في آخر المطاف

زين العابدين سرحان
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

زين العابدين سرحان

تناديني تقولُ لي: هل تعرف كم أحبُّكَ؟.

قلتُ لها:

لا تحبِّ

من ضيعَ النَّاي في السَّهب،

وصار راعيًا بلا أغنية.

وقلتُ لها أيضًا:

لا تحبِّ

من تخلَّى عن وجه الصَّباح،

وبقى مثل البُومِ متحجرًا على غصنٍ،

ويُحدِّقُ بقيَّة عمرهِ في السَّماء المعتمة.

وقلتُ لها مِرَارًا:

إنَّ رحيلي إلى المرج الأخضر لن يكون،

وسأظلُّ شجرة صبَّارٍ تقاسي الهموم.

وفي آخر المطاف قلتُ لها:

” أحبُّكِ”،

خرجت مرتجفةً مني،

كورقةٍ تتطوَّحُ في خريف العمر.

28/6/2021

• • • • •

بدمٍ بارد …

أجلسُ الآن منفردًا،

أضعُ قدميَّ على كرسيٍ أزرق،

تغوصُ الأقدام المتصلّبة فيه،

وتنفلتُ مني مرساة الذكريات.

أتذكرُ ذاك الغريق الذي يشبهني؛ أتذكرهُ جيدًا،

كيف ينادي النجدة في الغيهب القاتم..

وأتمددُ مثله في قاع الصمت،

كما يتمدد البحر الأسود في داخلي،

ومثلما يمد الظلام يده إلى وجه النهار،

قاطفًا وردة الصُّبح،

يصمت ذاك الغريق وأغرق معه…

يا ربُّ لقد سكتت تلك الفتاة، منذ آخر اتصالٍ لها، وصارت صامتةً كسمكةٍ حزينة، في بحرٍ من الدَّمع صنعته العيون.

واللَّيل يأتي محملًا بالجرذان، ومكتنزًا بالظلام، يطفئُ جمرة سيجارته الأخيرة في عينيّ، ليعميني، ويقتلني بدمٍ باردٍ بمرساة ظلامه،التي تسقط عليَّ من كلِّ الجهات.

25/6/2021

• • • • •

ينبوع اليأس…

لا أعرف كيف أكسر هذا البؤس؟،

كيف ألقنه درسًا مثلما يلقنني دروسًا قاسية..

كان دومًا يجعل قلبي ينعصر ويبتلُّ دموعًا،

دموعًا تتدفق من ينبوع اليأس المنبجس من صحراء قلبي..

هذا الوجع يزداد والدّموع تنهمر معه،

من أرضي،

ومن سجنيّ الأفقي.

لماذا أعيش أفقيًا كالمرضى؟،

أنام على وجعٍ،

وأسهر على همٍّ أبدي.

هذا الهذيان الذي يدور حولي،

يأخذني إلى كلّ مشافي العالم،

لأعود مثقلًا بالمرض ومعطوب القدمين،

وأظلّ تائه الخطوة وحيدًا.

لكن لماذا ليّ كلّ هذا البؤس؟ . . .

23/6/2021

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم