لأن العدم ينظف البندقية

تشكيل
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 فتحي مهذب  

            سبارتكوس في مواجهة الميتافيزيقا

 

لا يهم..

سأواجهك بأسنان سبارتكوس..

أيتها الميتافيزيقا..

ممتشقا سهمي وقوسي

مثل مقاتل روماني شريف..

سأرشق عينك التي تتوسط جبهتك المغضنة..

وأجرك مثل سلحفاة..

فقدت بكارتها في مكتب التحقيق..

سأحرض جميع الفلاسفة..

والفلكيين ورجال الدين الرحل..

الشعراء المهجوسين بارباك الآلهة..

ليتداولوا عليك مثل مومس..

ملتحفة بضبابها النرجسي..

لا يهم، سر ولادتي ونهايتي

المراكب التي تغرد فوق مياه المخيلة..

آناء سقوطي اليومي المكرور في بئر النوم..

الهاوية التي تدنو من هيكلي العظمي ببطء..

مثل فم مفتوح لفرس البحر..

الثقوب العميقة التي تتناسل كل يوم في جدار الجسد..

البومة التي اعتصمت بحديقة رأسي مثل متصوف..

الأصدقاء الذين يزورونني في المنام مثل جواسيس..

كل هذا مفهرس في كتابك الزئبقي..

لا يهم، سأقاتل حتمياتك البائسة

ساخرا من نواميسك العرجاء..

ضاربا بطلاسمك الأبدية عرض الحائط..

لا يهم ، سأموت شريفا مثل سبارتكوس

***

                             الساحر في خلوته.

 

الضفدع الأسود تحت لساني..

الضفدع الذي يغرد لتهدئة الأشباح..

أعدك أيها الساكن المتحرك ..

لن أمدح خيول البابا

لأظفر بمأدبة الخلاص..

بزهرة الغفران البلاستيكية..

بفضة الأبدية..

في عشي تلعب أفعى المامبا

بحبل المتناقضات..

تمطر النسور ..

ترقد الغيمة والنسيان مثل طفليين كفيفين ..

أنا الأب الشرعي لذئاب الكلمات الغريبة..

أرعى صيصان الجسد في المرآة..

في خلوتي الوثنية

أكل النساء  مثل شطائر بيتزا..

حواسي سحليات رخوة..

وأظافري شمعدنات جنائز..

أصنع بنادق صيد من أعمدتهن الفقرية..

أملأ سلالي المثقوبة بأرز حلماتهن..

في انتظار إله ملعون لجمهورية العالم..

العالم الذي يمشي مثل لوتريامون الأحدب ..

(ضاحكا من تزاحم الأضداد)..

العالم الضرير الذي يتكىء على عكازة الكهنة ..

الله إختفى في قاع البحر..

تاركا ثروته في طائرة تجسس..

تاركا كرسيه الفاخر للشياطين الجدد..

تاركا ريشة ذهبية في مخيلة المتصوف..

خدعته وردة البراقماتيزم..

أنا ساحر وشيطان وبهلوان

صانع أساطير ومربي وحوش اللاجدوى في البرية..

عند الغروب أعوي لأجلب

براهيني من قاع الغابة..

الحصان الأسود من تلة ظهري..

أوقظ العميان بزئير سيارة إسعاف..

اللامفكر فيه من أشيائي الأثيرة..

أبكي مثل طائر الوقواق خراب سنواتي الأولى..

بيت الكينونة الآهل بصهيل المحو..

تؤلمني جدا  أناشيد الليل والنهار..

هذه الكذبة الكبرى..

دموع هذا العالم اليتيم .

***

ريتا خلاصي الأخير.

 

عزيزتي ريتا

هل وصلت حمامتي إلى شرفتك

هل قال لك القمر:

أن روحي تساوي مترا من الفراشات النافقة

أن غيابك كان ثعبانا سيء السمعة

إلتهم كل شيء..

