قصة: جوردي سييرا آي فابرا
ترجمة: محمد درويش
لم يكن المدعو فرانز كافكا قد تزوج بعد، إلى أن وصل سن الأربعين وبالتالي لم يكن لديه أطفال. في مرة وقت الغروب، راح يمشي نحو حديقة في برلين، وهناك وجد فتاة صغيرة مقرفصة على ركبتيها، تبكي. مضى نحوها، ثُم سألها: لماذا تبكين؟
بصوتٍ خافت، قالت الفتاة بحزن عميق: خرجتُ ومعي دميتي، لكنها ضاعت.
اقترح عليها كافكا، بأن يبحثا سويًا، ربما يجدانها هُنا أو هُناك أو قد تكون اختبأت في الحقول، ولكنهما لم ينجحا في ذلك، فأخبرها كافكا بأن يلتقيان غدًا في نفس المكان ليبحثان مرةٍ آخرى.
وفي صباح اليوم التالي التقيا وراح يبحثان على الدمية المفقودة، ولكن فشلت محاولاتهما مرة آخرى، فعادت الفتاة مقفرصة على ركبتيها، تبكي. نظر كافكا إليها ثم مضى نحوها وقال: ها، انظري، لقد عثرت على تلك الرسالة.
فأخذتها والحزن يملأ داخلها حد العنق، قرأت ببطء: “عزيزتي، أرجوكِ، لا تبكِ، أنا فقط ذهبتُ لرحلة حول العالم، سأكتب لكِ عن مغامراتي هُناكَ”.
ضحكت الفتاة ومسحت عينيها، وهنا بدأت حكاية في حياة كافكا.
صارت يلتقيان في تلك الحديقة، وفي كل مرة، يقرأ كافكا لها رسائل – كتبها هو – على أنها من الدمية، ويحكي لها عن مغامرات رائعة.
ورأت الفتاة ذلك كله رائعا جدًا
وبقيّ -كافكا والفتاة – على نفس الحال، يلتقيان في الحديقة ويقرأ كافكا رسائل الدمية عن مغامراتها حتى اشترى كافكا دمية أخرى جديدة. وذات لقاء أخبرها أنها قد عادت أخيرًا، ظلت الفتاة تقفز في الهواء فرحًا حتى اعطاها إياها، فوقفت وقالت: “لكن، ليست هذه دميتي”.
فَذكرها كافكا برسالة الدمية الأخيرة وانها كتبت تقول بأن رحلاتها غيرتها تمامًا.
احتضنت الفتاة دميتها، واشترت لها بيتا دافئا، وبعد عام مات كافكا.
ومرت سنوات إلى أن وجدت الفتاة، رسالة بداخل الدمية كتبها كافكا باختصار تقول: “عزيزتي، في النهاية كُلّ الأشياء التي تُحبينها، سوف تضيع، ولكن بطريقة ما آخرى سيأتي إليكِ الحُب، في النهاية “.