د. حسن نجمي
أحمد الشَّهاوي، شاعرٌ عربيٌّ من مصر، شَيَّدَ لِنَفْسِهِ وضعًا اعتباريًّا لافتًا للانتباه.
لقد اشْتَغَل على قصيدتِه بعمقٍ، وبوعيٍّ شِعْريٍّ وجماليٍّ متواصلٍ.
سافَرَ طويلًا في جهاتِ العالم، وفي جهاتِ الكِتابة والبحث كي يكتبَ أَفْضَلَ وأَجْملَ، وكي يمتلكَ صَوْتَهِ الخاص. ونَجَح في أن يعثرَ في العشق على مَادَّتهِ الشّعْرية الأولى، وجعَلَ من رُوحه الصُّوفية مرجِعًا في كتابته، وفي حياته.. وأفقه.
وهَا أحمد الشهاوي يقتحمُ مجهُولًا جديدًا في مُغامرة الكتابة، يُجَرِّبُ تَرْسَانَةَ العِشق التي أَثْرَاهَا طويلًا بِمدَّخراتٍ وافرة، ويخرُجُ إِلينا بنَصٍّ روائيٍّ – هذه المرة – فيه الكثيرُ من رُوح البحث، والكثيرُ من خزائنِ السَّفَر، والكثيرُ من المحكيات والتفاصيل والشَّذرات الشِّعرية، والكثيرُ من الجرأة والكثيرُ من الشَّفافية، والكثيرُ من الحَفْر، والكثيرُ من الاستعادة، والكثيرُ من التَّوَاضعُ أَمام بَذَخِ العَالَم وسِحْر اللغة الذي يتَدَاخلُ مع سِحْرِ الآخرين.. وسِحْرِ الواقع الذي يُنْتجُ الأَلَم والفقدان.
“حَجابُ السَّاحر” هو هُنَا حِجَابُ الشَّاعر الذي يَرْأَفُ بهشاشةِ الكائن، ويكشفُ بَدَلَ أَنْ يحجبَ، ويمضي إِلى أَقْصَى درجات المُغامرة بحثًا عن خلاصٍ شِبْهِ مُستحيلٍ لجَسَدِ المَحْبُوب، في رحلة عشقٍ مُسْرِفٍ غامضٍ عَبْرَ الزَّمن، وعَبْرَ المكان.
في هذا النَّصِّ السَّرْدي البِلَّوري، يضَعْ الشَّاعِرُ السَّاردُ أوراقَهُ فوقَ الطَّاولة كاشفًا عن أَسراره الظليلة ، عن شذراتٍ من حياتِهِ، من ذاكرته، من قراءاته، من مسموعاته، من رحلاته، من صدَاقاتِهِ. يكادُ القارئ الخَبيرُ يرسُمُ للكاتب “بروفايل” من خلال مَجْرى الأحداث وتعالُقِ الشخصيات وعُرْيِ الأمكنة الشخصي، البعيدة والقريبة. كأنَّ ضَوْءَ نهارٍ يَتَدلَّى، في هذا العمل الروائي الذي أحببتُه على جدار الليل.
………………………
* شاعر وروائي وأكاديمي من المغرب