صباح الخير يا أبي

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 17
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

طارق هاشم

صباح الخير يا أبي

أعرف أنني قد تطاولت عليك في قصائدي الماضية

ونسيت ما قدمته لي لسنوات طويلة

واليوم سأصالح الفأس الذي عانقته يداك

لترفع الخوف عن ظهري

أظنك تعرف الفقراء كم يخافون من أي شيء

فالقهر صديق قديم يا أبي

إذا فاضت ضحكاتهم توقعوا الشر

يتقدمهم إلى حيث يريد

فمعذرة إذا تخلصت منك بدعوى الحداثة

أو الخروج عن المألوف

هكذا الدنيا يا أبي

يوم علينا

ويوم علينا

أعترف أنني كنت وقحاً حين ألقيت بك من نافذتي البعيدة

كي يصفق لي الجمهور

وشطبت اسمك من مساحة

كنت تحتلها في قلبي

كي تتحدث عني الجميلات بفخر زائد

أعترف يا أبي أنني مريض

مرضي هو أنت

أنت ذاتك

فلا تتعجب من حرصي الدائم على التطاول عليك

فكل ما زرعته في روحي من خوف

يحرضني على ذلك

لست غاضباً لكونك اتخذت قانوناً يشرع القسوة

كل غضبي فيك

في تمزيقك الرواية التي أعددتها للحفل

حفل الخروج من مدينتك

ذات الأبواب الضيقة

لماذا مزقت الرواية يا أبي؟

الرواية التي أحب

حين اتفقنا ذات يوم

على أن تترك لي حق اللجوء إلى مدن أخرى بعيدة

كنت تعرف جيداً

أنك اشتريت حراسها الطيبين

الذين دون اختيار منهم

سيبلغونك بتفاصيلي جيدا

سيراقبون ابتسامتي المترقبة

سيكتبون لك عني

أكثر من كونهم لا يملكون قوت يومهم هكذا بوضوح

دعني اصارحك يا أبي

أنا لست خطرا إلى هذا الحد

الحد الذي يجعلك تراجع أنفاسي

وكوني تخلصت منك للحظة

فذلك كان أملاً قديما

كي أجرب الحرية

ولو للحظة يا أبي

مقالات من نفس القسم