يقدّم هذا العمل تحقيقًا لكتاب كفّ المعارض ببراءة ابن عربيّ وابن الفارض لمؤلّفه عبد الله بن مصطفى الدملوجيّ.
والكتاب، الذي حقّقه ناصر ضميريّة وبلال الأرفه لي، دفاع عن الشيخين الصوفيّين الشهيرين بعد بروز تيّارات فكريّة وجّهت انتقادات لسلوك بعض الصوفيّة. يركّز الكتاب على ما استقرّ في مدرسة الشيخ الأكبر من رفض الحلول والاتّحاد، ويدافع عن فكرة الولاية، ويتطرّق إلى مسألة التكفير ويحذّر من خطورتها. تضع الدراسة المرفقة الكتابَ في سياقه الفكريّ العامّ في القرن الثاني عشر/ الثامن عشر، فتقدّم نبذة عن الموصل وعن الحياة الفكريّة والدينيّة في المدينة زمن الحكم الجليليّ، كما تقدّم لمحة عن عائلة الدملوجيّ وآثارها، ومنها المؤلّف الذي يعدّ شيخ العلماء في الموصل في زمانه. يقدّم هذا العمل للقارئ عَلَمًا جديدًا في تاريخ الفكر الإسلاميّ لم ينل ما يستحقّه من دراسة وبحث. ولئن كان توجّه الدملوجيّ الفكريّ عقليًّا وأدبيًّا أكثر من كونه صوفيًّا، فغالب الظنّ أنّه وضع رسالته هذه غيرة على الأولياء، ورغبة في التأليف في موضوع شغل العديد من علماء منطقته في ذلك العصر، الأمر الذي يكشف عن جوانب سياسيّة واجتماعيّة ودينيّة مهمّة في تاريخ العراق عامّة، وتاريخ الموصل في القرن الثاني عشر/الثامن عشر خاصّة.