هي ليست عن الخيانة، أو اليأس، ليست عن الوحدة أو الحب.. عن الخوف، بالتأكيد عن الحب؛ ليبرأ مما ألصق به، أكتب؛ لأروي ما كان فعلًا؛ لأنني أخشى أن أنسى بعد فترة. تنبهت لذلك بينما كنت أشاهد التلفاز، كان المشهد يجسد سيدتين تنصح إحداهما الأخرى في شأن حبيبها، وعمرها الذي تحرقه في مدفأة الانتظار، وتستعجب كيف تصدقه، تنبهت، ورأيتني مكان التي تبكي على الشاشة.
أصطدم به مرة كل عام، وأقول له أحبك، وأعود لإعداد الطعام ومراقبة الحقائب المدرسية في الليل. ينال من قلبي كل مرة، وتؤلمني معدتي تمامًا في المنطقة التي يرتكز عندها كل التواء، وأنسى ما كان في غيابه حين أوقن أنه لا يحبني، يأتيني لألعق له جراحه، ويركن إليّ في انتظار أن يشفى موضع أظافر امرأةٍ غادرته في صخب وعنف. يتمتم في نومه أحبك، يشد السبت المعلق في حبل الغسيل، وتنتبه حواسي.
يشد قلبي فيصحو، يشد أيامي فتزهر، أقول لنفسي: لا يحبني.. أعلم. فيقول أحبك، فأصدقه؛ لأنني أريد أن يفعل. أراقبه بعيني الساكنتين في تعريشة من شحوم وأَوَانٍ.
….
من قصة “من سيرة الخائفات” .. والمجموعة حاصلة على المركز الأول في مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة 2019
………………………
يمكنكم تحميل المجموعة من هنا