ماهر البطوطي
أود أن أحتفي هنا بتحفة روائية هي رواية الشاعر المبدع أحمد الشهاوي “حجاب الساحر” .
ولا يظنن أحد من العنوان أنها رواية أخرى تأتي بتأثير ماركيز عن الواقعية السحرية أو من روايات الرعب أو الديستوبيا التي انتشرت الآن في كل بلد ؛ وإنما هي نتاج خيال أصيل لم أقرأ مثله من زمن ، وصوفية موغلة في طيات النفس الإنسانية والمعارف الباطنية . و قد بلغت من التشويق اللازم لكل رواية حدا جعلها أقرب لليلة الثانية بعد الألف بين شهريار وشهرزاد ؛ ولكنها هنا بين شمس حمدي وعمر الحديدي ، ومن يرفدهما من شخصيات أخرى .
وقد مزج المؤلف بين حقائق ملموسة وأماكن معلومة وشخصيات معروفة وبين كل هذه الأشياء مع مثيلاتها المتخيلة ، على نحوٍ مُفصَّل يجعل القارئ لا يشعر إلا بأنها حقائق .
فهنيئا للمؤلف وهنيئا للقارئ الجاد الفطن ، الذي لا يقف أمام الحروف والكلمات بل يرى ما وراءها (وليس القارئ المبتدئ) ، ذلك القارئ الذي لا بد سيستمتع بالرواية ذات اللغة الصوفية الشعرية التي تعودناها في كتب الشاعر السابقة .