حاتم عبد الهادي السيد
زيارة إلى قبر الطيب الصالح
( إلى أبي.. شاعر سيناء الكبير؛ الذى بنى لي جدار مدينة الشعر،
وتركني وحيداً هناك… !! )
أخبرتني العرافة المقدسة،
بأنها ستأخذني يوماً
إلى قبر “الطيَب الصالح”
أبي….
لا لنقرأ الفاتحة
على روحه المقدسة الخالدة،
فحسب؛
بل لنغني عند قبره معاً
أنشودة الخلود.
*
سليل النيل والخلود
( إلى صديقي الشاعر / محمود حسن عبدالتواب.. أمير القوافي )
الطبول من حولي تدق،
ربما تجىء الآن
عارية إلا من الصمت
اليقين من حولها يهدر
وأنا أحوقل بشدة:
( كان برد شديد، والمطر حول شرفتي يتكاثر، وندف الثلج تحيط بالرؤية.. ثَمَّ طرقٌ بالباب، وحفيف أشجار تتوارى.. إنها هناك، تومئ لي، وتستنجد لأفتح الباب…
الغواية من حولك،
والأمطار الساخنة..
وأنت تُهريق اللذة بين رهاب الماء.. تتأوه الغيمة بانتشاء، وتستيقظ من جديد على أحلامك المؤجلة.. فى المرة السابقة جاءت الفتاة ابنة خالة الخطيئة، وأخت التفاحة.. هنالك لن يكون طَرْقٌ جديد، فقط: مطر ساخن، وفراش، وامرأة توقظ آهاتك البعيدة)…
سأصدِّق من جديد،
أن الغزالة ابنة الشمس واللؤلؤ
وبأنك الصبى:
سليل الفراعين والبدو والأحباش
ونهر النيل الخالد،
هناك.. يجلس الراعي ليقص الحكايا على خرافه النبيلة / شَعبه المُتبَّل بالخطيئة / لست المسيح لتعمّدهم… ولا تملك الزيت المقدس والنور، أو اليقين والبرهان،
فقط، أنت هناك،
صفر في رقم العالم الهادر
تقف وحيداً
ونتجرع – نحنُ – الهزيمة مرتين..
عصفور البراءة أنت / الشاهد على الكون والأشياء..
ستجيئك هناك، وسط الصحراء كفراشة.. تتمرغان
في رمال البرَّية الحاني، وستطبق عليها كحصان جريح.
لم تكن / أنت، ومازال – كذلك – طعم للمليحةٍ مغايرٌ، ومذاق مختلف..
الغواية تترنح في الصمت، وصوت شبّابة يقترب.. يجىء الراعى بخرافه، يرجوك الخلاص، وأنت واقف هناك، لا تستطيع أن توقد جمرة الرؤيا.. كان عسلها أشهى: يتساقط من سُرَّة المرمر العطشان، والبئر حرون وجامحة، والصحراء، والبدو، والخراف، والنهر؛ والعالم…
ضبطتكَ ذات مساء، مُتلبّساً أنثى / جنيَّة كانت،
ابنة خالة الشعر..والموسيقا،
وأخت المُهر الجامح على امتداد الطريق..
أيها الخشن، اللطيف:
لا تعرف بماذا ستجيب!!
أيها الأفياء الفقراء / الأغنياء
لابد من قصاص عاجل، وقتل الشيطان البعيد.
كان عليك أن تطرق الجدار…أيها الحبيب الأخير.
يا سليل النيل،
وابن ماء الخلود.
*
موسم الهجرة إلى الحب
( اهداء إلى الروائي السوداني / الطيب صالح )
منذ أربعينَ عاماً أبحثُ عنكَ أيها العَالَم،
فهل أنتَ تبحثُ كذلك؟!
أراكَ تموءُ في بَرِّيَةِ السكونِ والعتمةِ
كذئبٍ جوالٍ في شوارع المدينة،
في ليلِ الشتاءِ القارس..
أَخبَرَني العابر / المقيم أنكَ هنا،
تجلسُ وحيداً، وِجْهَتُكَ الحياة
وشاطئاكَ: مدينتانِ للظلامِ، والحب..
عند مفترقِ نهرٍ للسعادةِ تقبعُ،
بينما تَمُدَّنَا بالشَّجنِ والشَّجْو…
أنتَ دائماً – هكذا، تغيب..
وأنا السكرانُ بِكَ في محيط الكون
أبحث عن شاطىء الأمان
الأمانَ… الأمانَ !!
أيها العالم؛ اللَّا مُحَد؛ والقريبُ / البعيدُ
هناك..
-2-
تلك تفاحةٌ واحدة،
وأنت تُكّوّرُ الصَّمتَ،
وتكوثُرُ الصحراء،
تُقشِّرُ الكونَ بِسِكِّينٍ صدئة
غير عابئ بالعابر المسكين..
الآنَ، فقط أبحث عن نقطة أخيرة
عن حديقةٍ غير جرداءَ، وعصافير
عن موسيقا تَطِنُّ ببطء
عبر طبلة الصحراء العجوز
آه منك أيها الجبان
تتركني وحيداً هنا
في شاطىء الحياة السعيد !!.
-3-
أريد منك، فقط – زهرة برّية
فقط، زهرة تفصل بين جرحين،
فاصلة لبحرين
هل حقاً سيلتقى المتوازيان ؟!.
إنها القيامة الأخيرة
هَيِّأ جُرحكَ الأبدي
وافتح ياسمينةَ وجودِكَ
في ُشرفَةِ الصَّبَاح.
وعندما يجىء الشتاء؛
أخبرهُ بوجودِ معطفٍ آخر
اسمهُ الحب.
**
البَنَّاءَ الأول..
(إلى: السيناوي عبر الأزمنة)
هائم أنت،
أيها السينائي العظيم
البَنَّاءَ الأول..
لقد اخترعت الأبجدية الأولى،
وَسَطَرْتَ سِفْرَاً للخلودِ هُنَاك…
عند منتصفٍ لطريقٍ ممتد
لا تتوقف قدماكَ
بينما عقلك الصغير / الكبير
كان يُشَيِّدَ أبراجاً للعالم
تمتدُ بِنَايَاتُ هائلة،
وأنتَ وحدكَ تتأملُ..
حرستكَ الملائكةُ عامين،
ولثلاثةِ أعوامٍ؛ كاملةٍ
كنتَ تسير حافي القدمين
تَسْرَحُ في بَرِّيَةِ الوجود
تحلبُ الشِّيَاهَ البيضاءَ،
غيرَ عابىءٍ بالنجوم..
وفى الليلِ تَعوِى كذئبٍ جريح..
لا تجدُ هناكَ ما يُبَرِّرُ صَمتَكَ
لكنكَ،
تُرَّددُ في إصرارٍ،
وبصوتٍ ممتدٍ يشبهُ قصف الرُّعُود:
الأبجديةَ
الأبجديةَ َ…
الطريقُ الأخيرُ
الجميل..
ربما لم نفهمكَ حينذاك،
لَكِنَّ مَهابَةٌ فرضت حولكَ
سِيَاجَاً
من الدهشة،
أيها التنويريُ القديم…
الحديث.
*
عُرْيَانَةٌ إِلَّا مِنَ الحُبّ
أيها السامقُ الأَخير:
كم أنت غريبٌ.. ووحشِيّ !!
وأنا أقفُ أمامكَ
عُرْيَانَةٌ إِلَّا مِنَ الحُبّ
فتاة.. في الثلاثينَ وحيدةٌ
فقدت أبويها في حربِ “فيتنام”
رَضَعَتِ،
اليُتْمَ والحرمان
وَتَدثَّرَت بالعشق..
إنه النورُ هناك،
وشجرةُ الإيمانِ باتت أقربُ إليها
مِنْ ضَلْعٍ يَئِنّ..
سأعلنُ التَّمَرُّدَ على العالمِ
وَسَأهرُبُ منكَ؛ أيها البَدْوِيُّ الخَشِن
سأذهبُ إلى الحرية، هناك..
لذَّةُ الرُّوحِ الباذخةِ الشَّهِيَّةِ
قِفْ أنتَ
وحدك،
أيها البدوي الشَّهِيُّ..
الأَخِيِرْ.
*
خُذ الشَّمسَ مَعَكَ
( إلى الجنوب.. الوردة المقدسة )
قال العاشق الحزين:
عندما تتعامد الشمس على وجهكِ
أرسليها داخل معبدكِ
ستجدينني قابعاً هناك..
تردد صوتها:
خُذ الشمس معك
أيها الغريب،
واتركني لحالي
فأنا أميرة جنوبية،
ابنة الشمس والضوء،
تخالك لا تعرف
اسأل التاريخ،
كنت بليدةَ جداً في مادة التاريخ،
لذلك أحببتك…
أيها الشماليُّ المُرهق
ربما المتوسط قد رسم أمواجه
على قلبك
فجئت بالهدير الهائج
ارحل في صمت،
ودون أي ضجيج
سَأَدُسَّكَ في منديل روحي
وفى الليل أتشمَّم عطر حبك القديم…
كنت أشهى من ماء يتدحرج على شغاف الروح
سكنتك البراءة
واستكنت الى الصمت،
أصبحت كماضٍ حزين !!.
*
قهوة الصباح
ضجيج..هنا… وحزن هناك..
أتذكَّرُ؛
مع قهوة الصباح..
شبحاً يزورني في الثالث من مايو،
وفى الرابع عشر من أغسطس
أضىء شمعة الحياة
بحطب حبك المحترق
أيها الخَزَّاف العجوز:
اصنع لي مزهرية فخمة
كي أقدمها لمعبد ” هابو “
قرباناً لمعشوق المذبح
ربما كان عليه أن يجىء ليقرع الناقوس،
أو يدق جرس كنيسة الحب بالروح
سأخرج حينها في موكب العروس
كأميرة فرعونية
تشتاق للحنين،
سأجرح الأبدية في الصمت المتهادي،
وأنادى:
خُذ الشمس معك
أيها الغريب.
*
معطفى لن يمنع الحُبَّ
( إلى: أدونيس )
الشتاء لن يرفو الأحزان،
ولا معطفي سيمنع برد الحب بروحي
مسكين أنت أيها الحب !!
ربما لن أكرر تجربة اللقاء الأثير،
عند الجسر هناك،
كانت تغنى للعصفور النابض بالبراءة
ترفع طرف ثوبها للهواء
وتمرر الموسيقا الغافية
سأضحك حتى الثمالة،
وأنتِ تطاردين فراشات النور المتأرجحة،
تمسكين مشجب الليل،
وتُسدلين شعرك المُسَجَّى
على الطرقات
وأنا جوالٌ في شوارع العالم أنتظر.
ربما ألحق بك بعد قليل،
لكنني لست متأكداً أن ذلك مهماً؛
أيضاً….
وعلى – حين غِرَّة ٍ – سَأَمرُقُ كَسِكٍّينٍ؛ حادةٍ
لأشق البراح الممتد….
والله لن أعود،
قالتها؛ وهى تمسك الهاتف الصغير
كنت في مرافىء العالم أمشى
أتدثر الانتظار،
وَأَتَصَبَّرُ بالحب،
لكنني كنت بليداً جداً في مادة التاريخ،
سأظل أحبك،
لأن عصفوراً أخبرني؛
بزقزقاتٍ قلبكٍ الصغير…
ربما غبت عن الوقت
لكنني موجود فى الروح
والطنينُ يزعق بالداخل:
لن أطلب منك أن تعودي مطلقاً،
فقط سأكتب الأشعار،
وأعود أسير في شوارع روحك
الى الأبد.
(2)
الطريق إلى اللا عودة مغلق
سأعود من طريق آخر
اسمه البعاد…
تتعجبين،
وتعقصين ضفيرة روحك
تدثرينني منديلك الصغير
وعند الليل تبكين؛
رائحة العاشق،
كم أنت شهية جداً
وكم أنا لا أعرف؛
كيف أداعب النساء!!.
(3)
التوت تهيَّأ لاستقبال العصافير
لكنك؛ ربما تجيئين الآن،
أيتها الأنثى المهاجرة
عبر ضفاف النور
انتظرت طويلاً،
لكنك آثرت البعاد، الهجر الطويل
وعلى الرغم من أنني،
لم أُعِدُّ التوت لاستقبال العصافير
إلا إنني سأنتظرك
ستجيئين لي،
عارية الا من الحب
وعبر مروج الدهشة والخيال
سأفضى اليك بالوجع
لقد أمضيتُ خمسين عاماً فوق “جبل الحلال”
والبُدْنُ كانت تتناثر من حولي
حزينة هي أيضاً
شياهي التي تسير
في جوف الصحراء
الناي لم يعد يطلق موسيقاه الحزينة،
أنغامه التي تعرفينها،
أو ربما كنت أظن أنك تعرفينها
الغائب سيعود يوماً،
لكن الغياب طال
والموسيقا صمتت
والدموع
عند طريق لقبرٍ شاهق ٍ؛هنا
سَأّرقُمٌ نقشاً باسمكٍ
وسأُدَثٍّرُ معطفي بالحب !!.
*
رقصة التحطيب
( إلى صديقي الشاعر / عماد قطري )
من حقي أن أطفئ الشَّمسَ
وأشربُ الماءَ النَّیّئ الفقیر
فقط؛
لن أجرحكِ أیتھا الأبدیةُ
سَأَعِدُّ ولیمة الحب
وسأدعوھا لنرقصَ معي.. رقصةَ التَّحطیب الأولى
سنھتزُ بمھارةٍ وانتشاء
وسَنھرُبُ إلى لا مُحَدٍّ ھائلٍ
لِنُمَزِّقَ الھَیُولِيَّ
برفقٍ شدید..
وإذ نفعل ذلك:
لیس من أجلِ شھوةٍ ثَمِلَةٍ
أو نشوةٍ مَزھُوَّةٍ
فقط؛ نحاولُ
وھذا یكفي جداً.
-2-
أیتھا الفتاةُ الخرقاءْ؛
إِنَّ دمعتینِ أراھما من حدقة العالم
تصطبغانِ بكلامكِ المُرِّ
والخارجُ تَوَّاً مًن حِنْطَةِ الجبال
أیتھا الرقطاءُ الألیفةُ:
إِنَّ دَیجُوَرینِ لم یَفُتَّا عَضُدَاً لدیكِ
فامنحي المشتاقَ كأساً
وَبِضْعَاً من تَبْغِ البَرَاءَةِ المُدھِشْ..
سأطاولُ معكِ سماواتٍ تعبرنا
وسأقف مشدوھاً…
عجوزان نحن الآن:
القلبُ؛
وعُمْرُ السِّنِیِنْ.
-3-
یا لَكِ من قاسیةٍ جِدَّاً؛
أیتھا المتأرجحةُ فوقَ رُمَّانِ الخَدیِعَةِ
سأدعو لك الإله؛
ثم أنظر:
كیف ترحلین ؟.
– 4 –
عند موجةٍ بعیدةٍ شاھدتك
تُمَرِّرِیْنَ الھَدِیْرَ الھائل
تَغسٍّلینَ مَرَجَ الحَسُّونَ الخَامِدَ
والبركانَ القدیم
سأبحرُ إلیكِ الآنَ،
وبعد أن یَمْرُقَ الماءُ لَدُنْ سَاقَيكِ،
ستخرجُ شمسٌ و طحالبٌ
وَیَظَلُّ الحوتُ فى قلبي جَوعَاناً؛
یَخْبِزُ لِلْآهِ المُشْتَعِلَةِ
خُبْزَ الحیاة.
– 5 –
یا لھا من لَحَظاتٍ سعیدةٍ جِدَّاً
سأرقُبُ المطرَ الأَسوَدَ
وھو یتراقص؛
فوق خصرھا المتماوج
إن له مكاناَ بالطَّبعِ
فوق قلبها
بین مفرقھا،
وعند مشارف العینین
ربما كل ھذا،
وأكثر..
عَلَىَّ إِذَنْ أن أندفعَ فى حُرِّیَةٍ،
وأصیح.. سأظل أَصِیِحُ.. أصيح.
– 6-
سَأُمَزِّقُھَا بعنایةٍ فائقة؛
تلكَ التُّفَاحَةُ التي تَقْطِنُ ھُنَاكَ؛
خَلْفَ جزیرةِ ٍالروح
سَأَخْدِشُ قِشْرَتَھَا
وَأَكْشُطُ وجهھا بالنُّوُرْ…
سَأَصُبُّ علیھا عصیرى
وَأُعَمِّدُھَا الحبیبةَ إلى الأبد.
– 7 –
الآن أقولُ لكم: خُذوا جَسَدي
مِلحَاً لطعامكم
وزیتَ العِظَامِ؛أیضاً
لَقَد أَعَدَّتْھَا بیدیھا الحانیتین
مساءَ یومٍ، بعید..
ستعیشونَ سعداءَ
ولتذكروني..
– 8-
انتظروا،
أرجوكم..
لا أُحِبُّ القھوةَ مثلكم
سأقتفي أَثَرَ الوحدة
وسأجدھا
إن شاء الله.
*
حداء النهر العجوز
والذى يعبر المدى عبر شتاء أيلول،
كان محملاً بأشجار ” العادر البدوي “..
إنه الأبلق الخارج من أمكنه العتمة، ويبدو أنه حزين،
لا يَسطٍيِعُ مواصلة الرحلة، فالعرافة أخبرت قائد القطيع
بأن يدس له الحلوى في الطعام،
فربما تسعف الحلوى بطن الحيوان،
وإذا لم تفلح المحاولة
فلا بديل سوى السًّم الأليم..
هكذا كان يجرى مسرعاً، حتى لا يقع في براثن الحادي،
وتكون النهاية الأليمة.. إذ السن طاعن، والمشوار طويل
لازلت أراه،
لازال يسير لاهثاً يحاول اللحاق بالحياة..
سيجاوز أفق الدهشة عند نهر ” جيجول “
سيحارب التنين الأسطوري
ويقطع رأس الحية الرقطاء، المسالمة له،
هو هكذا
يجزى أصدقاءه الحميمين
لذا لن تُفلح معه نصائح الحكماء
فقط، هو فارس
ولا يصح أن تُلصق به صفة الجبناء،
ستشتعل النار حتماً، وسيكون شواء للغزالة لذيذ
بيد أن المدى فى اتساع،والصحراء قبر عظيم..
(ب)
أيها القائم فوق مدن البراءة:
متى تستيقظ من أحلامك الشوهاء ؟!
(ج)
ساقتني الساعات الحزينة إلى سباق ليس برائع
– على الأقل الآن –
سَمِّهِ صراع الثيران عبر الحضارات المزيفة،
وإلى شاب شديد اليفوعة والرجحان
اسمه – صموئيل هينتيجون -،
كان صاحب أفكارٍ ليست مثالية في الغالب
وموجهة – أحياًناً – لخدمة ” الأوروبيين “
ولست متحيزاً بطبيعة الحال،
كما كيف لي أن أشجب أو أرفض أو أ تحيز،
إذ قُدّر لي أن أصبح من سكان العالم الثالث..
ومع عشقي للثالث من مايو، يوم ميلاد حبيبتي الجنوبية،
إلا إنني سأصمت كالآخرين،
ولست بالطبع سلبياً،
وإنما طاعة السلطان واجبة،
والكَمّامَات تحيط بالأفواه.
سأطلب منهم بعضاً من الوقت، لا مزيد،
لأكمل كتابة القصيدة التي شرعت بتدبيجيها،
منذ العام الحديث،
هي ليست عن ” الحداثة ” و” الكونية “
ولا أعرف ” الشرق أوسطية “
ولم أٌشذِّب شاربي ” بعولمة ” رعناء
فقط أريد الكتابة، ولا شىء سواها أيها الأصدقاء ؟
الأصدقاء الموقرين جداً
والموقرين أحياناً،
ولا أقصد أصحاب المواخير !!.
( ج )
أيها” الديماجوجيون” أبناء حلف الأطلنطي،
حفدة ” هوليوود “
وأصدقاء عصبة النَّدم الخبثاء،
لست أهجوكم
فهذه سماتكم الحقيقية،
وحقيق بي أن أنعتكم بصفاتكم
– التي تعرفونها في الغالب –
وتخفونها في الغالب أيضاً:
سأنحاز لكم، وأصبح جباناً
وسأوافق بضرب ” أفغانستان “
” وليبيا ” و ” إيران “، واليمن، وبيروت…
أما العراق ” فلا “… ” لا،
إذ حبيبتي تسكن بين ” دجلة ” و” الفرات “
وأنا مصري،
أعشق النيل الخالد وأكره الموساد
وأحب ” ما وتسي تونج ” و ” بوذا ” و ” سقراط “
و ” غاندى”
و ” الطيب صالح “
و أدونيس…. ومحمد مندور؛ ومحمود حسن؛ أشرف العناني؛ حسونة فتحي؛ عيد عبدالحليم؛ جمال الغيطاني؛ ابراهيم داود؛ مسعود شومان؛ مسعد بدر؛ سالم شبانة؛ منير عتيبة؛ وليد علاء الدين؛ رمضان الحضري؛ حسام عقل؛ عماد غزالي.. سامي سعد؛ أبوبكر البوجي؛ هويدا صالح؛ فاطمة مُندي؛ عاطف عبدالعزيز؛ عبدالمنعم رمضان؛ حلمي سالم؛ رفعت سلام؛ جمال القصاص؛ صلاح البلك؛محمد ناجي؛ عبدالله السلايمة، صلاح فاروق؛ عادل محسن أرناؤوط؛؛ منير الشوربجي؛ حسام شاهين؛ حسين القباحي؛ سيد السقا؛ يسرى العزب؛ محمود خير الله؛ أشرف يوسف؛ صلاح نعمان؛ محمد المغربي؛ أسامة مهران؛ بدر توفيق؛ محمد آدم؛ محمد زبدان؛ صالح السيد؛ محمد عابد؛ عفيفي مطر؛ محمد الشهاوي؛ حسين دعسة؛ محمد الشحات؛ بسري السيد؛ محمد جبريل؛ أحمد شبلول؛ هشام البستاني؛ محمود قنديل؛ محمد الشافعي؛ محمود خبرالله، صنع الله ابراهيم، صلاح فضل؛ بلال فضل، جابر عصفور؛ عبدالرحيم الكردي؛ أحمد درويش، يوسف نوفل، أحمد أبوخنيجر؛ أحمد عبدالفتاح، جمال عدوي؛ ابراهيم الجهيني، عبدالستار سليم؛ السيد نجم، أحمد سويلم، السيد امام، سمير الفيل، عزت الطيري، أشرف عزمي، محمد التمساح؛ أحمد اسماعيل، محمود فخرالدين، ناجي العلي؛ وفلسطين ومحمود درويش؛ معين بسيسو، أحمد سواركة، سمير درويش، جابر بسيوني، صلاح اللقاني، البردوني، جابر سركيس، سعيد رمضان، الكابتن غزالي، عبدالفتاح الجمل، ابراهيم عطية؛ صلاح والي، صلاح السروي، عاطف الجندي، ثروت سليم، عبدالمنعم عواد يوسف،أمل جمال،عبدالحميد بسيونى،أمل دنقل؛ أحمد فؤاد نجم؛محمد حمام، سيد مكاوي، جمال عبدالناصر، السادات، الشيخ زايد، السعيد المصري، أشرف أبوجليل، خليل الجيزاوي،محمد صابر عرب؛ حسام كمال السلايمة،عاطف عبدالمجيد، درويش الأسيوطي،عزت الطيري،سعدعبدالرحمن؛، نادى حافظ، حمدي سليمان،السيد الخميسي،محمد عبدالقادر،وليد منير؛أحمد حسن، عبدالقادر عياد، أحمد أبوحج، سمير محسن،عبده الزراع،سالم الشهباني،حازم المرسي،وأخوه، أمجد ناصر، زين الشريف؛ رانيا النشار، ممدوح متولي، أحمد سراج؛ كارمن رحال،محمد برادة، فرج الضوي،غازي القصيبي، حمد الجاسر، فارس خضر، شريف الشافعى، مؤمن سمير،فؤاد قنديل،صبحى موسي، محمد مسنجاب، ابراهيم جادالله؛أحمد الشهاوي، عبدالعزيز جويدة، فاطمة بوهراكة، محمد آركون، سركون بولص،نجيب ساويرس، حسن حجازي،رفعت السعيد، سيدالبحراوي، الشيخ الشعراوي، البابا شنودة، نجيب محفوط؛… ومن نسيتهم فمن الشيطان؛ وعليكم بمعجم البابطين، وكتب السير والتراجم؛ ولن أنسي عبدالرحمن الأبنودي صديقي الرائع؛ ولا أسامة أبوالوفا؛ أو الشيخ محمدعايش عبيد، ولا أبى بالطبع؛ الحاج/ عبدالهادي محمد السيد؛ شاعر سيناء الكبير – رحمه المولى – وأسكنه فسيح جناته. آمين..
