مونولوج لاختبارات التمثيل| ميدان آبينغدن

ماريا فورنس
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ABINGDON SQUARE

مونولوج

بقلم: ماريا فورنس

Monologue.By: Maria Fornes

ترجمة: د. إقبال محمدعلي

“ميريان امرأة متواضعة، مطيعة وجميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كان عمرها خمس عشرة سنة حين توفيت والدتها  لتتزوج بِ (جَستر) الذي كان يكبرها بخمسةٍ و ثلاثين عاماً. كانت آنذاك بحاجة إلى أم اكثر من حاجتها إلى رجل. كل هذا تغير فيما بعد….” .

تكشف مؤلفة المسرحية”ماريا آيرين فورنس”عن مرحلة النضوج الجنسي لهذهِ  الصغيرة ومدى تأثيره على علاقتها بزوجها، بعد مرور عشر سنوات 1908-1917. الحوار الداخلي أدناه، يكشف عن المشاعر والأفكار التي كانت تراودها بعد ثلاث سنوات من زواجها حيث تصف فيه العلاقة التي بدأتها مع رجل مجهول كانت مهووسة به  والذي أصبح فيما بعد، عشيقها”.

ميريان: كان هو كلّ ما أريد. لم يكن لديّ أدنى شك في ذلك.. اختبأْتُ خلف أحد رفوف الكتب وسحبت كتاباً لأخفي به وجهي. كنت خائفة. أحسست أني سأموت لو اكتشف أني أتبعه. لكنه لا يعرف بوجودي أصلاً. حين رأيته يغادر المكان، شعرت بالارتياح لأنه لم يَرني. لم أتحرك من مكاني، لكني خفت أن يختفي عن ناظري..خرجت بسرعة من مخبئي وتوجهت إلى مقدمة مخزن الكتب. من النافذة، لمحته يسير في الشارع ..لحقته لكنه ضاع مني لأنني كنت أُحاول ترك مسافة بيني وبينه، لكي لا يفطِن أنني كنت أتبعه. استمريت في الذهاب إلى مخزن الكتب، كذلك إلى المكان الذي ضاع فيه عن ناظريّ… أشعر  بأني لا أستطيع العيش بدونه.  لمحته بعد مرور بضعة أيام، فتبعته.. دأبت على السير خلفه في كل مرة أراه.كنت أنتظر في زوايا الشارع و أبواب المحلات لعَلَّهُ يمر، كي أتبعه. يبدو أنه كان يعرف بملاحقتي له رغم كل حيطتي و حذري. في أحد الأيام لَمَحته، يدخل في أحد الأزقة  فركضت وراءهُ  كي لا يضيع مني و إذا بي أراه واقفا بانتظاري في زاوية المنعطف. صرخت فغرق في الضّحك وأمسك يدي بقوة لكنّي تمكنت مِن التملص مِن  قبضته و هربت راكضة بيأس. رأيت فتحة قبو، دخلت فيها و بقيت مختبئة هناك حتى حلّ الظلام… خرجت إلى الشارع  بحذر و حين تأكدت أنه لم يكن هناك، رجعت إلى البيت.

لن أخرج  من الدار بعد اليوم و لن أقف في ناصية الشارع… لا أريد ان أراه و لا أريده أن يراني… أشعر بالخجل من نفسي و أعترف أن تصرفي كان في منتهى الحماقة… ليتني أعرف ما الذي دفعني لفعل ما فعلت … عليّ الآن أن أُكفِر عن خطيئتي.

……………………

*ميدان آبينغدِن: يعتبر هذا الميدان من اقدم ميادين مدينة نيويورك و يرجع تاريخه إلى عام 1831.

 

 

مقالات من نفس القسم