وردتنا المعلولة بشيخوخة مبكرة

كلماتنا التي قاومت طويلا

جنود النسيان

الضوء المعلق في السقف

مثل إله من الفضة

عزيزتي ريتا

أنا حزين جدا جدا

لأن جنازتي

مطوقة بنار الهنود الحمر

والغيمة تأكل الجدران السميكة

لقلعة حبنا الملكي

لأن المساء قاتل وعنيف

العزلة ضفدع عجوز

يتسلق قامتي

بمائتي رطل من الجنون الخالص

عزيزتي ريتا

صوتك قس يقرع النواقيس

في كنيسة قلبي

الفراغ وحده يصلي

مكسور الخاطر

أنتظر قدومك يا ريتا

تمتطين جوادا مجنحا

ومفاتيح الجنة تشقشق بين أناملك

ولابتسامتك أبهة كبير الملائكة

أنتظر البركة المجد والخلاص

قيامتي المشرفة

حياتي الأبدية الهادئة

تعبت يا ريتا

خذلتني المدن الحجرية

عيون المامبا الكريهة

القراصنة وعواء الذئاب الليلي

الحطابون بزيهم العدمي

المستذئبون في عز النهار

تعبت يا ريتا جدا جدا

أنا ضرير يا ريتا

والعالم مليء بالزواحف والقتلة

بالقيح والصديد والعار

وسنابك أحصنة هولاكو

تدهس حرير قلبي

تعالي يا فراشة الشرق البديعة

وانقذي هذه الأطلال المتفحمة

كوني اليد المباركة

الخلاص النهائي

تعبت كثيرا يا ريتا

تعبت كثيرا ياريتا.

****

                          اعرف نفسك

 

اعرف نفسك..

أبحرت كثيرا يا باوسانياس..

كل مراكبي غرقت في محيط الضباب..

محكوم علي الدوران العبثي

خارج القلعة ..

يا سقراط البهي

كم حاولت إدخال أصابعي في حلقي..

لعلي أصل إلى العش الهلامي ..

لعلي أسحب روحي من ذيلها..

فأطلقها في سقيفة بيتي..

لترتاح قليلا من أغلال الجسد..

وتحط على حافة المزهرية..

لكن لماذا ترتد إلي أصابعي

ملطخة بأطواق الدم..

تكسوها كدمات زرقاء…

كما لو أن ذئبا ماكرا عض تلافيفها

بشراهة مفرطة..

في حديقة رأسي يغرد متصوفة كثر..

طيور لا ترى إلا بباصرة السمع..

كلما أقترب كثيرا..

تفر باتجاه الغيوم ..

كما لو أنها زمرة نوارس

تدق نواقيس الخطر ..

كلما هاجمتني الموسيقى

بعذوبة فائقة ..

قلت روحي تحاول الهروب

من الباب الخلفي.

****                   

               بدلا من النسوة تغني الطائرات.

 

في الصيف

أمشي على رأسي مقلوبا..

فارغة جمجمتي من البركات والمصابيح..

ملأى رقعة روحي بشوك القنفذ..

أفتح النار على مركب نوح..

لأنه خائن وشهواني وممسوس..

ملأ الأرض بالأقزام والقتلة والمرابين..

اللعنة على الطوفان..

في الصيف تتهدل الريح وتجف

مثل شفتي عجوز في جنازة..

في الصيف يفتح الرب متجره الكلاسيكي..

لبيع الأسلحة والنعوش وحبات الفياغرا..

يملأ آباط الجنرالات برائحة البارود والملاريا..

ولتوسيع دائرة الموت

يطلق الشمس مثل كلب عملاق..

يعدو فوق رؤوس الجرحى..

بين الأزقة القذرة.

والحواري المهجورة..

حيث تحلب جثة القتيل

جارتنا الضريرة..

حيث تلمع مثل عصا موسى

عصاها المخرمة من فرط التأويل..

هنا بدلا من النسوة

تغني الطائرات ويرمي الطيار الأشقر فواكه طازجة للمارة النائمين..

ويطير الدب الأبيض في الفضاء

ليوزع أسماك السلمون على صغار القنادس..

في الصيف يتخلى الرب عن مهنته الشريفة..

لن يطفئ حرائق المتصوفة في البلكونة..

أو يحافظ على غابات القصب والأرز..

لا يعتني بمخالب الوعول في رؤوس الجبال..

يحط في  جزر  هاواي ..

ليصغي إلى قداس الشلالات..

يأكل الموز والتوت الأحمر..

راكلا غيمة الحظ العاثر مثل كرة من القش..

في الصيف أنبح كثيرا..

أصلي مرة في الأسبوع

في عربة يجرها فهد من الكريستال..

أمدح قردا يستمني في قارب صغير..

أبايع أشباحا مهذبة..

أختلس دراجة يسوع لأذهب إلى الحانة..

لأكون عضوا جيدا في حزب الديك..

في الصيف تجن سيارة الاسعاف..

أكنز نقودي في مؤخرة بائعة الخمور..

يشرب كلبي البيرة مثل ناسك متحرر..

يرقص ويغني ثم ينفجر مثل بالونة في مرتفعات النوم..

بينما شمس متطرفة تحاول تفجير المكان .

