محمد سيد بركة
“الينبوع الأول للحضارات جميعا إنما هو مصر الفرعونية،وأما الينبوع الأول للحضارة في في العلوم الطبيعية إنما هو العصر العربي الإسلامي “
هذه العبارة منقوشة بماء الذهب في سقف مكتبة الكونجرس الأمريكي.
لقد كان أسلافنا سابقين في ميادين العلوم المختلفة فقد نقلوا المعارف والعلوم عن غيرهم من الأمم وأضافوا من ابتكاراتهم وأخضعوا تلك المعارف لمقاييس عقيدتهم بقلب متفتح وعقل بصير وبذلك لم يصبحوا مجرد ناقلين منقادين بل استخدموا عقولهم وحكموا منطقهم وخاضوا غمار التجربة فأثروا المعرفة الإنسانية ومهدوا السبيل لتقدم العلوم وازدهار الحضارة..
ولقد صدر في القاهرة عن دار نهضة مصر للطبع والنشر الطبعة الأولى من الترجمة العربية لكتاب تاريخ ضائع..التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه للكاتب الأمريكي مايكل هاميلتون مورجان رئيس ومؤسس منظمة أسس جديدة للسلام الأميركية والذي عمل دبلوماسيا في الخارجية الأميركية في الفترة من 1980 وحتي عام 1987، كما شغل منصب نائب مدير الأفراد باللجنة الثنائية التابعة للبيت الأبيض حيث كان مشرفا على برنامج منحة فولبرايت وبرنامج التبادل الثقافي. والكتاب كان قد صدر بالانجليزية عام 2007 م عن شبكة ناشيونال جيوجرافيك العالمية التي تنوي تحويل الأحداث التي يتناولها الكتاب إلى سلسلة تلفزيونية وثائقية.
يقع الكتاب في 300 صفحة من القطع المتوسط وكتب تصديره العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني كما كتب عنه الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر مؤكدا أنه يقدم إحدى حلقات الوصل المفقودة في قصة العالم المترابط ويظهر انجازات الحضارة الإسلامية عبر المشرق والمغرب.
محاولة تحسين فهم الغرب للإسلام
وقد عبر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني من خلال مقدمة الكتاب عن أمله بأن يسهم هذا الكتاب – تاريخ ضائع- في تحسين فهم الغرب للإسلام, وإدراك أنه كما كان ماضينا مشتركاً ومتداخلاً وبناء في الكثير من جوانبه, فالفرصة مواتية لمستقبلنا معاً أن يصبح بناء ومثمراً..
ويضيف أنه أثناء هذه الفترات العصيبة التي نعيشها الآن يسهل نسيان التراث الفكري والثقافي العظيم الذي صنعه الإسلام. فعبر التاريخ الإسلامي الذي تعدى 1400 عام، منح المسلمون للعالم قمما عظيمة في فروع الفنون والعمارة والشعر والفلسفة والعلوم، وكلها كانت تتغذى على تعاليم القرآن مستمدة روحانيته محاطة بمناخ من الورع والتقوى نابع من قلب هذا الدين، وما كانت هذه الإنجازات الفكرية والثقافية للإسلام بجهل عن أوروبا، ولا سيما الفلاسفة والعلماء والشعراء والموسيقيين اليهود، بل إن علماء اللاهوت أنفسهم قد نهلوا من إنجازات علماء الدين المسلمين.
كما يؤكد العاهل الأردني أن هذا الكتاب الذي يروي قصة غالبا ما يحيطها الكتمان، هو إضافة يحتفى بها إلى الأدبيات التي كتبت عن التاريخ الفكري والثقافي للعالم الإسلامي وكذا الكتابات التي تحدثت عن علاقة الإسلام بالغرب. ففي كثير من الأحيان يقتصر الحديث عن إنجازات الحضارة الاسلامية وصلتها القوية بالغرب على أعمال الباحثين والدوريات الأكاديمية، علاوة على ذلك فالكثير من الأعمال المتوفرة ترسم صورة من صدام قائم بين الحضارتين الإسلامية والغربية، بينما في واقع الأمر كانت العلاقة بينهما يرسيها التبادل والتكافل. ومن المأمول أن يساعد هذا العمل في تحسين فهم الغرب للإسلام وإدراكهم أنه كما كان ماضينا مشتركا ومتداخلا وبناء في الكثير من جوانبه، فالفرصة مواتية لمستقبلنا معا أن يصبح بناء ومثمرا.
