لعبة خطرة
عبد النور مزين
كدنا نجن من الضحك حين أرسل صديقنا الشاعر الشريف سيدي عبد السلام ولد باه الثالث عشر صوته الجهوري ملقيا على مسامعنا لعنته الأخيرة. كنا قد شارفنا على دخول الأسبوع الرابع من التيمم بعد أن انحسر الماء عن صنابير الحاضرة وصنابير سانطوريني.
– أرسل أيها الشريف.
قال الناقد أبو صيحة.
فأرسل الشريف سيدي عبد السلام ولد باه الثالث عشر.
((مرات ينتابني إحساس يكاد يصل إلى الجزم أني لم أوجد إلا لألعن هذا العالم. إصرار بائس كي أغيره بشكل من الأشكال.
فاللعنة أثرٌ.
حكيٌ ولحنٌ أصيلٌ من نشيدي وأشعاري.
التغيير لصيق بك أيها العالم اللعين. من ذا الذي قد يثبت أن لعناتي لم تغيرك؟ من؟
تصل لعناتي من أقصاك إلى أقصاك. حتى نيفادا أو باريس، وحتى أقاصي الصحاري. هناك في الصحراء الكبرى، في كوبي أو كالاهاري.
فاللعنة عليك أيها العالم اللعين.
في مقامي وأسفاري.
تعِبنا.
تعبنا من تقبيل قدميك لتعفو عن خرير
لتصفح عن خضرةٍ، عن نفَس الأشجار.
تعبنا ..
من تلك اللعبة الخطرَة
لعبة المؤتمرات والخطبِ
قرارات وبيانات ومؤامرات،
لعبة الكبار القذرَة.
فلا وقت في المنصات لنحيب الماء والشجرِ.
لا وقت للهواءِ والأرضِ في لعبة النارِ. ))
انفجرنا ضاحكين في قعقعة مدوية، ارتجت لها أركان سانطوريني الجافة والنتنة، ثم سكتنا فجأة حين أحسسنا بالعطش الجماعي.
كيف ستنجو سانطوريني وسط هذه النتانة الزاحفة.
كيف؟.
………………….
* كاتب وروائي من المغرب