صبري حجاجي
الفتاة التي تحبها، لا تحبك
وتلك التي تحبك،لا تحبها..
الشاب الذي يعاكسك لا تريدينه..
بل ترغبين في البصاق على خلقته بسبب غزله السوقي المقرف
و ذاك الذي تريدينه منشغل عنك ومصاب بالاكتئاب
ربما ما يزال يعاني من أثار علاقة عاطفية سابقة
أو ربما تأكل الأسئلة الوجودية رأسه..تلك الأسئلة التي تعتقدين أنها غبية..
الحبيبان السعيدان اللذان يمشيان في طريق مقمر تثب الفرحة فيه قبلهما، لا ترغب عائلتهما في أن يرتبطا لسبب أو لآخر، هما خائفان من عدم مباركة العائلة و المجتمع لعلاقتهما..
السيدة الأنيقة بأثوابها “الدانتيل” و التي تجلس وحيدة في المقهى و تخفي عينيها الجميلتين المتورمتين من البكاء تحت نظارات سوداء، وتغرق حزنها في أقداح القهوة السوداء المرة بانتظام،لم تمارس الحب مع زوجها منذ سنتين، رغم أنهما يأويان إلى نفس السقف، لديه دائما شغل..
رئيسك في العمل، العصبي دائما و الذي لا يتوقف عن الصراخ، ينام ليلا في الصالون يشاهد أفلاما خليعة و يكلم فتاة في العشرين و يستجديها عله يظفر ببعض المتعة الافتراضية..
لم يعد يحب زوجته و ما عادت تثيره رغم أنه تزوجها اثر قصة حب عنيفة..
المرأة التي تجلس مقرفصة أمام باب السجن بعد أن قطعت عشرات الكيلومترات لتحمل “القفة” لزوجها، خرجت من عنده باكية بعد أن اتهمها بخيانته أثناء سجنه..
لقد صفعت جزار الحي الذي تحرش بها و أراد إعطاءها اللحم و أن تدفع ثمنه من لحمها،
وهذا الأحمق القابع خلف القضبان يتهمها في شرفها..
الرجل المسكين الذي يشتغل طوال اليوم كي يوفر الطعام و الحاجيات لزوجته و أطفاله، وجد صورا و فيديوهات لزوجته عارية في إحدى المواقع الإباحية..
أقام حفلة وداع أخيرة و اشترى علبة ڨاطو و احضر عشاء فاخرا للجميع قبل أن يقتلها و يقتل أطفاله وينتحر..
في مكان ما حيث لا تتوقف الطائرات عن القصف، وجدت جثتان لحبيبين عاريين تماما تحت ركام منزلهما، كانا يدخنان سيجارة بعد نوبة حب عارمة قبل أن يتحول دخان السجائر إلى دخان قنابل..
ماتا متعانقين ك”راغنار لوثبروك” و زوجته “لاغارثا”
في الليل ينام المراهقون محتضنين هواتفهم الذكية التي تحوي آلاف رسائل الحب و ملايين القلوب الحمراء لكنهم لا يعلمون أن أجمل قصص الحب هي تلك التي لم تكتمل..
جندوبة في 21/09/2021
……….
راغنار لوثبروك و لاغارثا*
شخصيتان أسطوريتان من الفايكنغ، حين ماتت لاغارثا تمددت بجانب قبر راغنار و قالت له جملتها الشهيرة “في أحلامي نحن دائما معا”.