ابداعات رائعة
ويقدم الكتاب الذي جاء في ثمانية فصول وخاتمة توثيقا للمسيرة العلمية للمسلمين بدءا من ترجمة الثقافة الرومانية والإغريقية إلى ايجاد مدن تقوم كلية على العلم والدراسة مرورا باختراع الأرقام واستكشاف النجوم والأجرام إلى بدء عصر المخترعين العظام ثم النهضة الطبية وانشاء المستشفيات ثم النهضة الشاملة وصولا إلى القيادة المستنيرة التي رعت كل تلك الإنجازات العلمية.
في الفصل الأول يستعرض المؤلف بدايات الإسلام في مكة ثم إقامة الدولة في المدينة المنورة وبداية الفتوحات لنشر الدين, حتى إنه بعد مرور عامين فقط على وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم), فتحت الجيوش العربية مساحات شاسعة من الإمبراطورية البيزنطية, شاملة سوريا وفلسطين, وامتدت الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان حتى شملت بلاد فارس كلها في العام 651 ميلادية.
ولكن مع الأسف فإن التاريخ الغربي يختزل انتصارات جيوش المسلمين هذه في القرن الأول, بالغ الأهمية للإسلام, في مجموعة من التواريخ وأسماء المعارك والغزوات, ويصورها التاريخ الغربي كلها على أنها مجرد وسيلة لفرض هذا الدين الجديد بشكل جبري.
ويفتقر هذا التاريخ الغربي إلى ذكر حقيقة أن تحول سكان الدول التي غزاها المسلمون إلى اعتناق الإسلام, لم يتم بالإكراه والقهر, فقد ظل المسلمون أقلية في الكثير من المناطق التي وقعت تحت الحكم الإسلامي, وفي بعض المناطق مثل فارس على سبيل المثال, كانت نسبة المسلمين أقل من 10% من السكان, في القرن الأول من توسع الدولة الإسلامية, وإنما فرض الإسلام الجزية على أهل الكتاب نظير رعايتهم وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم في ظل الدولة الإسلامية الناشئة.
وتستمر الفتوحات حتى تشهد سنة 732 ميلادية -بعد مضي 100 عام على وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أكبر مملكة إسلامية شاسعة يتمركز محور قوتها في دمشق وتمتد من إسبانيا في الغرب إلى أقصى حدود منغوليا في الشرق, ومن جنوب فرنسا في الشمال حتى المحيط الهندي وأفريقيا في الجنوب.
لكن معركة تور في أوروبا كانت إشارة لانتهاء مرحلة الفتوحات, في حياة المسلمين وبداية لإطلاق شرارة طاقاتهم نحو الاختراع والإبداع, ورغم أن إنجازاتهم العسكرية كانت مذهلة بحق, فإن إبداعاتهم الفكرية كانت أكثر روعة وجمالاً.
ويشير المؤلف إلى أن أسلوب الخليفة أبو جعفر المنصور ومن خلفه في صياغة الحياة السياسية والاجتماعية والمدنية والثقافية والدينية, سوف يؤدي إلى ازدهار 500 عام تالية, اشتهرت بأنها العظمى في تاريخ الإنسانية, كما أن القرون الخمسة هذه سوف يتردد أصداؤها لفترة 1250 عاماً أخرى. إن أمجاد إنجازات المسلمين كانت لامعة وبراقة, لدرجة أنه ما ظهر نظير لها في أي وقت معاصر.
ويستعرض المؤلف في الفصل الثاني مراحل التاريخ الإسلامي في عهد الدولة الأموية ثم الدولة العباسية وفتح الأندلس على يد طارق بن زياد في العام 711 ميلادية, واستمرار المسلمين فيها حتى سقوطها في العام 1492.
ويشير إلى أن هذه الفترة الطويلة (قرابة ثمانية قرون) تمخضت عن مزيج متميز من الإبداعات الرائعة في الموسيقى والآداب والفلسفة والطب والعلوم والمعمار, ولكن مع الأسف يضيع الجزء الأكبر منه بسبب الرعب الذي خلفته محاكم التفتيش, وهروب اليهود والمسلمين من إسبانيا إبان عمليات إجبار الناس على تغيير دياناتهم وفرض الضرائب, واستئصال شأفة اللغات المختلفة, وحرق المتطرفين للمكتبات التي تحوي كتبا قيمة لا تقدر بثمن.
لقد وعى الأوروبيون الأوائل من غير المسلمين, كما وعى الناس في كل مكان, هذا الدور الكبير الذي قام به العلماء والمفكرون والفنانون المسلمون, كما بهرتهم تلك الإنجازات حتى إنهم ليحفظون عن ظهر قلب أسماء هؤلاء العلماء والمفكرين وأسماء اختراعاتهم وإبداعاتهم, ولكن مع مرور الزمن ينسونها ويعزون التقدم الذي يشهدونه في العالم الحديث إلى أنفسهم وحدهم.
