سلمى الزياني
كتبت عن أشياء كثيرة
عن الخروج دون عودة
عن مسافات طويلة
عن سنة بلا أفراح
عن أشياء خاصة
أتقبلها بثقة
عن ظهر يلم ما استطاع من الخطى
يسأل التعثر متى رحيله
ثم فكرت بإرسال بطاقات التهاني
كتبت عن ما أخذناه معنا
عن الأبواب الموصدة في وجه الأمنيات
عن إغلاق النوافذ التي تطل على نفسها
عن قطعة ماء غارقة في السماء
عن هواء يمجد أمام المدى
و يمارس الاختناق في الخفاء
عن الوجع العنيد
عن الحزين الذي يحتاج السعيد
عن السعيد الذي لا يحتاج لأحد
عن صاحب الظل الطويل وسالي
عن خطاي المشلولة
عن كل وردة في الخريف
عن الزمن حين تحتبس انفاسه
عن كايتي بيري المتمردة
و هي تصارع لوضع وجه سعيد ترويجا لأغنيتها
عن فاكهة الرمان الكبيرة
التي أكلتها لأنها تنسيني لون الوجع الخريفي
عن تعاستي بإغلاق المطارات
لأننا لم نتمكن يوما من السفر معا
عن المرة الوحيدة التي فشلت فيها في طهو
طاجين الخرشوف سيئ الطعم
عن الرجل العربي في محل الورد
و هو يتحاشى النظر إليه
عن الذين يبثون إليك أحزانهم
في أوج فرحك
عن لغة مفتوحة أبوابها أمام المرايا
و هي ترث الانكسار
عن أحمر الشفاه المتغطرس الذي أضعه
ليبقى صمتي متغطرسا أكثر
عن العتمة و أنا أسامرها وحيدة
كنت سأكتب أكثر
بإحساس عال
وشاعرية صادقة
عن أشياء تترك الدفء في الذاكرة
لكن كما ترى
العناوين مضللة
وهذه الأبواب بلا مزلاج.