فلتصلوا على النبي العدنان خير الأنام سيدنا” محمد بن عبدالله؛عليه أفضل الصلاة والسلام. ولنكمل الحكاية الشعرية:
لست ” بالفلاح الفصيح “، أو ” تشى جيفارا…….
أنا، فقط، شاعر
أحلم بالحب والسلام
لذا صممت بيتاً من أشجار البلوط
كيما أسكن تجاه ” جمعيات حقوق الإنسان “العظيمة.
وأحب السلام و ” نوبل “، وأكره المزايدة..
فلم يخص ” نوبل ” الاقتصاد بجائزة “
ولم يكن يحب الكسور والقسمة
وسأرفض جائزة تمنحها “اسرائيل” لقصائدي،
إذ القدس عاصمة لفلسطين
فقط، أريد الصلاة عند جدران ” المسجد الأقصى “
وسأدعو المسيحيين، واليهود، للصلاة معي
الحضارة تدعو لذلك…
ولا مكان ” لحائط المبكى ” فالبراق.. البراق
ولا عزاء عندي ” لبروتوكولات صهيون “
وأحب أبناء عمومتي الفلسطينيين جداً،
عدا الرئيس،
فأنا لا أحب كلمة الرئاسة أو الملكية
وسأشارك المسيحيين صلاة عيد الميلاد المجيد
وسأصلي وحدى بعيداً،
وليحزن أنصار جمعيات السلام،
ولست مع تخبط أفكار ” نصر حامد أبو زيد “
وليغتالني رجال المافيا إذ كنت في السابق عضواً باليسار
والآن أنا عضو” بحزب الفقراء الشامخين،
وأقطن بشبه جزيرة سيناء؛ حيث النخيل شموخ،
وللعروبة متسع وبراح…
إن قمحاً سأزرعه سيصبح سلة للعالم العربي
ولا حاجة وقتها لدعم U.S.A
وربما سأدعو قريباً لطحن الحنطة والشعير
وأن يشرب الآخرون من عرق الأجساد
ويا ليت شعرى سيرددها الشعراء
إذ أن دولاراً من عرق شاذ ليذهب للجحيم
وليست بالطبع “ردة جوفاء،
وإنما العولمة ” و” أسعار البورصة “
يقتضيان افساح مساحة في الإعلام لاعلانات ” المحمول ”
ولتتاخم بنوك أوروبا ” باليورو”
وبالنقد النفطي العظيم !!
فقط سأكون الزئبق الأسيل
والنهر الظامىء… والطافح بالخير لكل البشر.
.
الأردن: 1/9/2013م
*
هكذا صدحت الغزالة بالغناء
لي أن أمتّع عيني من صبو سجادة
للصحراء اللانهائية،
أقيس كينونة الأشياء،
أكوثر رائحة جسدك بخمر محبتي..
إيه، يا ذات خيال مشرق كمدى خرساء !!
عند قارعة لطريق يمر بشفتيك،
أكون مستلقياً على بوابة غير مندوحة
واستقرأ سيمفونية للبهاء..
أيتها القائظة بجمر شهوة عذرية،
وغير بلهاء بالطبع:
مذ متى يضىء سنا البرق لك،
لتمشينَ عارية تماماً..
كموسيقا تنساب على سُرَّةٍ المرمر الميتافيزيقية ؟!
سأحلم بأنني غيرت أفكاراً
وابتنيت مصلى، ومحجاً، وتنوراً
وقصراً ومروجاً شيفونيَّةٍ
وجَرَّدتُ العصفورة َريشها
وألقيت عليها حناني، وغرّدت للصباح الجميل…
حسناً سأفعل حين أقبلك بين عينيك،
وأُريح هُدباً لمركبة تغادر صبوة لديك
كما سأفعل، وأهرب من الفعل كثيراً !!
سأحاول اللحاق بأشياء غير زمنية،
تسابق بشرتي المموجة عندي،
والرائقة لديك،
كما تدًعين عند مقابلة لي
وأحسب أنها كانت منذ ثمانية أعوام مرت
فلا مساحة فاصلة،
ولا أعداد وجداول فهرنتيهية
فقط، أحاول اللحاق بموكب للبهاء
يعيد للطريق مشروعيته،
وللفضاء هيوليته.. ولمعانه الَبَّراق..
لذا، عند مدىً قريب، سأفجر ينبوعاً
وأحتسي قهوة جسدك المقشعر…
أيتها الغزالة الرائعة:
إن عشرين ربيعاً لا يَفُتُّ عَضُدَ امرئ،
عندما يبدأ محاولة غير رعناء لحملك إلى الإفضاء
لفتى يفتل من رقاق الضوء أشجاراً خرساء
حيث لا طيور…
لا هسيس..
لا كلام !!
أيتها الأفعى غير الرقطاء،
والقطة الأليفة لدى ديجور مُغبَّش بمنمنمات الحُلكَةِ
سأكتب بأنني لست ملكاً لك،
وكذلك لست ملكاً لأحد،
وأحتفظ لنفسي بملكية مسلوبة، ومُوَشَّاة بضباب أثير،
وحالمٍ أيضاً..
عند منحنى للبراءة أكتب قصيدة للزمان،
عسى بعض ” اللقالق ” ينزعن شفقاً
لرتق رعونة، وشبقا للا شىء،
ممتع ومثير..
ولست بميتافيزيقي،
أو عارف بأصول للعلوم التجريبية
غبر أن قناعة لدهشة مفاجئة قد أحدثت،
في الكينونة الأولى أفكاراً،
ومساحات لفضاءات غير متساوقة،
ولا تتسق بتفصيلات خريفية،
أو تسع الفصول الأربعة !!
إن هودجاً من سرداب يفضى لكهف غير معلوم
هو أجمل – عند كثيرين أمثالي – من اللحاق بموكب
لأسراب طيور السمان المهاجرة..
لذا، شبهت نفس بطائر ” الفينيق “
الذى ينشر جناحيه فوق ركام لجثث الصمت المفعم
بركامات الدهشة الرائقة،
حيث لا حدود لمتعة محسة
أو معلومية لتهاويم غير متضحة المعالم
فقط، ينساب غناء حزين لسرب يمام
طالع من خضرة الروح،
فلا عندها تتضح رؤى،
ولا تنبت حنطة لوقت مفعم بأوار لتناغمات
غير مؤثرة في الرنين..
إذ المرآة تشى بروعة مغايرة،
وغير مثاليةٍ،
لكنها تنقل الواقع الحقيق…
والمُحتشد بنظمٍ ودساتيرَ محكمة،
وقد تبدو ناقصة أحياناً..
إن جمعيات حقوق الإنسان – في الغالب – توكل نفسها
لقضايا الشواذ، والمخمورين، وعبدة الشيطان،
ولا عزاء لدول مستضعفة
أو لأقوام عُزَّل ٍ..
إن أربعين عاماً من البهاء يغيرون حقيقة المجتمعات
ويذرفون الدموع ثخينة فوق قبور الشهداء..
كل عام أحتفل بهذه الطقوس،
وأكره ليلة رأس السنة
وأحب الثالث من مايو، وأنتظره كل عام..
لم أكُ إلاَّ جراداً،
يمر على حقول اللوز والمشمش،
والزروع التي يزرعها البروليتاريون “
وأستمتع بالنظر – فقط – للقصور الرأسمالية
الباهتة المعالم..
والله أقسم مع كل مجىء مطر،
بأن أزرع الحنطة والشعير
وشجر العادر والصبار
ليأكل الجوعى في العالم الثالث ” خبزاً مختلف المذاق
وهكذا وجدتهم يشيرون إليّ،
و يُكلَّلوننى الياسمين..
ولم أكن الوزير بالطبع
فالحمقى – الفضوليين – لا تُكتب أسماؤهم
في سجلات الدبلوماسيين
فقط العولمة آتية مع الريح الصفراء، والخضراء
واللا زوردية
لذا سأتلفع بعباءة أسموها بهزل:
” التراث ” و ” الأصولية “
وكنت مقتنعاً بهذا إلى حد العقيدة
ولم أسلم بضحك الآخرين..
فلست مخترعاً، أو شاعراَ يغزل للسطان ثياب هيبته الباهتة..
فقط اعتبرتني الجمعيات الخيرية من المتطوعين
ومنحتني إحداها وسام:
[ الخبز للجوعى، والماء للعطاشى والمسوح للزنوج ]
فبدا لي ” مارتن لوثر ” جالساً القرفصاء
يوزع صكوك الموت المغلف بسعادة فرنسية
غاية في الأناقة..
وكنت كفتاةٍ لإعلانات ” الماكياج “، وأدوات التجميل
ومحلات، البيتزا “
حيث تلبس الفتاة العباءة والبرقع
وتُرَوٍّج للتليفون المحمول، وأشرطة الكاسيت
، والفيديو كليب، ومواقع الأنترنت،
فيالها من مقارنة غير محسوبة لمثلى
لم يمر بتجارب العهر الحداثي النشط
حيث ” جمعيات التبشير ” وأنصار السلام ” المزيفين،
وأدعياء الصحافة، والكتاب العالميين
الحائزين جوائز ” لوديف ” ” و ” نوبل “
فمثلي يسبح فى خيالات الظنون
أيها الصحراويُّ:
أتيت من ” سيناء ” غير عابىء بتفاصيل الحداثيين
والمجددين، وأصحاب المواخير، والعباءات الفاخرة
فقط، شاهدتك بالأمس
تربط جملك الأثير في محطة ” رمسيس “
وتركب أول طائرة “لنيويورك “
لتعانق ” تمثال الحرية “
ثم تعود لتركب جملك المرابض كَدبَّابَة مدججة
حيث الصحراء متسع، والوقت فضاء
والجبال واحة مشتهاة…
عند شاطىء الصمت أراك
تُقَيَد مركبة أفكارك،
وتعيد الرتق للجسد المتهالك
ثم تغيب في سُباتك العميق
فتصبح حلماً وهيولياً
وعطراً يًهِبُّ َوَتكَسّر الأمواج
فَتُعبّـق سنامة الصحراء المترامية
ثم لا تكون غير نقطة لمساحة غير مُحَدَّةٍ
لحياةٍ متناهية
وسديم غارق في صمت ممتد،
رائع ومهيب.
*
جبين الشَّجْو
( إلى الشاعر والمترجم / مُنير مزيد )
ثم ماذا بعد لو ؟!….
أقاسمكم عزاء غير مبرر؛
وبالطبع سأكون الفراشة التي تمتص الرحيق
علّ هواء يجىء بتفاصيل أخرى !!
رأيته هناك؛
ذاك المٌتبدَّي فوق جبين الشجو؛
يقرع طبلة الصحراء العجوز..
الآماد شيفونية،
والموسيقا خرساء
إذ لا دوار يجيئني الآن..
ربما زخم يعرقل مسامات شبه مفتوحة؛
على كهرمانة الوقت؛
والبهاء يشرع أردية تموجاته
فوق يماماتِ رؤاي؛
فأعبر غير عابئ وأغيب !!
سأفترش مدى يحاصر خاصرة كانت لي
فتبدت من زقو وانداحت؛
شذراً كانت تطلًّ على جزيرة الروح الميساء..
أو هكذا هي،
تأرجح عذب زمانٍ يجىء بأقحوان لا زوردي ؟!
سأقفز
إلى
سلالم
النور
بقلب
صغيرً..
والأميرة، لماّ يتملكها سكون مقيم…
عند تكويرات لنجوم
وغياهب شبه مستقيمة
– في الغالب –
أعبر الفضاء الكان قد غبَّشَ بالياقوت
والجمر من شفتيها يسيل النور..
عبثا أجىء بتفاصيل أكثر سخونة؛
لو كان هكذا؛
لصار الكذا…!!
وتكون دهشة عذبة،وعذاب
وبراح أثير ممتد
رائق ورهيب
ومهيب أيضاً.
*
لتعبر أيها الملاك
إلى صديقي الشاعر الذي كان يسكن بجواري/ حاتم عبدالهادي السيد
صامت أنت؛
كالضوضاء الخرساء..
كالماء النيىء الأجوف
كالموسيقا المتكسرة على جدران الخوف؛
كالهواء الذى لا يجىء بعطرها
وكالنبتة المتألقة في ضوء تلظى بهجير متصل
كالموج المتأرجح فوق صبابات الوجد؛
كالآهات الباهتة
كالبنات المتشحات بالحلكة الزاعقة
كالأوراق اليابسة أنت
فإلى أي ستذهب ؟!
وماذا ستقول هناك ؟!
( ب)
أنت البداءة لنهاية مرتقبة
وأنت نهاية لكل قطرة نور؛
إذن، لتعبر أيها الملاك
فالروابي متسعة للفؤاد؛
والهواء لمثلك يكون..
( ج)
معلقٌ بين أوهام متناثرة
لا تعرف؛ وربما غير ذلك !!
أنت دائماً المتحرق للشوف والوضاءة
إذا يكون العدل؛
وتكون حياة هناك؛
هناك وفقط..
أيها العارف باللا شىء؛ وكل شىء
ستتلاشى كقطرات الندى النورانية
( د)
لأبراج متناثرة تقف ممتثلاً
فؤادك معلق بعينيك
تشخص بوقار وتتمتم:
واحياتاه !! ً
( هـ )
يا المتلفح بالأحراج
والمعشوشب بالضياء:
تسأل الأين عنها؛
يجيبك الشلال الضاحك
لمثلك تخرج الموسيقا
وتبدو الأيقونات شمساً وأشجاراً ظليلات
فاعلقِ – الآن -بالعبق، بالعبير البعيد
ستكون نهاية؛
وبداءة لحياة ممتدة،
وربما غير منظورة للرائين !!
( و )
لتيارات مسائية؛ أنتِ مصدرها..
أخرجٌ عارياً من آهاتي
أتذوق الرطب الشهي؛
والرمان المشقق..
من أجلك أنتِ؛ أجىء ” بشقائق النعمان “
و”النوق العصافير “؛
والزهور؛ والقبرّات..
يا طالما عاشوا واهمين
فلمثلي يبدأ الحائك صباحه
وكذلك حفار القبور.
*
ولازال البركان يجأر
موسيقا صحرائك؛
وآهاتك العطشى؛ ودموعي تسقط الأمطار
ربما أسطيع الصمت؛
والبركان لا زال يجأر..
سأكون قميص الرؤى
ولن أخترق فؤادها؛
فقط؛ سأوزع الأشلاء على رفات قلبي
وأضعك فوق الحناء بروحي؛
وأمزق الشريان
( ب)
حين ودعت ” جولييت ” حبيبها المدلل
قالت:
سأحبك ما حييت
فكان موتها قبرة
وحبيبها طائر غريد
( ج)
كعابدة فى صحراء موحشة تسيرين
وربما تقفين مثلى بين مفترق واحتراق
ستحنين لدموع شمعة ثخينة؛
أكون مثقلا بالجراح
هل تغنين على قيثارتك الآن ؟!
ربما كنت ممن أصابهم الصمم مبكراً
حال ذلك خرجت؛
ورتقت قميصاً للخجل هناك؛
ثم نثرت النجوم فى سماء للعتمة كانت تنحو ببطء
فأينا أجدر بالحياة ؟!
وأقول ” بالطبع أنت
أنت.
(د)
لن أجرح مساء النور بظلام غير متضح للناظرين
ولن يخرج ديجورك مكتملاً كالهلال..
سأعطر حواف فؤادك بشفتين طازجتين
من لدن مليكة الحقول؛
سأناديك: الماء
و
الجداول
و
الدخان
وسأعبر إلى سديم يسعني
حتماً سأجد سعادتي المشتهاة
( هـ )
أخيراً؛
سيذهب الطلاب إلى مدارسهم
غير فرحين ببرودة الطقس
وأنت تنظرين من الشرفة
فيا لصباح الزبدة الطازج
علُّ شجرة ” النبق ” عند شباّكك الملون؛
ترسل لى بثمرات ” رطيبات؛
لروح دانت لقطاف
إذ البراح مهيأ للخروج
والموج بالبحر يسير
والشمس فى المنتصف
إن شروقاً كهذا لا يقاوم
أيتها الجنوبية المشتهاة.
*
قيامة ُ الميتافيزيقا
( اهداء إلى أ. د / محمد زيدان.. جار السيد البدوي بطنطا )
يوماً جئنا إلى صرح الأبدية الرهيب؛
نجادل الوقت؛
ونحتسى قدح الدهشة الصامت..
وإذ باغتنا باب الحب؛
ومضينا إلى براح لا ميتافيزيقي
رأينا المدى ينداح منكسراً
على جناح ” طائر الرخ ” المتوهج؛
عند نهر ” الجانج العظيم..
وعلى حين غرة أحدثت فى فراغ المحبة شرخاً
– وكنت حقيقة، فضولياً وأثيراً -،
فرأيت الأصوليين يتشحون ببرد
والعرافات يجلسن قريبات من البخور
وعيدان اللوز الخضراء..
حيث الشموع وأجراس الفرح الكونى؛
وموسيقا الصمت ولا عزاء للآتين أمثالي؛
من أبوابٍ لماضٍ سحيق..
عسى الأشجار توقظ فتنة البللور
واللازورديون يجيئون الآن
يستوقفهم شمخ لنخيلٍ عاتٍ؛
يسبح للإله العظيم !!
أيها العُزَّل إلا من أفكارهم المشبوبة:
أستميحكم العذر؛
وأنا أرتق على أيديكم رتق الخلود..
إن عشرين مساحة فاصلة
لا تكفى لاستحضار الزئبق الأثير
ليسيل على نهر اللذة الأولي؛
لقلب عاشقين جمعهما الهيام اللذيذ
فلا تندهشوا من قول لدىّ وقولوا:
إنها الحرب لا مزيد !!…
أيها الكسالي؛
شعراء قصيدة الواقع
بكائي عليكم يطول
ولست مثلكم بالطبع،
فلدىَّ موسيقا تطنّ على طبلة الصحراء
حيث الفراغ في المدى كالرّتق المبين
فتهيأوا؛
وأعدوا شراب اللغة العمياء
للعام الجديد..
إن عصفوراً يمر ّمن بوتقة؛
أو من كوةٍ رعناء؛
لجدير بأن يعيد موسقة للجمال؛
وللأبدية المشتهاة..
لا غضاضة إذن في اعادة البكارة للضوء؛
والسخونة للبحر؛
والسعادة للأشقياء..
لن أتجول معكم في طريق ” لا نهائي؛
يشى بالحلكة..
بيد أنى سأسير بمحاذاة ” نهر الدانوب “
أوشوش الأحجار؛ والصدف واللؤلؤ
وسأوقظ الحمأ المقيم بباحة الوقت المسجور
برواق كان للعتمة متكأ ذات مساء
إذ غادر صبوة الموسيقا،وانهمر غير عابىء
بالضباب الكثيف
ياهيولي الغضب؛
يالتقلب الأمكنة،
ياالسرمدي:
صب ّ غضبك فوق هضبة التأرجح
وافتح مساحة تصل القاصي بالداني؛
والشمس بالقمر
والأرض بالموتى
وتهيأ..
إن صباحاً سيغير سرة العالم
فتكون صيرورة أخرى لحياة مبهمة؛
حيث لا كينونة تكون
ولا صفحة تَشاهد لخد الماء الطريّ الجميل..
لا عليك من كل ذلك،
وتهيأ لملاقاة عذبة
حيث يخضوضر الميناء،
ويكون متسع لحياة متناهية
وهادئة جداً
وجميلة أيضاً.
*
كونى برداً.. وسلاماً؛ على حبيبتي
( إلى الشاعر الشاهق / أحمد عبد المعطى حجازي)
عسل لعسجد الشفتين؛
يُسَيِّل البللور المسجور..
إذ تفتح في مسام قميص نومها كوة؛
فتخرج شمس زاهية بالعبق..
وهى التي بعثت الصقيع للجسد
والموسيقا للروح..
إنه الإكسير المانح كيمياء الحب براءة الصمت
فلا يجىء شهر ” مايو ” إلا والعصافير
فيتهيأ ” الوادي الجديد ” لمداعبة؛
وضحكات تخرج من ” الغرود ” الطازجة..
والأميرة بطعم العبير؛
– وهو اسمها –
طازجة كانت؛
ومهيأة للبوح
والثقب في جسد الجنوبية يطفح بوردة للبهاء
والحداثيون يجيئون قبالتها، ينتظرون..
آهٍ؛ أيتها المتأرجحة على سرة الأيقونات !!
كيف تبيحين وجودي بغير طزاجة؛
على ورد مرمرك الفتان ؟!
أيتها السمراء الجميلة،
أقول: زهرة الأوركيد “..
إن الشتاء – الذى تحلمين – عجوز؛
وغير مناسب تماماً
والأمطار توالى عزفها التراجيدي، ولا مكان للقمر هناك..
أيتها الخضراء المُسَيَّجَةُ بأقراط اللجين الذائب:
منذ متى تقفين هناك ؟!
لدى شاطىء الموسيقا انتظرتك؛
ولكنك لا تأتين مطلقاً !!
وربما تمنعين طيفك المجىء لدن روحي
أقول:
لا الميتافيزيقا عادت تستلبني؛
إذا الواقع مبهم وغريب
وأنتِ أيضاً كذلك..
سأخبر الشتاء بموعد عيد ميلادها؛
ساُمره بإسقاط النار على مدينتها
وأقول للنار: كونى برداً
وسلاماً عند عتبات بيتها
فلا تحترق اللبلابة الممتدة بيننا إلى الأبد..
فلا انفصام مطلقاً؛
لا انفصام..
سأشرب قهوة الصباح من شفتيك الطازجتين؛
كوجه الزبدة النارية،
وسأقتسم النكهة مرتين:
مرة ً من شفتيك الحمراوتين كثمرتي توت برى ّ؛
وثانية بطعم العبق الآتي من الجنوب
إن له طعماً ومذاقاً لم تجربوه مثلي
فالأثير سجادة لامتداد يكون؛
ولا مكان للتلاشي هناك
فقط بعض هدوء مدهش؛ ولذيذ أيضاً..
أسميتك جارة الروح الأثيرة؛
فكنت الخفقان والسويداء لحبة القلب؛
المزهزهة، والمزهوة..
تعبرين – كل عام – قارة جسدي، مساء الثالث من مايو دائماً
أكون وقتها ربتت على كتفيك
وأشد على يديك الصغيرتين؛
كأب يحنو على صغيره،
وكعاشق مدله أضناه الوجع والبعاد
فاتركي للروح العنان عند شجرة البوح هناك؛
فلا تثريب عليك الآن
لا تثريب..
الجسد عطشان جداً
والموسيقا لا تزل تطنّ
تطنّ
والفؤاد حرون.. حرون
قلت: الأميرة أنت..وأنا الفقير إلى جسد المرمر
فمتى يكون الغناء؛
ويسود ظلام جميل ؟!