جهود العلماء المسلمين
وفي الفصل الثالث يناقش المؤلف جهود العلماء المسلمين بدءا بالخوارزمي عالم الرياضيات الكبير وعالم الفلك والجبر والجغرافيا والفقيه الإسلامي, ويرى أن أهم إنجازاته هو وضع الصفر في مركز عالم الرياضيات.
ورغم أن ترجمة أعماله -الخوارزمي- إلى اللغة اللاتينية تمت بعد وفاته بثلاثة قرون, فإن الأوروبيين لم يروا لها مثيلا في مجال الإفادة من القدماء, بل والبناء على أفكارهم أيضا, وحتى حلول القرن الـ16, أي بعد سبعة قرون من وفاة الخوارزمي, يحترم الأوروبيون ويقدرون كل ما كتبه هذا العالم ويعتبرونه من المسلّمات.
وعن الحسن بن الهيثم يقول المؤلف إنه ألف 200 كتاب, ضاع الكثير منها في نهاية الأمر, لكن مجلداته السبعة حول علم البصريات بقيت, وكانت أهم الدروس المستفادة من أعماله أن العلوم ينبغي أن تقوم على أساس التجربة, وكان أول عالم طبق مبدأ التجربة بلا تنازل على الإطلاق.
ومن أعظم اكتشافات ابن الهيثم إثباته أن أشعة الضوء لا تنبعث من مقلتي عين الرائي, بل من الأجسام إلى العين, ويكتب عن الجاذبية قبل جاليليو وإسحق نيوتن بـ600عام, ويقول إن ابن الهيثم يقف على قدم المساواة مع أينشتاين, رغم أن الجزء الأكبر من اكتشافاته قد سقط في طي النسيان.
وفي الفصل الرابع يتحدث المؤلف عن الكثير من العلماء، منهم إبراهيم الفزاري وابنه محمد والمجريطي والفرغاني والتباني وابن رضوان والخجندي والزرقالي الذي صمم أول إسطرلاب متطور, وأول من كتب في مجال المناخ, وكذلك البطروجي ثم ابن رشد عالم الرياضيات والفقيه المعروف ثم محمد بن الحسن الطوسي الذي شيد أكبر مرصد على الإطلاق لدراسة النجوم.
وينقل المؤلف عن المؤرخ العلمي ديفد كينج قوله إن ما أظهرته آخر البحوث العلمية في وقتنا الحاضر هو أن الابتكارات في الأجهزة الفلكية في أوروبا حتى العام 1550 ميلادية كانت مأخوذة مباشرة أو بطريق غير مباشر من الحضارة الإسلامية, أو تحدث عنها أحد الفلكيين المسلمين في مكان ما.
وفي الفصل الخامس يتناول المؤلف مجموعة أخرى من العلماء وجهودهم المتميزة منهم عباس بن فرناس الذي برع في الفلك وصناعة الزجاج والبلور, إضافة إلى شغفه بالطيران كأول من حاول الطيران وقفز من مكان مرتفع ليمهد الطريق بعد ذلك لعلوم الطيران, ثم يكتب عن جابر بن حيان (أبو الكيمياء), ثم الكندي ثم البيروني والجزري الذي صنع مضخات المياه وغيرهم.
وفي الفصل السادس يتحدث المؤلف عن العالم الطبيب أبي بكر الرازي وتلميذه ابن سينا الذي يقول المؤلف إنه كتب المئات من الكتب حول كل شيء, من الرياضيات إلى الفلك إلى علم المعادن, لكن أعظم إسهاماته كانت في الطب.
وينسب البعض كتابات ابن سينا عن الجيولوجيا وعلم المعادن بطريق الخطأ إلى أرسطو, وأهم كتابين لابن سينا القانون في الطب وكتاب الشفاء وإضافة لعمل أبي بكر الرازي يقوم كتاب القانون في الطب بالكثير لتطوير الطب والفكر الأوروبي.
ويكتب المؤلف أيضا عن الطبيب الزهراوي أبي الجراحة الحديثة, وأول من قدم وصفا لمرض الهيموفيليا, وأول نص وثائقي لمرض استسقاء الرأس (المياه على المخ), وأول من وضع سجلا خاصا بالولادة. ثم يشير إلى الطبيب ابن زهر, ثم العالم الكبير ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية.
ويتحدث المؤلف في الفصل السابع عن إبداع المسلمين في فن العمارة وكيف أفادوا من حضارات الآخرين في تطوير مبانيهم ومدنهم, ويشير إلى مدينة الزهراء في قرطبة القديمة بالأندلس التي بناها عبد الرحمن الناصر لدين الله.
