عماد بدر
بعدما رافقته عمرا شعرت أخيرا بالخدعة، فقررت التمرد وتجردت من أدواتها وتأملت في الوجوه في استغراب شديد .
ماهذه الملامح؟ إنني قطعا أحلم. استيقظي فالجو بارد والغيوم تملأ الفراغ. لماذا يسيرون على رؤوسهم؟
هل نسيت أن ـصطحب عيوني أم أن هناك خدعة؟. من الأفضل ألا يروني، لا أحتاج إلى التخفى فالكل مشغول. هذا الشيء رأيته من قبل محفوظا في ذاكرتي، سأبحث عنه بين الصور. نعم هو. أين ملابسه؟ أين بهاؤه هل تجرد هو أيضا من ملابسه؟
لماذا يرتدي وجه صديقه؟ الصورة غير متناسقة والأبعاد مشتته ولا أستطيع ضبط المسافة، الكل لم ير الآخر
ولكني أراهم جميعا يسيرون خلفي ويحملون ملابسي في لهفة شديدة يبحثون عني وهم خائفون لا جدوى.
سيبحثون كثيرا لأنني قررت أن أخلع ملابسي للأبد حتى يملون من البحث عني أو يسيروا على أرجلهم سأضحك وأستمتع بهم وهم يتركون الفراغ ويتلاحمون، سأسمع حديثهم وأحتفظ بأمشاطهم وملابسهم. ما هذا؟ ماذا أرى من بعيد؟ لا أحتاج إلى التركيز فالصورة واضحة ومختلفة.
ياللغرابة إنها لصغيرة وطبيعية وعارية ولا تشعر بالبرد، كل الملابس التي معي ليست مقاسها. إنها تلوح لي وتطلب مني أن ألتقط لها صورة.
سأبحث لها عن صورة في ذاكرتي .. نعم وجدتها انها ترتدي ملابسي وتملأ الفراغ كله. أين هم لقد تلاشوا جميعا….