للماء سخونة الجنوب
والجبال أوتار الروح
والألحان رموز المحبة
فلماذا تهربين دائمًا؛
ولأىّ سوف تذهبين ؟!
الحناء بكفيك كخاتم للحب
بإصبعي؛
فلا ترتقي المُسَجَّى بالفؤاد؛
إذ الرّتق هناك لن يجدي بدون خفقان..
(…… )
كل صباح أشكو لها الأشياء المثقلة؛
على الكاهل والكاحل؛
كانت، وأشعر بذلك، تهزأ بحديثي وتظن،
وكم يظلم الظن الكثيرين..
لا زال صدى بمسامعي:
سيجتمع الشتيتان بالمشيئة؛
وسيكون لقاء حميم؛
وساخن؛
هكذا خبرتني العرافة؛
ولا عزاء للمحبين..
أنا؛ وأقول عن نفسى، ودون خجل -؛
مثل الذى ترك الصحراء،
وذهب لصحراء أخرى..
عله يجد المأوى،
ولا شىء يطفىء الظمأ سواها..
فماذا أعددت لها من تكايا ومساحيق؛
وهل أعددت منزلاً وأساساً لحياة جديدة ؟!
لا شىء !!
لا شىء.. تقول ببساطة شديدة؛
لاشىء !!
أنت إذن ظالم لها؛
وهى ليست جديرة بك مطلقاً.
*
عصفور العزلة
( إلى صديقي الشاعر / محمد ابراهيم أبو سنة )
ماذا بإمكانك أن تفعل؛
والعصافير غادرت صبوة روحك المُنَدَّاة ؟!
عَلَّ موسيقا تستقطب الروح،
أمام قوس الحكايات الطازج دائماً !!
مسامراتٌ يجب فَضَّها
وفضاء يجب إبانة ملامحه الآن..
رتقت مساحة شاسعة من هيوليٍّ ّ للصمت؛
وصادفتً فراشاتٍ متناثرة؛
ودماء تسيل بحدة على خد الصخور الملساء..
عَلَّهُ البرق كان؛ والماء لما يطاول جبهة الصباح
ويبدو أن شقشقة لا زالت تغبش الأوتار !!
ترف عصافير روحي؛ بعبق لشذاها الأثير..
ربما تبوح بسر للقاء؛
وحينئذ سَأُرَقِّعُ سُيمفونية العزلة؛
بتقوقع داخلي محسوب للغاية..
أحسب أن الوقت ضحى؛
لذا سأغادر صبوة للبهاء
وسأعبر لانهائيات ممتدة، وأبوح..
كان بإمكاني أن أفعل المزيد، ولكن…
أقوقع الروح داخل الجسد الميتافيزيقي؛
وأخلد إلى الهدوء
عزلة بحجم سماوات
وواحة موسيقا وهواء مريح، وشموخ
لم أك أدرك أن الوقت حرون
والفضاء براح…
سأمازحها لحظة وأغيب
فربما يكون لقاء؛ ربما !!.
*
رسائل الجنوب
( إلى صديقي الشاعر/ د. علاء عبدالهادي رئيس اتحاد الكتاب العرب)
سيدى؛
لست بمستبق أي شىء
فقط أخاف على أشيائها الغالية..
إن تذكارات وخطابات خالدة –
في الروح تعشش –
هي الدنيا بما حملت؛
وما حملتها شيئاً لندم مستقبليّ ّ
إذ الحب انتشاء
والصمت مدى
والحياة لقاء وافتراق؛
ربما !!
-2-
أقذحُ عبر ليالٍ فى الفراغ؛
فلا أشاهد غير ترتيل ودوار؛
وبوحاً لصحراء تكتسى الوحشة
والطين يزعق بحدة..
أنتفض….
وأشعل النار بقلب الحطب الجاف
وأستلقي على رمال تئن؛ ولا أفرّ،
إذ الحية الرقطاء تُجاهي
والذئاب أحوالي
ولا من صباحٍ يجىء !!
إنها القيامة – حتماً – بالروح تكون
فأستسلم للعزف
وأكون الألق المستعر؛
والضوضاء الخرساء
فما الذى جنيته سيدتي حتى تعاقبين الفتى المارق ؟!
لا خطاب يجىء؛
ولا عطر يفوح؛
ولا انتشاء !!
حسبتك تغازلين الوقت؛
تقطعين طرف ضفيرتك،
لتضوع رسائل الغرام بشتاء العشق والهيام..
حيث المطر سكين؛
وحيث المساء رنين لصمت يمطرني؛
ويمتد طويلاً في حديث آسن
وغير معلوم لدىّ !!
-3-
كوثرت طريقاً يصل الشمال بالجنوب؛
فاخضوضر الحب لبلاباً على حواف القلب الحائر
فأي شىء تريدين،
أيتها الكستنائية الرائعة
ابنة الماء والعصافير ؟!
ربما أحلم بانتشاء
وربما أريد طعام العشاء من يديك الصغيرتين
وربما أريدك أيضاً لملاقاة غير عاطفية
فمثلي غريب الأطوار؛
لكنني أحبك فافعل] بي،افعلي
افعلي…… !!
-4-
أسميتك الأميرة؛
وكنت الفارس الذى لا يجىء..
عند شاطىء الموسيقا التقيتك
فأي لقاء هذا ؟
وأي جمال ؟!
-5-
لم تبتسم الوردة لمجىء العابر؛
ولم تفتح رداءها لمرور..
-6-
لن أغامر أيتها السمراء الآتية من جبال البراءة،
حيث العابرون أمثالي؛
لا يدهشون لأفعال الحسناوات
شيئاً ما لم أعرفه بعد؛
وسيخبرني قلبك، بعد قليل..
فلا انزعاج لدى ّ..
فالفضاء الذى تنثرين عليه ضبابك؛
قد انقشع على جدران روحي؛
وتهيأ،
فماذا تنتظرين؛
وإلى من ستعطين الكهرمانة المضيئة،
عند الليل الحالك السواد ؟!
-7-
ربما لست المشتهى لديك؛
وربما أكون ذرة الروح؛
وصفاء اللمعان..
فلا تغلقي عينيك على أقواس الريح؛
فالفضاء الذى نسج حولنا أقاصيصه
لن يعود..
فخبريني: ماذا عن الغد ؟
وكيف تفعل العصفورة بأليف مسالم؛
وبعيد أيضاً ؟!
-8-
أقول:
عندك كل الحلول
وليس لدى سوى نخلة عجوز
ووتر وحيد !!
-9-
البطة التي طردتها قريناتها لسلوكها الشاذ
أتتني باكية وشاحبة؛
فأهرقت هيولياً لمجيئها؛
ودلقت السماء على الأرض
وجلست أواسيها فى مصابها الأليم
-10-
إن انكساراً يحيلني لوريقة تؤرجحها الريح؛
فهل يتلاشي الوقت للحيرة الماضية؛
كضباب غير معلوم ؟!.
ربما…
*
أبدية الحب
إلى أساتذتي:
( أ.د./ محمد حسن عبدالله، أ. د. /يوسف نوفل، أ. د / عبدالرحيم الكردي أ. د/ أحمد درويش )
( لن أعطى الوردة إلا للذي يستحق
وثمن وردتي غالٍ وثمين )…
من أجلك أنت فقط
سأطبخ القلب في مروج الدهشة
ثم أوزع الحساء
سأقبس النور بكف مرتعشة
ثم أقذف بك عالياً
باتجاه النور..
سأجئ بك
ذهبية أنت كالنار والنحاس
تشبهين قطة صغيرة،
وأشبه الذئاب..
………..
ما الحب إذن يا حبيبتي ؟
اسأل عن ماذا يمثل موعد اللقاء الحميم ؟!
إن دهشة البراءة وسحر اللقاء يحوطان العاشقين
فلا وجود لزيف أو مراء..
إن القلب يصبح مفتوحاً ككتاب ملئ بأشعار الغزل الصادقة…
إيه.. ياالتي أسرجت لديها سرج جوادي الجامح الرءوم:
كم أتوق إليك؛
أيتها الأميرة الفرعونية
ابنة الماء والعصافير
تقولين: التوت غير مهيئ لاستقبال العصافير
وأقول: الأمل، ولا شئ سواه
إن عشرة أعوام من بهاء الحب؛
لجديرة بأن تخلد عشقنا فوق لبلابة الحياة..
سأصرخ في الأبدية؛
وأرسل الألحان تتهادى لديك
فاستمعي؛ وأعيدي رُبَى الذكريات
سأقول: أنت كل شئ
محقةٌ… في كل شئ
وأنا جَوَّال بدويٌّ؛ يبلور الآهة خلف الشمس الحارقة..
سأقول: أنت الكون الخافق؛
وأكون السحابة التي تحمل رتق اسمك الخالد..
أنت المشتهاة لديَّ؛
والسوسنة التي تضئ شعاع القلب الرقراق؛
كيف تستبيحين دمى وأنا فارسك الأوحد ؟!
سأهرق الماء عند قدميك الطريتين؛
وأقبل وجهك الطازج مع خروج أشعة الشمس الذهبية
أنت القدر الذى اعترض حياتي ؟
فأحالها إلى جنة خضراء
وأنت سنبلة الحقول؛
وزهرة عباد الشمس
واللوتس؛
وأنا صبارة تنمو لدى قبور المساء
فيا غزالتي الشاردة؛
ويمامتي المحلقة:
متى تعودين إلى عرين الجسد الظامئ ؟!
ومتى تطلين على ّ؛
ولو من شرفة النافذة ؟!
سأنتظرك ما حييت
يا أميرة الجنوب
ياحبيبتي المشتهاة.
*
طلع الحب علينا
إلى صديقي الجميل أ. د / رمضان الحضري
الموسيقا التي تطن في فراغ الرأس،
موجعة جداً..
إذ النحلة لا تستقر على مْحَدٍ هائل، أو فارغ تماماً.
يا إله البراكين والغيوم والصداع:
أمطرنا بالأمان حتى نستلقى على بوابات الدهشة
ونصلي لك طائعين..
-2-
لذة تلك التى تأتى من الآهة،
أم وجح التشهيّ،
المدى زاعق وأثير؛
والعزف آت…
-3-
أيها القلق الخارج من رحم الحقيقة
موسيقا أنت وهودج تكون لنا عند القيظ،
سأهتبل فرصة لأغازلك
وأحتسِي القهوة في سكون !!
-4-
دخان يملأ العربات؛
كثيف جداً بروحي
انه دخان الحبيب
-5-
صيرورة هذه تطل من مرافىء الحنين !!
سأداوم الصعود إلى جبل يعصمني من المارة،
والأشياء..
إن عنفواناً برأسي يفح ّ،
فيطل الأفعوان..
-6-
أيها الوقت
حزين أنا -جداً – ومتعبُ كذلك؛
فماذا ستفعل من أجلى أيها الحبيب ؟!
-7-
سأقول: أنت جدير بالصحراء؛ ورمال البادية الأصفر
حيث الإبل سحاب يتهادى
على سرة الرمال..
والله.. لن أجئ ثانية إلى مراتع البدو
حيث هم والإبل يرتعون بذكاء
فوق خّدّ الرمال الناعمة !!
-8-
بين الخلوة والجنون،
أكون في المنتصف تماماً..
كل يوم – تحديداً – أصب الفراغ،
في كأس الدهشة الصامت
فيرتفع وجه القهوة بالضحك !!
-9-
فورة تلك، أم نار تفر
سأراقب المكان خلف شجيرة الوقت،
سأقضي حاجتي هناك..
لا مفر !!
-10-
عبث أم أقدار تدفع بك إلى الصحراء ؟
أيها المطر الأسود المتبل بالطين:
عندما تموت العصافير أراك
سأتشح برد العرافين من أجلك،
وسأغدو والسكون إلى كهفك المميت
-11-
أيلول الزاعق الجميل،
قتل أمريكا برصاصة فقط
فيا أيلولَ: يا أيلولَ
لماذا فعلتها يا أيلول ؟!
-12-
ربما عزف يجد فرحاً طفولياً،
بالقلب الآسن !!
لكن طريقاً للحزن أراه..