ثم يتحدث عن الإبداع في قبة الصخرة الواقعة ضمن المسجد الأقصى, التي بناها عبد الملك بن مروان, ثم مدينة ريجستان في سمرقند بأوزبكستان, ومدينة أصفهان بإيران, وتاج محل بالهند.
وفي حديثه عن دور المسلمين في الموسيقى يكتب المؤلف عن الفارابي باعتباره أحد أبرز واضعي النظريات الموسيقية, وينقل عن المؤرخ إتش جي فارمر قوله إن أحد أهم التحويلات من المسلمين إلى الأوروبيين هو التدوين الموسيقي العربي الإسلامي, ورغم أن مؤرخي الموسيقى الأوروبيين يعتبرون أن التدوين (دو ري مي فا صول لا سي دو) بدأ في القرن الـ11 بإيطاليا, فإنه توجد أدلة دامغة على أن الإيطاليين كانوا يستخدمون ببساطة التدوين العربي السابق من القرنين التاسع والعاشر.
ويختم المؤلف كتابه بالحديث عن فن القيادة السياسية عند المسلمين, مستعرضا نماذج مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب, ثم يتحدث عن هارون الرشيد بكل احترام وتقدير, ثم صلاح الدين الأيوبي, وجلال الدين أكبر المغولي, والسلطان سليمان الأول العثماني, ليؤكد على دور هذه القيادات وأمثالها في نهضة البشرية والحكم العادل.
في آخر صفحات الكتاب يقول مايكل مورجان: بحلول القرن الـ21 صارت بعض مراكز الابتكار الإسلامية القديمة جزءا من العالم النامي, بكل مشاكله الناشئة, مثل الفقر والجمود الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي, فقد ضاع تاريخهم الثري وفيما يبدو صار مجرد أطلال.
المؤلف في القاهرة
وقال مؤلف الكتاب في ندوة أقيمت له بوكالة الغوري التاريخية بالقاهرة بدعوة من السفارة الأمريكية بمصر فور صدور الترجمة العربية للكتاب إنه بدأ في العمل في الكتاب قبل 7 سنوات كاملة حيث شمل ذلك بحثا موسعا ودراسة عشرات الآلاف من النصوص والكتب والمراجع بلغات مختلفة تؤكد جميعها أن علماء المسلمين مكنوا العالم من الوصول إلى النهضة الرقمية التي يعيشها حاليا.
وأضاف هاميلتون إن الكتاب يرتكز على أنه ليس هناك صراع حضارات أو حرب أديان لأننا نعيش في عالم وحضارة متقدمة اعتمدت في جزء كبير منها على ما أسسه العلماء المسلمون في الجبر والطب والرياضيات والفلك والأدب وغيرها من العلوم التي تجد لها جذورا في القاهرة ودمشق وبغداد وتونس والأندلس.
وأشار إلى أن تحمسه لكتابة التاريخ الضائع للمسلمين منشؤه اعتقاده الشخصي أن عدم معرفة الناس بأنهم يدينون للحضارة الإسلامية بما يعيشونه يوجد نوعا من التغريب تجاه تلك الحضارة لأن عدم المعرفة تعطي سياقا غير مكتمل للتفكير في قيمة تلك الحضارة.
وأضاف إن الحقيقة المؤلمة أن كثيرا من الأكاديميين لم يعنوا كثيرا بالثقافة الشعبية الأوسع التي اعتمد عليها في كتابه الذي يعده صالحا للقراءة من كافة الطبقات وليس من الاكاديميين فقط باعتبار أنه موجه بالأساس للقراء الأمريكيين الذين ليست لديهم خبرة عميقة بالتاريخ والذين يشكلون انطباعاتهم وآراءهم حول ما يجري مما يشاهدونه على شاشات التلفزيون.
وأوضح أن الكتاب محاولة جادة لجمع التاريخ الموثق للعلماء المسلمين من مصادره المختلفة واتاحته للقراء الذين لا يفضلون البحث في المكتبات والمراجع عن معلومات يريدونها، وربما يكون أول كتاب يعرض وجهة نظر موحدة عن المسلمين بأسلوب مبسط يؤكد حقيقة أن نهضة أوروبا العلمية قامت على أكتاف العرب والمسلمين.
ومما هو جدير بالذكر أن هذا الكتاب يذكرنا بكتاب المستشرقة الألمانية زيجريد هونكه شمس العرب تسطع على الغرب الذي ظهرت طبعته العربية الأولى عام 1964 م.
………………………………….
الكتاب: تاريخ ضائع.. التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه
المؤلف: مايكل هاميلتون مورجان
ترجمة: أميرة نبيه بدوي
عدد الصفحات: 300 صفحة من القطع المتوسط
الناشر: دار نهضة مصر- القاهرة
الطبعة: الأولى- 2008م