم من الطعام
إنهم لا يقتلون خوفا من الموت جوعاً
وإنما يقتلون لأن فطرتهم فسدت
وأصبحوا عبيداً للقتل
ليسوا مرضى بل أصبحوا مرضاً
حتى الجفافُ القاتلُ لم يكن بهذه الوحشية
حتى الرياحُ الحارةُ التى تحمل الرمال وتدمر المستنقعات لم تكن تتلذذ بالدمار
الأفضل لنا أن نغادر هذا العالم المريض
***
النمورُ البنغاليةُ تُعرب عن بالغ القلق
النمور الملكية البنغالية ، أمهر الصيادين على الأرض ، أسيادُ غابات آسيا وملوك شبة القارة الهندية وحراس نهر السند أعربوا عن قلقهم البالغ بعد المجازر التى ارتكبتها الإسرائيليون بحق الفلسطينيين : تصرفات ضباع مجنونة .. يطلبون النهاية لأنفسهم ولأكبر عدد ممن يجاورونهم
النمور البنغالية قالت إن الإسرائيليين لا يمتلكون قدرة النمور الملكية على الصيد والقتال، ولا يدركون القانون الطبيعى للغابات ، هم مثل السيول الطارئة أو التسونامى التى تأتى مرة واحدة وتظل لساعات أو أيام ثم تنحسر
وتابعت النمور البنغالية ، لابد أن ينحسر الإسرائيليون حتى تعود الغاباتُ للازدهار ويجد النمور الملكية خطوات على العشب الأخضر وتجد الظباء الكلأ والخنازير البرية تحفر أنفاقها وقطعان البقر تهاجر وراء الغذاء
ورجحت النمور البنغالية أن تكون أفعى المامبا السوداء، قد لدغت الإسرائيليين ولذا هم فى هيستيريا القتل، لأن الروح التى أرشدتهم مسمومة وسوداء، وإلا لماذا أخبرتهم ألا يرفعوا أصابعهم من على الزناد، “هم ملدوغون حتما و يتسممون ببطء لكن نهايتهم محتومة”
وأكدت النمور البنغالية أنها لا يمكن أن تسمح بوجود الإسرائيليين بالقرب من مناطق نفوذها أو قريباً من الأنهار التى تردها للشرب فى الصباح الباكر أو عند الغروب، مشيرة إلى أنها باعتبارها نموراً ملكية ً لا يمكن أن تسمح لقطعان الإسرائيليين أن يهددوا النظام البيئى الذى ترعاه الروح الواحدة.. عندما أصطاد غزالة فإنها تلتهمنى وتحل فى جسدى وكذلك يفعل العشب مع الغزالة، والماء الذى يروى عطشنا واحد، هكذا قالت لنا الروحُ الواحدة
وواصلت النمور البنغالية : عندما أنام نومتى الطويلة سوف يزدهر العشب من جسدى وعضلاتى القوية وأنيابى القاطعة ويعود ليغرى الغزالة بالتهامة حتى تكبر ،وأشم رائحتها بأنفى فى حياتى المقبلة، لكن الإسرائيليين يحرقون الأرض ويسممون المياه ويحولون الهواء إلى عوادم سوداء يمكن رؤيتها بالعين
إننا نشعر بمزيد من القلق على تلك الأماكن النائية التى يقترب منها الشر الإسرائيلى ، الشر الأسود.. الشر المجنون
**
حيتانُ الأوركا تضرب المحيط بذيولها تعبيراً عن القلق
حيتان الأوركا الصيادة، أذكى المخلوقات البحرية وقاهرة أسماك القرش بكافة أحجامها وأنواعها، وملوك المحيطات والبحار المفتوحة أعربت عن قلقها الشديد لما ترتكبه قوات إسرائيل من قتل وحشى وهجمات على المدنيين العزل : الوحشية كلمة عائمة ، هذا قتل مخيف على غرار ما تفعله أسماك “البيرانا” ويفتقد لأية مهارة أو معنى
المحيطات يمكنها أن تجف والكائنات تنقرض
والأرض تسقط فى العدم
ما يحدث ليس إفراطا فى القتل ولكنه انتقام من الحياة
هدم للتعايش بين الماء والتراب
روح الكراهية ترفرف على العالم
الإسرائيليون آتون من جحيم ما
إنها كلمة النهاية
يشرع المجانين فى استدعائها
ويبدو أننا سندفع جميعا الثمن
استعدوا للانتحار
العالم يفنى
اربطوا الأحزمة
**
ثعابينُ الأناكوندا تعرب أيضا عن قلقها الشديد