مسكين أنت يا صديقي المراوغ
تقول: تلد الأمة ربتها !!
وأقول: آخر الزمان؛
فتصر على رأيك
ليس كذلك يا صديق
-13-
الضحية في المعيد قائمة
والهيكل لمَّا يتصدع بعد
هكذا يتوهمون..
-14-
سأردد في انتشاء:
طلع الحب علينا..
*****
القسم الثانى
قطيفة الحب
( إلى الشاعر الجميل صديقي الراحل/ فاروق شوشة )
والتي تعرف أنى ملاقيها
تلك المرأة الغارقة بالشهوة؛
العارفة بكل التفاصيل
هي لك الآن تفتح الشبابيك
هواؤك لم يعد مترباً
عاصفة هي.. تهز كل شىء
وأنت صقيع برئ
لا… هي قالت: سأرحل
فتجمع خيوطك الواهية
وتتثبث
كم قالت لك كثيراً: الغبارَ.. الغبار َ
وأنت لا تعرف كيف توصد النافذة !!
-2-
المرأة التي قربتك مرات عديدة
تسحب رداء محبتها
وتُقرّبه لآخر يعرف طرق الهواء
كالذي مر على قريةٍ خاوية أنت
وهى حافلة بالمرايا..
ثريا حاملة شمعة الكون
رمان بالكاد يسع اليدين
موسيقا وثياب رقص وخمر..
أين أنت يا بدوي المشيئة ؟!
أنت لها
وهى ليست لك، فابتعد..
هناك حيث اللوز تراها
مشبكة طرف الثوب النحيل
تكشف لك عن أشياء ثمينة عندها
وأنت تنظر بعين طفل..
قالت: أريتك، ثم ماذا بعد ؟!
قلت: المزيد
هئتُ لك فاقطف
لا، أريد المشاهدة
أنت إذن لا تدرك السر..
الخمر فى الفوران،
والزيت في اللحاء
والأواني ليست مستطرقة
لا قرقعة أضلاع هنا،
لا هشاشة هناك..
أراه كالموز يكون،
ورائعاً كبرتقالة مدببة
ماذا إذن تريد ؟!
خذ كل شئ، كل شئ
واتركني لأرحل.. أنا ذاهبة هناك
القلب جمر الصحراء المتقد؛
والجذوة؛
يا للجذوة من دبيب !!
سأشق على نفسى و أضُوع؛
ثم أرتمي في فراش النار
كفراشة تريد الدفء والاحتراق..
أنت أحرقتني؛
كشفت لك الحجب فلم ترتق
أد نيتك لم تقطف؛
حادثتك فكان الصمت
قربتك فلم تمر
ولم تمرر..
فرشاتك كشفتني، ما مزقت..
وما انتشيت
تقول: الحب
يا لك من أبله.. تعس
أحببت سراباً، لا مزيد..
الحب يا سيدي فى الاجترار
في” التشيؤ ” فى الضخ
آلاتك معطلة
وأنا أريد..أريد..
ماذا أقول لك بعد ؟!
طفلي المدلل فوق رمان الخديعة
لن تمنحني الماء ؟
لن تناول القشرة الزغب
قشدتك رائعة؛
ومذاقك سرمدي..
أريد مزيداً من الجرأة
ماذا لو أزلت القشرة وكشطت وجه الزبدة
وأعطيتني الأثير ؟!
أمطارك على الورق دائماً؛
وعيونك معلقة بي
تبًا لى.. أنا المخدوعة
ثم ماذا ؟!
تبحث عن الزواج والوثيقة..
أي وثيقة تزيد ؟!
العربة أمام الحصان
والحصان وسط المعركة والسيوف مشهرة؛
اغمد الآن سيفك في المنتصف
في القلب تماماً
هل تعرف طريقة كهذه ؟
سأعلمك هذه أيضاً
أتقول غير مدرب أنت !!
إذاً لماذا شرعت ؟!
المبادلة فى النور كالسيوف المتعانقة
وأنا أريد رقصة السيف..
لن تأخذني إلا بالعنف
لا الشعر يجدى هنا يا صديق
كن خشناً
لم أقل الشبق اللذيذ
فقط الشفة فوق الشفة
وليكتمل الإطار..
لا أريد لزوجة صماء
أريد كوب حليب دافىء
لن أستحم معك بالطبع
أنت أعلنت ذلك مراراً في أشعارك
فلماذا تُصر على أن تكون فى المقدمة ؟!
سيفك من خشب
ورائحتك صحراوية عَطِنَةٌ
وأنا أحب الصحراء الرَّنَانَةُ
والسيف….
لا تعرف العزف بعد !!
سأنتظرك حتى تكبر
سأدرب أعصابك المتعبة
وعندما تكبر وتنتصب
وتكون مستعداً.. سأهرب
لا لشئ، وإنما لأجعلك تشعر بزهو الانتصار
وأتجرع أنا الهزيمة
مرتين.
*
القديسة
أيُّ طريقٍ أسير
وأي وجهةٍ أقصد ؟!
البلاد التي سافرتها منهكة
وأنا صلدة كالنحل الجبلي
أريدك فقط؛
أسمنتاً يبنى جدراني الخربة
قاراً يطلى مؤخرة منزلي،
وسواراً يقرقع ضلعي المكسور
أنت فقط ملاذي فلأي أذهب يا حبيب ؟!
أمامي الخبز والخمر؛
والرجال والعسس
وأنا اخترتك فقط
فقط؛ أنت…
أيها الحيوان الخشن
أريدك تتمدد فوق سرة الأسرار؛
ستقرأ كتابي الطافح بالخجل
سَأُعرِّفُك َ على حاناتي المترعة
على كأسي الناضح؛
وإفريزي المصقول
والشراشف الملونة..
سأطلعك على العُنَّابَةَ المُبتَلَّة
والزبرجدة المُسَوسَنَة
سأقربك من بُخار الإبطين؛
ومن ثنايا الطلح الهادر..
سأجعلك الأمير على عرش الوردة
وأفترشك كالفراشة التي تمتص الزهور
وأوزعك بين أضلاع مسائي
ستجول فى أقاليمي؛
وتتمايل فى تضاريس الروح..
عطشانة أنا فاشرب؛
اشرب..
كأسك ليست مترعة فتقدم.
-2-
لماذا أنا محرومة يا أصدقاء ؟1
الماء لديكم عذب،
والملح لي فقط..
شاهدوني جيداً
لى زمردة القرنقل
وطوَّاسِين َ؛
وسقاية
وعندي من كل شئ..
تقولُ: لست بعذراء
واقول: ماذا تعرف العذراء يا رجل ؟!
القمح في البيدر مطحون،
والشراب حرون وثخين
والطريق لديَّ مزهر بالريحان والفستق..
لا تحبون المغامرة إذن؛
سأغامر وحدي، وأراهن عليكم
أنت أيها الشاعر؛
أيها المخرج، والمهندس، والمتعجرف
سأريكم جميعاً،
الآن دور الشاعر؛ سَأُنَحيِّهِ عنكم جانباً؛
سأريه طرفاً من جنتي
وأحاربهُ بسيف الإغراء..
هيا.. هيا إذن؛
سأريك كيف تكتب الشعر على جزيرة المرمر
ستشاهد القوس البيزنطي الهائل؛
وجبال النعناع المتداخلة
أليس هذه من البلاغة أيضاً ؟!
” جميلة أنا، وساخنة ”
هكذا أصبحت تردد أيها الشاعر الأصولي
بالأمس كنت داعرة لديك
واليوم أنت فى حضرتي قديساً
تنحني – إذن – لأمنحك صلاة الجسد الناعسة
سأعطيك هذا؛
وحين تُقرَّبُ فرشاتك من القنينة
لن تجد غير الهواء..
ستعود لتخبرهم عن فتوحاتك الكاذبة،
عن اقترابك من قبس النور
و تدوراتك في فلك الانبعاج
سيأتون إلىَّ واحداً؛ والآخر
سيعرجون على حاناتي؛
سأعطيهم طرف ضفيرتي
سأسخر منهم جميعاً..
لن أعطى الوردة إلا للذي يستحق
وثمن وردتي غالٍ وثمين؛
أتدرون ما ثمن الوردة ؟!
آه ِ، لو تعلمون !!.
*
النشوة العارمة
الطبيعة؛
النشوة العارمة
الغزالات التي تفرّ من الضجيج
النجوم العابرة؛
النساء
المدى باتساعه
كل ذلك لى وحدى أنا
يا الله.. كم أنا غنى !!
-2-
نزق أم جحيم ؟!
كل هذه الأقدار قبالة روحي
والعزف؛
يا للعزف والجمال !!
آه…
-3-
أكتب؛
تستطيع أن تكون جملة
أن تضع الصفر فوق الصفر؛
والحرف تجاه الحروف
ماذا ستشكل إذن غير الهذيان ؟!
-4-
خرساء هذه الحياة فتكلم؛
تكلم يا صديقي
-5-
كلنا جوعى،
فلماذا نصوم عن الكتابة ؟
الأشجار تعزف،
وحدك تجلس هناك،
ترقب البحر من زجاج النافذة
سأجيئك بالماء الصامت،
والموسيقا الخرساء
فتكلم يا صديق
-6-
ربما تموت الليلة فماذا عن الأمس يا سيدي ؟!
-7-
الليل يفح كقطة
وأنا أفور بالمواء
هل رأيتم من قبل فتاة تفح ؟!
ربما !!
-8-
قطيع الماعز يشبهنا تماماً
الاختلاف في الغناء فقط
ولكن أين ذهب المغنى ؟
-9-
دمعة تلك أم كريستالة تنوح ؟
أصيحُ من أجلك، أخاطب الريح؛
وأجمع الأصدقاء..
سيكون شواءٌ للغزالة الآن
مهيب أن تأكل
أن تزعق، تبكي
إنها ما زالت حية،
وتغنى على عزف النار..
كيف أتركها هكذا ؟!
دمعها في عنقي يصوح؛
والأصدقاء يتلذذون
-10-
رائع ومثير أن تكتب الصفر في المنتصف
أن تشرب الدخان في كأس فارغ تماماً
ليس لأنك ثملاً بالطبع
ولكن الموت آت فتشبث
-11-
الموت سكر جميل
يتيح لنا التنزه حتى شارع الكورنيش
ثم يتركنا هناك !!
-12-
الفانوس الذهبي في يدكِ والشموع
توزعين أزهار اللوتس لدى الليل،
والابتسامات،
هكذا كانت كل يوم،
عجوز في عمر ” أثلة ” عجفاء
تطلق البخور، وتوزع الحلوى للأطفال
وتبكى عندما تراني؛
ما سر بكائها اليومي ؟!
لماذا أنا يا أماه ؟
لماذا أنا بالذات ؟!!
-13-
أنا لست كذلك يا صديقي
لست مفلساً كما تتصور دائماً
فلي منزل وأطفال وأصدقاء وحبيبة
ولي ديوان شعر
-14-
سهم باتجاه اليمام؛
وقرقعة بالضلوع..
النحلة تطنّ في الداخل
ويتوالى الطنين..
*
ضوضاء الوجع الشهي
لست أبلها،
قلت لي ذلك مراراً
أنت فقط تمعن المشاهدة
ربما ينطلق حجر !!
أما أنت، فربما !!
-2-
الذئاب جميلة جداً
والعواء أناشيد عصرية
هكذا تعلمنا الفضيلة؛
فمرحباً بالذئاب !!
-3-
حين ودعت جولييت حبيبها
قالت:
” كنت بليدة جداً فى مادة التاريخ
لذلك أحببتك ”
قلت: وأنا……
لست كذلك يا عبير
-4-
هي تلبس الحرير،
تصعد شاطىء الموسيقا لدى شجرة الصفصاف
تحبني بحرارة
مسكينة حبيبتي..آه لو تعلم !!
لو تعلم !!
-5-
لست خائناً؛
الجواد يصارع الهواء
والريح عاتية
-6-
القاهرة عاهرة؛
أحبها تماماً
مثلكم أيها الحمقى تحبون الأوطان
فلماذا تبصقون على حين أخرج نهدها ؟
وأُمصمصُ حلمتها ؟!
