فداحة أن تكون بلوطا أو امرأة

موقع الكتابة الثقافي art
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ندى أبوللو

أستلقي على سريري البلّوطيّ الذي يشبه ملامح أبي

ورغم خشبيته فإنه مقاوم للاحتراق القائم أبدا في روحي

مصنوع بدقة إلهية

لئلا يهرب جسدي من المتفق عليه إلى اللا مُتفق

جسدي الذي دقه نجارٌ مسن في باب منزلنا

فأصبح مسمارا سرمديا يُبشّر بخباثة الولادة ومريمة الألم..

 

أستلقي على سريري وأنا أفكر في بَلُّوطيته المشوهة

أفكر في مدى اكتئابه الذي أنتبه له

عندما تنفجر قنواتي الدمعية وتُغرقنا معا،

غرقا مالحا ودمويا

أفكر في تغلغل السؤال في هيئته الحاضرة:

هل أنا في الأصل شجرةٌ أم سرير؟

هل أنا ما كنتُ عليه أم ما صرتُ إليه؟

هل أنا الحي الشاعر بذاته أم الميت المشعور به؟

 

أستلقي على السرير أتحسس حزنَ البلوط من تحتي

أبصر نبوءته الضائعةَ لُبانةً في فم الله يتسلى بها في ملله الطويل

وقصيدةً مسفوحة على وجه اللغة، سفحا مالحا ودمويا..

 

أستلقي ويندلق جسدي على البلوط

جسدي الذي ورِث من الطوفان صفته

المحشور في أحشاء زجاجة مغمورة في خرافةٍ قديمة

أنظر إلى الأعلى،

يتجلى ثقبٌ في السقف مثل هلوسةٍ صوفية

بعد دوران مزمن

أتبين فراغَ الله الشاسعَ في روحي

هل تسلل عبر ذلك الثقب؟

هل كان دودةً تتلوّى في تعقيدات دماغي؟

هل فرّ من ورطته الكبيرة آخذا كل صورة ذهنية،

مخلّفا وراءه كل سؤال عبثي؟

 

أستلقي وينتشر جسدي كجرادٍ انتظر موسمَه الأخير

تركتُه ينهش في سؤال الوطن والله والحرية

وأنا أتحسس حزن البلوط من تحتي

نتقاسم معا فداحةَ الوجود؛

فداحة أن تكون بلوطا أو امرأة

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم