أسامة كمال
سيتلاشى بعد حين
سيغادر جسده
إلى سماء أخرى
أعلم أنه يعيش موته
منذ عشرين عاما
حين قرر أن يترك كل شيء
وينزوي بعيدا
كقط هائم
يرفض الحياة بجوار أسرة دافئة
حتى ينقب في الشوارع
وأسطح المنازل الواطئة
المغمورة بشمس الوحدة
عن معنى القصيدة
وينقب داخل نفسه
عن سر البهجة
الكامنة في صفاء الماء
ورغوة البيرة
الفائضة على القلب
يوم الأحد الأول من كل عام
يجوس في أرواح أصدقائه
حتى يرى نفسه
ويتأكد أن روحه
ما زالت تضخ أسرارها
في أرواحهم
وظلال عينيه
ما زالت تحرسهم
في ليل مدينة السماء
بعدها يتذكر تلك المرأة
التي منحته الحياة
في ظلام الغرفة البعيدة
يوم أن امتطى خيول شهوته
وينقب عنها ..
ولا يجدها ..
لأنها تلاشت مثله
منذ عشرين عاما