أنتم إذن تظلمون يا رفاق
-7-
الماخور الذى تركه الأصدقاء خاوياً
أحج إليه دائماً؛
ليس طمعاً في قنينة الخمر
وإنما نكهة الأحباب !!
-8-
قالت: سَمِّني أي شىء؛
ولكن كن أنت أي شىء
-9-
الصحراء قاحلة بالموسيقا
والدرب مترب وهائل؛
سأبص من شباك الوقت
وأشير إليكم
-10-
لست راحلاً في الغد
الأمس قريب يا صديق…
دع كل ذلك اليوم:
قهوتك الباردة /
دخانك المتبل بالضوضاء /
أصدقاءك الأشرار والحميمين /
والمرأة التي ستأتي لمضاجعة /
والأطفال الذين ينتظرون طعام العشاء
والسيارة التي بعرض الطريق / المصلحة الحكومية التي تعمل بها
دع كل ذلك للوطن؛
واهرب في الداخل جداً
ستشاهد ذاتك
قرر عودتك إن أرددت !!
-11-
أنت قنينة خمر
هم جاءوا للخمر فقط
تكفيني القنينة إذن
ولهذا أتيت..
-12-
في الكوخ يا عزيزتي
سبعة تمائم، وسبائك ذهبية
وعطر، وحرير، وتبغ،إن أردت
تريدين الجسد إذن ؟
لست كذلك يا صغيرة
فقط الائتناس !!
-13-
خبزٌ وحلوى
وشطائر من لحم مقدد ونبيذ
ستشاطرينني عشاء الخريف
أنت وافقت إذن
بشروطي ستأتمرين:
الساق للموسيقا
والخصر للنبيذ
والروح لي أنا فقط
ما رأيك في عشاء الخريف الآن ؟!
-14-
انظر إلى يديك
من لحم وعظم صنعت..
دقق النظر بعمق؛
بها شرايين أيضاً
دقق ثانية يا صديق
ألا تشبه ذئاب الليل ؟!
*
بروتوكلاتٌ سيناويةٌ
إن مزيجاً من ” كيمياء البروتين ”
سيؤطر لحياة جديدة
وهذه بالطبع أخلاق البيولوجيا
التي تحدث عنها ” كويتشيرو ماتسورا ”
– المدير العام لمنظمة اليونسكو –
وأنا الآن أعلن معه بداءة حقبة ” ما بعد الجينوم ”
فالجينات أساس الفكر الانساني
وتحكمها أخلاق ليست سوقية في الغالب
كالمؤسسات العظمى..
ومعامل الأخلاق التي لا تجدي
إذ دول العالم لازالت في ُسباتها الأبدي
تحكمها المثاليات، والقيم الرصينة،
أيها “ الليبراليون “ الذين أوقّرهم أحياناً:
إن نظرة ” للبروليتاريين ” قد تجدى كثيراً،
فلا ينفع الخبز للجائعين دون مياه
وبالطبع لن يطلبوا زجاجات “الكولا ” المثلجة
إذ أحلامهم تنحسر لدى بائع ” العرقسوس ”
وبالطبع هم سعداء،
وليسوا مصابين بأمراض “ الجلو كوما “،
أو سرطان المعدة “..
هم فقط يريدون الحياة،
ليس إلا…
ومع ذلك فهم غير مؤمنين بأن يقال:
“ إطعام الفم يسكت الثوار ”
إذ الثورية فى الشريان تضىء
لذا فلن يُحدثوا بالطبع مشكلة،
أو كارثة عالمية
وليس “ لأ يلول الرهيب “ الذى حاق بأمريكا،
أية علاقة بهم..
وليسوا – كذلك” بأصوليين ”
ورسولهم ” محمد ” العظيم..
فلا غضاضة إذن لدى ” هيئة الأمم فقط
هم يرتقبون ” رغيف الخبز “،
وهو ينضج داخل أفران الفقر الطينية
ومع ذلك فهم سعداء فرحين،
ولا علاقة لهم – مطلقاً – بضرب الصومال، وفلسطين
أو تقسيم السودان، وضرب العراق، وأفغانستان، وإيران
وهم – ليسوا كذلك – من دول ” محور الشر ”
الذين تَوَعَّدهُم ” جورج بوش ” – الابن –
إنهم عقلاء جوعى…
فماذا لو شبع الجوعى؛
ماذا عساهم يفعلون ؟!.
سـديـم
آهِ؛
وكم نظلم الآهَ، والآهةَ
والآهاتِ المسافرة !!
عدلٌ أن تقول- الآن- الآهْ
وحتماً يكون الحق؛
وستخرج الشمس للكون
ويكون الصباح
/ الأرض
/ الماء
/ السماء
وتكون صيرورة الأشياء
فنشاهد الإله
ونسجد طائعين
( ب)
يا بحر الأمواج المتلاطم ببوح لا يجىء
أغث ظمآن العبير؛
إلى عبرة بالكون السديمي..
ربما يعلوه زبد
أو تخرج له حوراء مسجورة
حليب الخلود !!
ستكون حبيباً
ستمجدك الأعالي
وتعيش في حضن السعادة سيداً وهصورا
ستغلق – أنت -عليك الدنيا؛
وتنير شمعة الحب الرّنانة
ستكون ثرياً بتطهرك
ستتجرد من قميص رؤاك العابر دائماً !!
( ج)
تقول:
في عيون الماء أراك؛
ظلا لهواجس ناقتي
وموسيقا لمربيتي الحنون
وملاكاً لابنة الجيران، وسرجاً لجواد أبى
ومطية لزهور الياسمين
لكنك فى كل ذلك، حبيبي
حول عرش الروح تهيم
أيها الغائب الحميم؛
والطبيب القاتل لمطببته السعيدة لموتها
على يديك؛
كنت المعشوق الذى دوماً؛
دوماً لا يجىء.
>
أرض الفيروز: 7/6/2000م
*
صوفيةٌ خرساء
ما الحب ؟!
سؤال ليس مناسباً الآن
أما عن الجسد وأخباره
والمرأة التي شقت نعناعها بإصبعها
والولد الذى ختن نفسه
والشاعرة التي فتقت أشعارها
والصبيُ الذى ضاجع أمه
والشيخ الذى وطأ الحسناء في المسجد
والراهب الذى اختلى بالصبي في الدير
والشموع المضاءة في كنائس ليلة رأس السنة
وأشياء كثيرة لن تحص، ولن أخبركم بها مطلقاً
أقول: أنا الآن هنا
في المنتصف؛
أقرع الناقوس للحسناوات
ليجئن للاستحمام فوق بحيرة العذاب
أنا فعلت ذلك؛
أنا قارع الناقوس
وطباخ السم يلعق الكحل؛
والمرأة التي تخلع قميصها عذراء
والفتاة التي تفقد الطراوة عذراء أيضاً
العيب فيَّ إذن؛
إذن ماذا أفعل وكل هذا لي ؟!
-2-
أريك كهرمانتي
وأريتها الصهد..
كان المتوشح الخرقة يعرف هذا؛
وكان يبارك العلاقة:
يجئ بالبخور
يسقى النبتة النامية / يحرث الأرض
ويغطيهما فى الليل..
أريتكَ وأريتني:
أين الرؤى إذن؟!
الفعل والأفعال
المضارعة والاستمرار؛
الاستشراف والاكتشافات ؟!
أريد التحليق؛
الجسد لا الروح
الروح وليست الأجساد
الضمادة لا الجرح
والجرح العميق..
كان صاحب الخرقة مشغولاً بالمشاهدة
يرى الكهرمانة المضيئة
والجسد المعتم
ويتسمع قرقعة الأضلاع
-3-
لا أنت بواجدٍ أي شئ
أنت فقط واحد من كثيرين
وربما لن تمثل شيئاً بالمرة؛
غير أنك موجود..
كائن يعيش على طرف المعادلة،
على النقيض من الشئ
أنت شىء، وكفاك أن تتنفس /
تأكل / تسير..
أما عن الحب: لا تسل
عن السعادة لن تعرف
عن الفشل: صديقك الحميم..
حسبتك تدق الرض بكقيك
تدكّ الجبال وتحفر أخدود وجودك؛
تجابه الصهباء ببردك
لست كذلك أنت أيضاً !!
مستسلماً كعراف؛
لا تعرف وجهة لطريق
كل الأشياء تشابهك
وأنت تشابه كل الأشياء
ولا تشبه أحداً كذلك
ماذا إذن يا صديق؛
ولماذا أنت مشغول الآن ؟!
-4-
عرياناً إلا من الحب تسير
عرفتك المدينة كلها،
وله أنت بها
وهى لا تعيرك حتى الخطاب
ورجل البريد لا يعرف وجهتك
تسير خلف شجرة الوقت؛
تنظر للوراء بعمق وتسير
عن أي شئ تبحث يا صديق ؟!
هي تجلس هناك بين القمر والعصافير
وأنت عريانا تسير
ماذا أعددت من فرشٍ وتكايا ؟!
تحب العصافير والريش؛
تسير بمحاذاة الشاطئ
تعرف أنك تحبها، تعشقها
لكن العصافير والريش
هل لديك ريشُ أيها العصفور العريانَ المَهيض ؟!
-5-
صحبتك المشيئة
راحل أنت إذا.. متى ؟!
الآن..
تقول بابتسامة هادئة
يا لك من ظالم للجرح؛
فعلتها أنت !!
حفرت العمق،
و تسيدت اللب وفتقت المسام..
تقول: راحل.. فى هدوء
أتترك الساقية تنعر دون مياه؛
والأرض بدون أمطار
والعصافير بدون حبوب
تقول: ستبحث عن الموسيقا !!
أضحك بسخرية الناي
عجوز أرضى يا صديقي..
إن نفقاً يمكن أن تطمره الرياح
وثوراً آخر يمكن له أن يدير الساقية
وضباباً قد يجئ بالأمطار
ونبتاً أزرعه سيطعم العصافير
أما أنا فمن يطعمني ؟
من يطعم الروح أجب ؟!
يا حبيب !!
-6-
قالت: سأحبك ما حييت
فينوس التى تسيدت لؤلؤ القلب،
أراها – الآن – فوق جواد الريح
القلب من سيزرع أركانه إذن ؟
والحب من سيبذر حبته هناك ؟!
-7-
رحلت حبيبتك، رحلت…
ستبك كثيراً..
تقول: ستغادر الأرض إلي مزرعتك،
ستهرب للبحر في الخريف
إلى الجبال والرياح !!
وحيداً أنت
تؤنسك الوحدة والقطط والخراف
تمسك فأسك لتحرث
تتحرك كالآلة العمياء
لا لست تشبه الساقية و النورج
وأنت كدودة القَزِّ فقط؛
لا تريد الخروج من الشرنقة؛
من العزلة الحمقاء
رحلت حبيبتك !!
ثم ماذا يا صديق ؟
الحياة: فراغ.. ليلٌ.. وبركانٌ أسود
والموت يزعق بحدة؛
لست واجداً أي شئ !!
هل شاهدت الله..؟!
هل واساك الأصدقاء ؟
هل أنتَ أنتْ ؟
ماذا ؟ هل تحلم يا صديق ؟!
لا تراوغ إذن،
لا تغب.. أشرق على الكون الآن
كن النور والصباح،
القمر للعشاق؛
والشمعة التي تنير الدرب الطويل..
تقول: بالأمس شاهدتها؛
حبيبتك الأولى.. ليست إلا الشبيه..
تشبث بالرائحة إذن؛ وتحمم بالطنين..
أنت لن تحرث الأرض مرتين
لن تبذر الحقل مرتين
لن تحصد الحب مرتين
ولن تشرب الخمر في كأسين
كأسك واحدة مثلك
وحقلك لك وحدك
والزرع للآخرين..
حزين أنت إذن !!
الحصاد ليس لك !
ليكن..
الهواء للآخرين فتنفس؛
الماء للآخرين فاشرب؛
الأمطار والسهول وكل ما حولك، ليكن
الكل للكل؛ وعزاؤك لدى الآخرين
أريدك فقط أن تبك
ستبكى وحدك إذن!!
وسأبكى معك يا صديق.
*
قيثارة جولييت
موسيقا صحرائك؛
وآهاتك الحبلى بدموعب تسقط الأمطار
ربما أسطيعُ الصمت؛
والبركان لا زال يجأر..
سأكون قميص الرؤى
ولن أخترق فؤادها؛
فقط؛ سأوزع الأشلاء على رفات قلبي
وأضعكُ فوق الحناء بروحي؛
وأمزق الشريان
( ب)
حين وَدَّعت ” جولييت ” حبيبها المدلل
قالت:
سأحبك ما حييت
فكان موتها قُبرَّة ٌ
وحبيبها طائرٌ غِرَّيِدْ.
( ج)
كعابدة في صحراءَ موحشةٍ؛ تسيرين
وربما تقفين مثلي بين مفترق واحتراق
سَتَحِنَّينَ لدموعِ شمعةٍ ثخينة؛
أكون مُثقَلاَ بالجراح
هل تغنين على قيثارتك الآن ؟!
ربما كنت ممن أصابهم الصمم مبكراً
( حال ذلك خرجت؛
ورتقت قميصاً للخجل هناك؛
ثم وشوشت النجوم في سماء للعتمة كانت تنحو ببطء
فأينا أجدر بالحياة ؟!
وأقول ” بالطبع أنتِ
أنت ).
(د)
لن أجرح مساء النور بظلام غير متضح للناظرين
ولن يخرج ديجورك مكتملاً كالهلال..
سأعطر حواف فؤادك بشفتين طازجتين
من لدن مليكة الحقول؛
سأناديك: الماء
و
الجداول
و
الدخان
وسأعبر إلى سديم يسعني
حتماً سأجد سعادتي المشتهاة
( هـ )
أخيراً؛
سيذهب الطلاب إلى مدارسهم
غير فرحين ببرودة الطقس
وأنت تنظرين من الشرفة
فيا لصباح الزبدة الطازج
علُّ شجرة ” النبق ” عند شباّكك الملون؛
ترسل لى بثمرات ” رطيبات؛
لروح دانت لقطاف
إذ البراح مهيأ للخروج
والموج بالبحر يسير
والشمس في المنتصف
إن شروقاً كهذا لا يقاوم
أيتها الجنوبية المشتهاة.
**
القسم الثالث
مدينة الحب
( إلى أخى / أيمن عبدالهادى السيد.. أبديةَ المحبة )
أيها الموتى:
استيقظوا بأمر الحب؛
الحب الذى يسع المدارات
الموتى / الأحياء
استيقظوا بأمر الإله خالق الموت والحياة
-2-
حبيبي،
أيها الموت المقدس..
تعال إلى جانبي
الآن.. الآن
سأجلسك في الحضرة
أهدهدك وأنام
سننام سوياً هنك..
لم يعد سوانا هنا؛
والآن هيا سريعاً
خذ كل شئ
فقط اترك شعري؛ والقلم الذهبي
الشِّعْرُ لمن َيدّعون بأنهم أحياء؛
والقلم تذكار حبيبتي التي مضت
فقط أريدك أن تطفئ الأنوار للحظة؛
بعدها سيتم كل شئ؛
كل شي يا حبيب !!
-3-
ما جدوى أن نكتب
أن نحلم
أن نعيش حتى على الحافة
ستقول: الكتابة تعادل الحياة؛
وأقول: ربما الموت أيضاً
ومع كل سنكتب؛
ونكتب..
مسكين أنت ي اصديق
لست مثلك كذلك
أنا أستمتع بأحزانك
بكتاباتك
تقول: ستنتحر !!
يا لك من أبله لم تدرك بعد،
أليست الحياة في ذاتها موتٌ بطئ للغاية
ثم ألسنا الأرجوحة والهواء ؟!
تندهش؛
إذن لست أنت الذى أعرف؛
فعليك أن تعاود الكتابة؛
من جديد،
من جديد يا صديق
افهم؛ أنا ذاهب إلى هناك
إلى المطر الذى يسافر
والرياح المهاجرة،
إلى الحياة التي تتسرب منا
إلى الموت الحق..
دعني يا صديق؛
دعني…
حبيبتك ماتت !!
– لا؛ هي هناك مع الأحياء..
سأغادركم غداً،
وربما بعد ساعة واحدة
أتدرون لماذا ؟!
سأذهب إلى حبيبتي
هي لم تمت يا رفاق
لقد زرت قبرها بالأمس
قالت:
أنت لا تحبني، لم تجئ إلى ّ
أنا فى انتظاركُ يا حبيب !!.
*
الأصدقاء
( إلى المهندس/ أسامة أبو الوفا.. رحل دون ضجيج )
عيناه؛
يا لعينيه من كنوز
لاذع كالنحل، و لذيد
يأتي قليلاً
كالهواء: نقياً.. ومُراًَ
هو هكذا يا رفاق !!
أين أنت يا أسامة ؟!
شغلتك الحضارة المزيفة
وأجهزة ” الكمبيو نت ”
تقول: يا نحس أقبل..
أضحك بمرارة الآه
فلو تعلم يا صديق كم أحبك
مبهمٌ أنت؛ كدرس الحساب
ورائع كنصوص التاريخ المقررة
سأجيئك بالعناوين
بالمجلات، بالكتب
وسأشهد ببراعتك
أنت باحث استراتيجي ّ
توزع كل مساء سيوفك الخشبية
ربما لنفيق،
وربما لنسايرك في أفكارك
ماذا فعل بك:” إدجار ألن بو ” الليلة ؟ً!
تضحك قليلاً
ثم تنفث دخانك الساخر
وتنسلّ من بيننا
نتابعك دائماً
ونحن إليك يا صديق !!.
-2-
في المزرعة بعيداً؛
حيث الزيتون المرابط كنواقيس الليل
أراه على أريكته
ربما يُكلِّمُ احدى الشجيرات،
يطمر لفافة ما !!
في الصباح جاءني خبرك الأخير
ذهبت للعزاء..
قالوا: كان شاعراً بطلاً، محباً، فيلسوفاً
أمسكت باللفافة وقرأت:
لست كذلك؛ بل قولوا:
كان نبياً بيننا يموت..
-3-
الأشباح؛
يا لجمال الأشباح !!
الصورة والظل؛
العدم.. لا ليس المقصود بالضبط
فقط الرمز.. النسبية المطلقة،
الأرجوان القرمزي
أنت إذاً الظل:
الصورة والأشباح
الشبه واضح تماماً
فيا لجمال المساء !!.
-4-
طرف الشئ جوهره؛
الصفر في المنتصف يجئ
-5-
ماذا تكتب ؟!
حروفاً تُكَوّن كلمات؛ وكلمات تكون جملاً
حياة تصنعها لمن ؟!
-6-
أنت يا القابع هناك
ماذا عساك ترجو ؟ !
جمعت كل شئ
أنت، شاعر، خطيب، صديق السياسيين
تحبك الفتيات؛ يشير إليك الأطفال
مسجل في كتب التاريخ، ومقررٌ على طلاب المدارس
أنت كل ذلك؛ وفوق كل ذلك. إلا قليلاً…
ماذا تريد منى إذن ؟.
لن أترك – الآن – قلمي لك !!
-7-
أنا عبدٌ
وأنتم يا سادة سادتي
لست بينكم بأمير، فاتركوني
شاعر أنا
هنا شئ مخجل..
سِكَّيرٌ أنا… هذا أيضاً مخجل..
إذن أنا نبي،
هذا غير مُتحقق..
لا شئ أنا،
هذه هي الحقيقة..
سأموت،
لا..
لماذا إذن ؟!
هكذا !!.
*
ظل شاعر
أنا المُوزع ُ دائماً؛
في المقهى تراني
في المنزل… لدى باعة الصحف، في منازل العاهرات
لدى الندماء بالليل، وعند شجرة المساء
أنا في كٌلٍّ أكون،
ثم أبحث بعد ذلك…
ابحثوا معي عنه
أنا؛ هو، ذا… الذى فقد ظله.
*
الموت
بطيء أنت
أيها الزاعق..
أريدك الأن !!
لا تأت خُلسة بعد عامين،
أحتاجكَ جداً هذه الأيام
-2-
بطلٌ أنا،
شاعرٌ كبير
قالوا عنى ذلك مراراً
لكنهم أنكروني حين قلت:
شاعر الفقراء !!
-3-
سميتك لا شئ..
فأصبحت شيئاً..
إنه الحلول الأسمى للسيدة: لا شئ
-4-
واحدٌ أنا
والحاكمُ يضع الصفر على الشمال
نريد أصفاراً كثيرة؛على اليمين
حتى يكون الشعب،
ويتحقق الدستور !!
-5-
القدس لهم؛
هكذا يكتبون
تبا لنا إذن… للقدس ربٌ ّ
ولنا حكامٌ؛
وهم سائرون !!
-6-
لا عليكم من كل ما أكتب
فقط أموت الآن..
لا تُشَيِّعُوا الشعراء
فربما تصيبكم لعنتهم الطاهرة !!
-7-
” ملعونُ من ُعٌلَّق على خشبة الصليب ”
هكذا قال ” يسوع ”
فهل صلبوه إذن ؟!
سنسأل يهوذا والحواريين
وربما ليس هذا مهما على الاطلاق
كي لا أُتَّهَم بالأصولية..
إن أمريكا عادلةٌ تماماً
وأوروبا عظيمة،
أما اسرائيل فلا….
ولهذا؛ رُفِعَ المسيح !!
-8-
آه؛ أقول..
ثم أعاود الكَرَّة… من جديد
-9-
والآن يا سادة:
رحل الماضي من بلدة جولييت،
لكن جولييت ظلت تولول على حبيبها المفقود
أراها الآن تناجيه:
ها أنا الآن وحيدة،
بلا ماضٍ يهدهد فؤادها..
كم أحبك أيها الماضي
كان اسمك كهيئتك
كنت أرى فيك الحياة
والآن ماذا سأنتظر،
لا شئ سوى الصمت؛
الصمت المخيف..
أرى الخفافيش تلاحقني
ولا من فارس يُعيد لجولييت حبيبها !!
لكن.. انتظروا:
أرى النور يأتي من الشرق
نحن الذين نصنع النور هنا،
هل نحن الذين نصنع النور هنا؛
فلماذا نُوقِدُ الشموع عند الفجر ؟ !
أنا الآن آتية اليك،
ربما أنت كل شئ
لا شبيه مثلك الآن
لا فرح.. لا غناء
سأجئ إليك حتماً
يومها لن أحتاج لشموع تضئ القلب
إذ الزمان والمكان يلتقيان
لا زمان إلا أنت
لا مكان إلا أنت
سأجيء
سأجيء.
*
عند شاطئ جولييت
رفعناك
فلا ترتفع علينا؛
ملكناك فلا تصفنا بالعبيد..
سنعطيك كل شئ؛
ولكن، إياك وأىَّ شئ..
الشيئ بالشئ يتشابه
فلا تُشابه أي شئ
وتشبه بالأشياء:
إياك والهواء؛
إياك والمُواء؛
إياك والجاثمين عند شواطئ الوقت
لقد ذهبنا كما أمرت؛
مشينا فوق الماء
وغصنا في قلب البحر
الآن قد جمعوا حطام السفينة
وغداً سنتشبث بالأركان..
ستركب.. ونركب معك
أنت القائد ونحن الفرسان..
تأمر فنطيع،
وتضحك فنضحك
وتبكِ فنبك
ولكن لن نسايرك على الدوام
ستسير بمفردك؛
وَسَنفرُّ منك،
كما فَرَّ الماضي إلى جولييت
وسنتبعك إذ لم تكن هناك نارٌ تمور
أو جبال تفور..
نحن رجالك؛
فرسانك
ماضيك
بومك الذى فَرَ منك
حاضرك..
مستقبلك المجهول
لا شئ غير المجهول
لا شئ غير الغناء
تعال.. اقترب
هيا إلى الغناء يا حبيب
إلى الغناء،
إلى الغناء.