الزائر الأسود

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 32
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عادل الصويفي

دون عناء تفكير

عرفت من المطرب في الخارج/ في بُسْط الظلال،

في الخمائل،

أجل..عرفت من المطرب

فوق منصّة الأغصان،

تحت شموس الأصيل

الهادئ.

من فُرْجة باب حجرتي شبه

الموارب،

يأتيني غناء متقطع: تْشُوْ، تْشُوْ، تْشَوْتْشَوْ…

يغيب الصوت فُجأة؛ فأغيب

في حضرة السكون.

الآن يعسكر الصمت

في الخارج وفي قلبي،

وفي البعد وفي القرب..أنظر حواليّ؛

فيقع بصري على شريد من شراب

بائت في كأس، لحظتئذ أسهو ولا أسهو،

أغمض عينيّ هنيهة؛ فأَذهَل

عمّا يحَدّق بي من موجودات

وأذهل عمّا مضى من غناء في شرفة

الأغصان.

هأنذا أفتح عينيّ؛ فيأتيني صدى الأسحار والأصباح البعيدة فجأة،

محمّلا بتراتيل

أبي القرآنية، أبي الذي خط لي أول سورة

فوق سبورة جاثمة على حصير..وقال لي: قل “والفجر…”…

أغمض عينيّ كرّة أخرى؛ فيغيب الصدى؛ فأغيب

في صمت الوجود.

الآن أسهو ولا أسهو..أفتح عينيّ؛ فيعود ذاك

الغناء المتقطع: تْشُوْ، تْشُوْ، تْشَوْتْشَوْ…

أفتح الباب؛

فيطير الشحرور

الأسود ذو المنقار الأصفر.

يغيب الشحرور ولا يترك لي سوى صدى

رفرفات…

أرفع بصري إلى الأعلى؛ فلا أبصر إلا منصّة

فارغة،

أمدُّ يدي؛ فأقطف رزمة أوراق من زيتونة،

أدخل جحر الخريف وأهيئ شاي النهار، أفتح كُوّة الجحر؛

فتتناهى

إلى مسمعي أغنية قديمة ذات إيقاع الريغيه (reggae) لألفا بلوندي (Alpha Blondy).

الأغنية تنبعث من جحر جارتنا السوداء السينغالية-

أردّد الأغنية جهرا؛ لكني لا ألبث أن أردّد

نشيد زائري

الأسود..: تْشُوْ،تْشُوْ، تْشَوْتْشَوْ…

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم