النحات

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 9
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد الحفيظ طايل

كنت نحاتا

أصنع تماثيل للمشاعر

هذا تمثال للحب

وذاك للمحبة في اختلاطها بالرأسمالية الشقيقة

 

هذا تمثال للكراهية

وتلك السكين الثلمة للجوع

 

هذا تمثال للحنين الحاد الذي ليس كمثله شيء

الحنين إلى ما كان

الحنين إلى ما سيكون

هذه الوردة الحجرية تمثل الوحشة الجارفة

ذلك الإناء الطيني الفارغ الشفاف يمثل الفقد الموحش

 

عشت عمرا كاملا أنحت مشاعر الناس

وأخيرا أختبر مشاعري

في أغنياتنا في جلسات السمر

ونحن ندخن حول أكواب الشاي الساخن

وفي حكايات الحارس عن حبيباتي وجيراني

رغم كونها حكايات عابرة

 

ثمة جنية ترقص على أنغام أغانينا في قلبي تماما

هناك عازف ناي

وهناك نعيمة عاكف

تعرفت على رعشة اليد وبرودة الأصابع عند اللمسة الأولى ليد حبيبتي

تعرفت على اللهفة لنحت عصافير تكبر فوق صدرها

ومنحني الملاك مرمراً لأصنع تماثيل

لأطفال يلعبون الاستغماية

فنحتّ مصاطب

يجلس عليها

جدود وجدات

يحكون

عن أحفاد يصنعون عرائس وخيول من صلصال

وينفخون فيها من أرواحهم

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم