أسامة علي
ما الحياة إلا تلك اللحظات الجميلة
التي تعلق بالذاكرة
كأن أكون الولد الوحيد
في مدرسة مشتركة بفصل بنات
أول ندبة ما زالت مفترشة
منتصف أعلى الأنف
فأنا كنت ومازلت
هذا الطفل المجنون
الذي نسي نفسه في اللعب بالشارع
حتى ما بعد منتصف الليل
فتسلقت كالعادة ماسورة المجاري
للتسلل من شباك الحمام
لكن هذي المرة صادفني سوء الحظ فسقطت
أن تحبني جدتي لدرجة إخفائها
قطعة لحم أو نصف صدر دجاج
بجيب جلبابها المشجر الفضفاض
حتى عودتي من الکتاب
الهروب الكبير المصاحب لرعب زلزال 92
لدرجة أننا نسينا جدتي
فهرولت عائدا لها
كانت مضجعة على سريرها النحاسي
أمسكت يدها محاولا إيقافها
فضغطت على يدي وضمتني لصدرها
وهمست: لقد كبرت على الهروب من الموت
دعني أدفن بسلام مع البيت
واهرب أنت
لكني لم أغادر صدرها
فهل هناك أجمل من الموت
مع أحد أحبك كل الحب
فأحببت؟
أول فتاة أحبها
لكن خجلي حينها منعني
من البوح لها
منديلها الورقي الأزرق
المبلل بعرق جبينها
والذي اختلسته عندما
سقط على الأرض
أول ممارسة
وفتاة يابانية علمتني
أن الجنس فضيلة لا يصلها
إلا من أفنى ذاته
في روح وجسد من أحبها