ثعابين الأناكوندا العملاقة، فخرُ غابات الأمازون وكل الغابات المطيرة ، حكماءُ الأحراش وحراسُ الكلمات المقدسة والحضارات المطمورة وكنوز الأولين ، أعربت عن قلقها الشديد من استمرار عمليات القتل الوحشى بحق الفلسطينيين أصحاب الأرض: هؤلاء القتلة أسوأ من حرائق الغابات فى الصيف ، يجب أن يردعهم أحد ، لو كنا نملك طىَّ المسافات، لبرزنا لهم وحطمنا عظامهم
إننا نحن ثعابين الأناكوندا المقدسة ، نشعر بارتعاشات الأرض تحت جلودنا
أصوات النواح تصلنا من باطن الأرض
ورائحة الدماء تثير الغضب، تثير الاشمئزاز
إذا واصلت الأرض ارتعاشتها بسقوط القتلى الأبرياء
ستضرب الزلازل المدن
ستعود البراكين لتسمعكم أصوات انفجاراتها
والحمم المميتة ستذهب بالقتلة وضحاياهم على السواء
روح الانتقام المجنون تستدعى الحراس الكبار على أوتاد الأرض
ويبدو أن كلمة “كفى” أصبحت قريبة
هذا الزمان يأفل وكائناته ستختفى
لتبدأ دورة جديدة من الحياة
و زمانٌ جديدٌ يولد
**
النسورُ الصلعاءُ تعرب عن قلق مضاعف
النسورُ الصلعاءُ، كبارُ الفضاء وحراس الحياة أعربوا عن قلقهم البالغ بعد جرائم الإسرائيليين: ما يحدث استدعاء للروح السوداء، يجمد المياه فى البحار ويملأ الهواء بالأثقال
القتلُ الانتقامىُّ سمٌ فى جسد الحياة
كلُّ من يدعم انتشار السم سيكون سببا فى الموت الأسود وسيحترق فى النار المفاجئة التى تضرب الأشرار
كلُّ من لا يقول كفى للقتلة، ستجرفه الرياح القوية مع المطر الثلجى إلى الهاوية
كلُّ من يغمض عينيه ويقول: لا أعرف، لم أر بعينى ، سيأتى من يمزق كبده بمخالب قوية
كلُّ من يمد الأشرار بالقوة وأدوات القتل ، سيتعرض للقنص والإلقاء من علٍ ليتهاوى على صخور الجبال ومنحدراتها فاقداً الحياة
الحياة أصبحت جيفة ونحتاج إلى موجات عالية جداً لتجرف الرميم إلى قاع البحر
الحياة أصبحت غابة محترقة والهواء مشبع بالدخان الأسود .. مشبع بالموت
الحياة أصبحت موتا
وسنلجأ لأعالى الجبال
بحثا عن العزلة .. بحثا عن النجاة
**
أسماكُ القرش تعرب مجددا ً عن بالغ القلق
أسماك القرش البيضاء والزرقاء والتايجر والمطرقة وجرينلاند والثور وعظيم الفك وتابعيها من المفترسات رأسية الزعانف أعربت عن قلقها البالغ من آلة القتل الإسرائيلية التى لا تتوقف عن حصد الفلسطينيين كل يوم، بل كل ساعة خلال اليوم والليلة
وأفادت أسماك القرش حول أستراليا وفى المحيط الأطلسى ومضيق جبل طارق و فى أعماق البحر الأحمر بأن رائحة الدماء المنفلتة تهيج خياشيمها حتى المرض، وتدفعها للمكوث – على غير رغبتها- عند تلك النقطة من الساحل الشرقى للمتوسط التى تمارس فيها آلة القتل الإسرائيلية إسالة الدماء بعشوائية
غزيرة غزيرة هى الدماء المنسابة
تدفعنا للارتطام بشواطئ الفلسطينيين
تدفعنا للقفز على رمال الشاطئ
غزيرة غزيرة هذه الدماء، أكبر من طاقتنا على التحمل
أكبر من نهمنا وقدرتنا على القضم
ماذا يفعلون بكل هذا القتل
لابد من إيقافهم
الحياة تحت التهديد
والفناءُ هو السيد
لابد من إيقاف الوحوش الإسرائيلية
لقد أفسدوا معنى القتل
أعصابنا منهارة تماما
وحواسنا مشوشة
لا يمكن أن يتعايش العالم مع الإبادة
هناك شيئ خاطئ
هناك وحوش منفلتة
ونفكر جدياً أن نتحول إلى كائنات نباتية ، نكتفى بالطحالب وأعشاب البحر والقواقع
…………………….
*مجتزآت من كتاب شعرى مصور بعنوان “نعم.. أكتب فلسطين متجاهلا ما بعد الحداثة” يصدر قريبا
** الصورة المرفقة ” القمر فلسطينى”.. عمل الشاعر