****

الجثة والتراب

 

أيتها الجثة

التي لا تكفي غرابا واحدا في البرية

الجثة التي اضطهدوها في دار الأوبرا.

التراب في انتظارك

ليشذب غصونك المتعفنة

ويلبسك تاج الأبدية

ستجدين أسلافا جيدين

ستضحكين طويلا مثل مهرج ملتاث

ستزرب فراشات نافقة من عينيك الشاخصتين

ستصغين إلى وقع أقدام الملائكة

لن يقضم القلق ذؤابة رأسك

بخطمه النهيلستي

لن يوقظك فيلسوف في الظهيرة

أو رائد فضاء مكسور الخاطر

لن يصفعك شبح شرير هذه المرة

أو ينهب عرقك اليومي

صيارفة القرون الوسطى

لن يسقط جسدك عضوا عضوا في الإسطبل

سيمنحك التراب فرصة ثمينة

لتتحولي إلى شجرة لبلاب

يستظل بها الرعاة وفاقدو السند

تسمعك الريح فاصلا من صفير عظامها

وتكونين الملاذ الآمن لعصافير الدوري

سيكون التراب دائما في انتظارك

ليصنع منك بطلا مسرحيا ساخرا

يقتل في أحد الشقق الفاخرة

بمسدس كاتم للصوت.

التراب الخلاق في انتظار العالم..

في انتظار شجرات الفستق

جيراني وعربات العمر المتشققة

المراكب التي أينعت في المحيط

متعهدي الحفلات ومرتلي أناشيد الموتى.

آه أيها التراب

لا تكن غليظا مع جثتي

أرني معجزة العالم السفلي.

بهجة الجذور والعناصر.

***

الساحرة

 

– كانت أمي ساحرة مذهلة

تضعنا على كتفيها في الليل

ثم تطير بنا مثل حمامة جيدة

في أعالي السماء

كانت الملائكة ترشقنا بالفواكه

والملابس الثمينة

كان الفقر أشبه بديناصور طائر

يلاحقنا لقطع رؤوسنا

والتهام الحمامة الجيدة.

كان عمنا جبرائيل طيبا للغاية

يطلق عطورا نادرة من قوادمه

ويعدنا ببيت أنيق في الجنة

يقينا هجوم الدينصورات اللاحمة

والشياطين التي تجمع مياه المتناقضات

في سلال مثقوبة.

بعد موت الحمامة الجميلة

إختفى عمنا جبرائيل إلى الأبد

وبقينا رهائن في قفص الفقر.

كلما مرت حمامة فوق رؤوسنا

قلنا أمنا جاءت لتخلصنا من الأسر

وتقاتل الفقر بضحكتها العميقة

وجناحيها الشبيهين بأجنحة الآلهة.

***

نهاية تشارلز الضرير

 

يا للحظ السيء!

قبل أن يأتي الربيع

وتشتعل الربوة بالذهب

قبل أن تحمل اللقالق

بريده إلى الله

وترميه الغيوم بالفواكه والدراهم

مات تشارلز

في حجرة ضيقة مختنقا بالغاز

والأسئلة الحرجة

حتى الملائكة فرت مذعورة

من ثقابة عينيه المسمرتين

نحو الأعلى

من أجنحة صلواته المحترقة

من ديدانه القرمة

عاش وحيدا

يشبه أحد الكلاب السائبة

في شمال إفريقيا

يفكر كثيرا في أسرار الحياة والموت..

هبوب المومسات آخر الليل..

زئير نهودهن البضة..

طقطقة كعوبهن

على أديم عظام الأسلاف..

تشارلز يحب الحياة

شطائر البطاطس والهامبرقر

عجيزة جارته الراهبة

نواقيس الكنيسة العذبة

أيقونة العذراء

النور الذي يزرب من دم المسيح

الذين يمشون على أطراف هواجسهم

الحدائق المكتظة بالعميان والمجوس

متناقضاته التي تعوي تحت الشرشف.

تشارلز آخر من يودع الحانة في الليل

ممتلئا بسم الشوكران

بقناديل الدموع والنوستالجيا

يلاحقه تنين الفراغ القاتل

متطوحا مثل سفينة عذراء

في عرض البحر

شاتما مؤخرة العالم الزنخة

غير آبه بعواء ذئاب الموت

ساخرا من لا شيئية الأشياء

من الأشباح التي تعض شحمة أذنيه

من صفير عظام كتفيه.

تشارلز الذي يشيع الأموات

مثل قس من القرون الوسطى

يرتاد المقابر حافيا

يقفز مثل كنغر

يتقرى شواهد القبور

محمولا على أكف النعاس

مطوقا بغربان الشك وفراشات اليقين.

فعلا مات تشارلز الجميل

مات جائعا مريضا مقرفصا

مثل ملاك في دهليز

تشارلز الذي قاوم عاصفة اللامعنى

تشارلز الذي يحبه المارة النائمون

السحرة والمجانين

صانعو قنابل السخرية

المصطافون في براري الأسئلة

منظرو الحروب الباردة

والذاهبون إلى الوراء

بسلال مثقوبة.

***

لأن العدم ينظف البندقية.

 

لأن جوادك مكسور الخاطر.

يشتم القباطنة في المبغى.

يجلب الغيمة من ذقن الزبون.

ويحمحم في الصلاة.

لأن جوادك بعين واحدة.

وقوائم من الجبس .

خسر الحروب كلها.

خسر التاج وفصوص الحكمة.

قمر الغابة الأسمر.

مفاتيح القلعة البهية.

القنديل في الشرفة.

الأميرة في ألبوم العائلة.

لذلك ستقف على تفاحة الوقت بساق  واحدة.

في انتظار خاتم سليمان.

                                                                              ***

دخلت الكنيسة

بمخالب فهد متربص.

حاملا قارب التوبة بأسناني الهشة.

وفي دمي يلهث التنين.

آلاف السنين من النكران والجحود.

من الصديد واللامعنى.

البركات هنا والجوقة ترتق البراهين.

أعلى البرج.

                                                                              ***

أنهارك مظلمة جدا.

المراكب ترصع أعشاشها باللازورد.

أنا السمكة التي تقرص المياه.

لتؤمن وجبتها من النور.

بأسنانك مزقت المسافة الحلوة.

وفي القبو الداكن

قتلت الفهد الذي يلعق متناقضاتنا

بشراهة باذخة.

صنعت مني مسيحا أرعن.

تغسلين صلبانه بدم الحيض.

وضحكت على ذقن السرير.

أف, النميمة ليس البرد الذي يهشم العظام.

وفي الحانة يشنق أتباعي الواحد تلو الآخر.

بعت وجهي لمطاردي العواصف.

آزرك البرابرة في الجنازة.

بين أصابعك تخفين تابوتي الأزرق.

                                                                              ***

لأن خيول المطر جائعة. .

تهشم النوافذ وكثبان النوستاليا.

لأن الباص سيسقط في التجربة.

وتغرد الهاوية بغزارة.

يتلاشى المغنون ويطير شلال الدم.

لأن العدم ينظف البندقية.

لشن سهرة عائلية في الجحيم.

لأني منذور للخسران.

خانني الجسر.

خذلتني طبائع الأشياء.

لأن العالم سرد عدمي خالص

والروائي معلق في خرم الإبرة.

لأن الله قلق جدا.

والملائكة ذابوا في المحيط.

لأن الآخرين هم الموت والقيامة.

لذلك قلت للمعنى وداعا

وارتديت قناع المهرج.

                                                                              ***

أف, الأقزام يصعدون المنصة.

العربات تكبو في مضائق الشريان.

الصولجان بيد العراف.

أيها الغراب لا تمزح معي.

السفينة تثغو في المغارة

الوحوش تتقاسم الغنيمة.

لتسليتي أقفز من الباص في حنجرة القرش.

كان عرقي ذهبا خالصا.

الإوزة جائزتي في الهاوية.

                                                                              ***

بكينا مع الأسد في الخلوة

قذفتنا الثعالب بالقش والحجارة.

لم نجد أما ولا شجرة

لترويض الهواجس.

ذهب الرعاة إلى المستشفى.

القطيع في غرفة الإنعاش.

طاردوا خبزنا اليومي.

لم نر الضوء آخر النفق.

لم تصدق نبوءة الخوري.

والهواء هو الصديق الأبدي.

***

شذرات من كتاب الشمس

 

** يحملون صخورا عظيمة

على ظهورهم المقوسة

وفي أسفل الجبل

يحولونها إلى ذهب خالص..

السحرة الذين تقفز الفهود من أعينهم.

الذين يملأون سلال المخيلة

بالأحجار الكريمة.

يطلقون الزمن مثل كلب سلوقي وراء أرنب التفكير.

****

طائرك جن

صوتك متجمد مثل بوذي غاطس في سيمياء النور.

طائرك يطارده عرافون

نساء برؤوس مقطوعة

سبع عشرة رصاصة بطزاجة بوم الدوق الصغير.

الغابة عمياء

أشجارها لا تفكر بل تحدق في أزهار الجنازة

ولبرهانك المحدودب سيقان أم أربع وأربعين.

طائرك جن

المرضى يدقون الطبول في إسطبل اللامعنى

الماهية والهيولى والعرض

قش يسقط من منقادك المعقوف.

سيسمعك التنين إيقاع النار

شهوانية عيونها التي لا تحصى

لا يعزيك غير قارب مليئ بثياب الله الأزلية

طائرك جن

لا شيء يضارع غربته في الخلنج

عزلته الملطخة بدم النقاد

الكلمات التي تمر مثل العجلات المشتعلة فوق رأسه**

ستزرب ينابيع النور.

من رماده اليومي.

****

أنت قزم قرم ومتعفن أيها الواقع البهلول.

سندمر سفينتك المحملة بالجثث

صقورك المحنطة

التي تمضغ شرايين الموتى

سنثقب قبعتك أيها الطرطور

بطلقة طائشة

سنقطع قضيبك الذي ملأ أسرتنا

بالوحل والعار

نطاردك أينما حللت

في بيت جارنا العدمي

في مشرحة الأموات

بغليونك الفخم

وشاربك الثرثار

وزيك الشبيه بلباس المساجين

سيحملك الفلاسفة على ظهورهم

إلى سرير فرويد

ليجامعك ويفترس لاوعيك الطازج

سنفرغك من شرار اليوطوبيا

من الغنغرينا والحظ السيء

سندحض حججك في الكازينو

ونهدم الأصنام التي زرعتها في بهو الكلمات

أيها الواقع المهرج الشبيه بقرد الكسلان

سنقاتلك نرمي جثتك لكلاب المجرة.

لنقيم على أنقاضك مدينتنا الفاضلة.

****

آه يا زهرتي

كم يلزمك من قطرة ضوء

لتهبط السماء

مثل ملكة فرعونية

وتقاسمك عيد ميلاد المسيح؟.

****

يجر هيكله العظمي بحبل الجنون

عيناه المذعورتان تنقران حب المرئيات

وخياله ينبح في حديقة رأسه

يبدو أن ثمةَ لصاٍ من الهواجس

في الجوار.

صار ربانا في غواصة اللاتفكير

متجها إلى أحياز غائمة

يطارده حوت المتناقضات الأزرق

آه أيها السائق العبثي

لماذا انتحرت ليلة أمس

في حجرة الملابس؟.

****

مَن إختلس مجوهراتك النادرة

أطفالك المقدودين من طين الحظ العاثر

وادعى أن ثعلب الأمس

هو القاتل الوحيد

الذي نصب الكمين لغزلانك الشقر.

****

لوتريامون

لم أزل أحتفظ بملابسك في كلماتي

وجنونك في رأسي

لعنتك تقرع الأجراس مثل عاهرة

لتوقظ البومة الشريرة

الرب النائم في البلكونة

منذ ألف عام

الأصوات التي يخلفها العابرون

مثل حفر عميقة في الفضاء

 

لوتريامون

أجلب روحك بأسرار الناي

بنواحه الشبيه بصيحات الجدجد

روحك التي فرت في عربة الليموزين

باتجاه الأبدية

أيها الطويل المحدودب

مثل خيط من الظل العابر

أيها البطل المركزي في رواية الوجود العظمى

لم تزل رائحة كلماتك

تنساب من أطراف أصابعي.

****

العميان كثر

يدحضون الشمس بإبرة البرقماتيزم

كم هي مليئة جيوبهم بالغيوم

وأرواحهم المثقوبة

بالأصنام.

****

نسلك الطريق ذاته

تحت حراسة الليل والنهار

في الليل تهرب الفهود من رؤسنا

في النهار نرعى متناقضاتنا

مثل وعول مشاكسة

الشيطان ذاته

الذي يعشش في نصوصنا

ولا ينتبه أحد إلى ذلك

الملائكة تعمل باستمرار ممل

في مخيالنا القروي

لا شيء يصعد للسماء بعد الموت

لا شيء

لا شيء.

أيها التابوت

لماذا يداك متجمدتان

وقلبك ينبض بالموسيقى؟؟.

****

من أجل الحقيقة عشت

ومن أجلها سأموت.

****

روحك غيمة

جسدك مطر

والأرض أمنا الحبيبة.

****

أعتذر منك أيها الدوري

غلطتي الكبرى أني وضعتك في قفص

مثل سجين حرب

أنا مستاء من عبثيتي

من الوحوش التي تتقاتل في أبعاضي.

من ضباب القرون الوسطى.

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project