شيرين فتحي
تسألني المعالجة النفسية
التي أدفع لها النقود
كي تسمعني،
كي تقودني كالأعمى،
كي تجعلني أتكلم.
رغم أنني كالعادة لا أعرف من أين أبدأ،
-ربما تعرف هي-
ما شكل الخوف؟ تسألني
شبح أسود … أقول
أين؟
هنا، أشير إلى صدري،
لكنه يتحرك في كل مكان، أعقب
تطلب مني أن أغمض عيني
وأن أتذكر تلك الطفلة التي كنتها
فتنهمر الدموع
حرفيا: أغتسل بها
أمسح وجهي وكفي
والباقي تغوص فيه القدمان الحافيتان كبركة
وتظل عيني ترشح لأيام
كصنبورٍ فاسد
كم عمرك؟ تسألني
خمسة أعوام
ماذا تفعلين؟
أغني
أمد كفي من الشباك ألاعب العصافير،
أرقص،
أدور بفستان منفوش
والآن كم عمرك؟
نفس العمر
لكن لا أحد هناك؛
لا غناء ولا بيت ولا عصافير
البيت تهدم
اختفى أبواي
وإخوتي
وأنا وحيدة
أنتظر هناك
عند تلك الكومةِ الهائلةِ من الخراب
أبحث عن أي عائدٍ مثلي من الحرب