أكثرُ من عزلةٍ للذاكرة

علي مجيد البديري
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

علي مجيد البديري

(1)
أقفُ في الجَانبِ الآخرِ مِن ليلٍ إلكترونيٍّ شاسِعٍ،
كخَيطٍ مَعقودِ الطَّرفينِ
على ضَجرٍ مُتّقدٍ،
وحَسرةٍ
تأكُلُني
بشهيَةِ قُنبلةٍ نَوويةٍ..
ولا
يَسمعُ حَسيسَها
أحَد.

(2)

مازالَ عواءُ القنابلِ
ينطُّ كلَّ ليلةٍ على سطحِ دَاري،
وللرَّصاصِ المَجهولِ
طرقٌ بعددِ أنفاسِ الخَلائقِ لأجسادِنا،
مازالَ الحُبُّ
يشربُ قهوتَه على عَجَلٍ،
ويضعُ على الطاولةِ أذنيهِ
قبلَ أنْ ينامَ.
وقبلَ كلِّ غروبٍ
تشعلُ الأمهاتُ رجاءً خابياً على فناراتٍ مَحنيّةٍ،
ومازال القَصفُ هو القصفُ..
في مَعاجمَ اللغةِ وجماجمِ الحُروب.

(3)
ليلٌ من ضباعٍ وثعابينَ
تشاركُهُ مكشوفَ الرأسِ
على سَريرٍ شاسعِ البُرودةِ،
تحاولُ أنْ تتركَ خلفَ عينيكَ
لؤلؤةَ عطرِها القابعةَ فيك
فيتسرَّبُ بخفةٍ
إلى وسادتِكَ.
وعلى الرَّغم من أنكَ وزَّعتَ وجهَك
في زوايا الحُجرة،
تحولتَ فجأةً إلى جدارٍ لامعٍ بطلاءٍ غريبٍ..
لقد أفرطتَ في تناولِ الحِكايات،
في بدايةِ الأمرِ لم تكنْ هكذا
تركتهم يحملونَ في صناديقَ كبيرةٍ
كلّ أشجارِك وأوراقِك وأشرعتِك..

*

ترابٌ أصفرُ
بينَ أسنانِ الليل
وجعُكِ الذي لا يكادُ يُسمع.

………………………..

*شاعر من العراق

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم