عبد النبي بزاز
لَمْعلَّم
برزت إرهاصات موهبته مبكرا في مداعبة الكرة ومغازلتها، وتطويعها بشكل لافت رفقة أقرانه من صغار الحي الذين يتهافتون على اللعب إلى جانبه لضمان الفوز بحكم مهاراته العالية، وقدرته الفائقة على صنع الفارق بنجاحه في تسجيل الأهداف. سرعان ما التقطته أعين مسيري فريق المدينة الذي ضمه لصفوفه حيث تدرج في كل فئاته ليغدو نجم الفريق المفضل، وهدافه المميز فتنبأ له الكثير من المهتمين بالشأن الكروي بمستقبل كبير. انتظر فرصته في الالتحاق بفريق يستجيب لطموحاته إلا أن الحظ عاكسه بينما ابتسم لبعض زملائه، وإن كان مستواهم أقل منه بكثير، الذين طلبت ودهم فرق معروفة فانضموا لتعزيز صفوفها وغدت أسماؤهم في انتشار، ونالوا بعض ما كانوا يحلمون به من شهرة وتألق.
أمام فشله بنيل مبتغاه في مجال الكرة، رغم مهارته و اقتران اسمه بصفة “لَمْعَلَّم “، نجح في الهجرة نحو أوروبا لتدشين فصول من حياة جديدة بعيدا عن ميدان الكرة.
توبة
عندما أنهى مشواره الرياضي كلاعب كرة انغمس في معاقرة الكحول، واستهوته جلسات الخمر بطقوسها وأجوائها الخاصة لسنين طويلة، انتقل بعدها إلى عالم العبادة فأضحى مواظبا على أداء الصلاة بمسجد الحي أملا في توبة منشودة تجب ما راكمه من معاصٍ وآثام.
مشهد
طفل صغير يطارد قطا، يتعقبه. يقطع القط الطريق بسرعة َفَزِعا مذعورا، يلاحقه الطفل بحماس وحبور. تحتك عجلات السيارة بإسفلت الطريق محدثة صوتا مقززا و مزعجا. يبحلق الصغير في السيارة بعفوية. ترتسم علامات الانفعال والغضب على محيا السائق بينما يواصل الطفل سيره على مهل بعد أن اختفى القط وتوارى عن أنظاره.
………………….
*قاص من المغرب