حفلة نجمية

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

يونان سعد 

كانت بلدتنا تسبحُ في ضوءِ الغسق

دائماً غسق ودائماً بلدتنا

 هنالك صبحٌ وغروب

هنالك ظهيرة وليالٍ للسمر

والبلدة القديمة ثابتةٌ في زمانٍ واحد

كله غسق

وكله حنين

يرنِ في الضوءِ الكئيب

كبرهانٍ ثقيل على معركةٍ حزينة

 بلدتُنا التي يخفيها النورُ الخافتُ تحت ذراعيه

قلبي يطلُ عليها كسماءٍ حمراء

كنا في أمسيةٍ بعيدة

صرختُ من فرط الدهشة وقفزَ أخي في مكانِه

على سطحِ الدار

وكلُ النجومِ تطيرُ في اتجاهٍ واحد

 لهبٌ أبيضَ دوائرَ

 دوائر

تطيرُ وتفرقعُ

 حفلةٌ نجميةٌ عظيمة

وقلتُ لأخي

كلُ هذا النيون الطائر ليس لأقل من عرسٍ

ابنةُ سلطان المجرة على أقل تقدير

لكنه كان يكبرُ  وينقِصُ من الحكاية ضلعاً

ويأكلُ تفصيلةً صغيرة

على أعتابِ الثلاثين

كنت أحكي لصغاري قصةَ النجوم الطائرة

وكان أخي  يُنكِرُ الحكاية برمتها

كنتُ أشعرُ بالفخ

ولم أغفر أبداً هذه الخيانة

على أعتابِ الثلاثين

قلبي في مكانه يظللُ البلدة كسماءٍ حمراء

وأمي

 تصحو على رنين الغسق

دائماً غسق ودائماً أمي

وقلبي يغطي الدار بلحمه المجروح

إلى السطح إلى السطح

تصعدُ السُلم

 ترش الدجاجات بالقمحِ  

 وتشرِطُ قلبي مرةً بسن سِكِّينها المعقوف

دائماً غسق

دائماً نزيف

رأيتُها بالأمس

ضعيفةٌ وقاسية

وأنا وأخي بعد انتهاءِ العرسِ السماوي

وصورةُ النجوم الطائرة تَخِبُّ في لُبَّيْنا

طفلان منهكان في الترنحِ في الضوء

قاسيةٌ

وضعيفة

وسألتُها: ما بكِ

أجابت بالعينين الممجوجتين باللهيب ذاتهما

تآمرت أنا وهذا الصبي على اغتيالك

وقالت: يا بُني

كنتُ على وشك اقتناصِ اعترافٍ

يمنحُ القلبَ راحته الأخيرة

لكنه الحُلم يا رفاقي

يصنعُ الفخ

وينكرُه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مصري، صدر له الأساطير الجديدة، نعيم العالم السفلي، زحامٌ أحمر 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 35
يتبعهم الغاوون
مرزوق الحلبي

قصيدتان