حاوره: رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في أحد المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الأسبوع الكاتب والشاعر نصر الدين بوشقيف المقيم في فرنسا
1 كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
هل تظن أن هناك قراء…لا أحد يهتم بما أكتب أو بما أقول.
2 ماذا تقرأ الآن؟
كل ما يسقط بين يدي وكل ما يصلني من الأصدقاء كتاب شعراء وكذلك أقرأ ما كتبت منذ خمسين سنة إلى يومنا هذا.
3 وما هو أجمل كتاب قرأته؟
هناك العديد من الكتب، من بينها ألف ليلة وليلة
4 متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
حين كان سني لا يتجاوز 12 سنة.
لأنني أحب الحروف التي بها أعبر عن شعروري وإحساسي في هذا العالم ثم أحب الكتابة لأنها أنقذتني أكثر من مرة من الموت ومن العبودية التي سقط فيها الكثير من الناس وطبعا من الكتاب والفنانين الذين لا يحبهم الإبداع.
5 ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
القدس
6 هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
نعم أنا راض عن كل ما أبدعت أو بعبارة أخرى أنا اتحمل مسؤولية كل ما قلت أو رسمت
7 متى ستحرق أوراقك الإبداعية وتعتزل الكتابة؟
كيف يحلو العيش دون إبداع فني وبدون كتابة
سأعتزل الابداع حين أموت ههههه
8 ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
ما أكتب الآن والذي أتمنى إنهاءه
ليس لدي أي طقس. أنا أكتب حين يحلو لي وفي أي مكان…في القطار أو المقهى في البيت في أي مكان يمنحني مقعداً أجلس عليه وأكتب
9.هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
أنتمي بكل تواضع إلى الفئة الأولى لأنني أعتبر أن كل إبداع هو بحاجة الى ردة فعل من طرف الآخر الذي يقرأ أو يشاهد العمل الفني، لكن هناك من الكتاب الذين يحبون التغريد خارج السرب وهذا من حقهم كذلك.
10 ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
لا أحد يحب العزلة الإجبارية وأنا ضد أي نظام يعزل الإنسان ويحرمه من حريته. هل تظن مثلا أن كل من يوجدون الآن في عزلة إجبارية فرحون بوجودهم فيها…طبعا أنا ككاتب وكفنان أحب العزلة حين أريد أن اكتب او ارسم لكن هذا اختيار ولست مجبرا على هذه العزلة..
11 شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
هناك الكثير من الشخصيات من الماضي احلم بلقائها امرؤ القيس وابن المقفع والجاحظ والمتنبي وابن رشد والحلاج وابن عربي إلخ، لأن كل هؤلاء علموني معنى الابداع والفكر والمواقف النبيلة وكل الجهد الذي يجب على المبدع ان يقوم به اذا أراد ان يكون مبدعا متكاملا ومتواضعا في آن واحد
12 ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
قضاء أكثر الوقت مع عائلتي الصغيرة لأنني اتعلم الكثير من اطفالي ومن زوجتي معنى الحياة وبساطة الاشياء، لأنني أرى في عيونهم الامل وارى المستقبل بدون خوف.
13 ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
الأشياء تبقى أشياء ولا يهمني فقدانها. الا نقول فاقد الشيء لا يعطيه هههه؟
الإحساس بالفراغ يعني نهاية الذكريات أي الاتجاه نحو فراغ الجنون
14 هل يعيش الوطن داخل الشاعر المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟
انا أحمل وطني أي بالمعنى الكبير للكلمة اي الأرض بأكملها فوق راسي وفي قلبي وفي أحشائي في كل لحظة واحلم في غربتي بهذا الوطن الكبير ليل نهار. الارض قصيدة اكتبها كل يوم واقرئها في كل مكان بشتى الحروف والألوان.
15 صياغة الأدب لا يأتي من فراغ، بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثنا عن ديوانك (عصر الشحوب بالفرنسية). كيف كتبته وفي أي ظرف؟
انت تتحدث عن قصيدة طويلة كتبتها في الشهر الأول بعد اندلاع الحرب الهمجية ضد العراق في 1991، كنت في عمان وقتها واكتشفت لجوء آلاف العراقيين إلى عمان هرباً من قصف الطائرات والدبابات التي كانت تزحف من اقاصي الارض لتبطش وتقتل وتخرب كل ما كان بوسعهم إنجازه على تلك الأرض التي أسست كل الحضارات والتي أتت من بعد
من هذه الاحداث الدامية نمى وترعرع هذا النص، وكل محركاته جاءت من داخله، من داخل المكان العربي والزمان الإنساني التراجيدي استمد حروفه
16 ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
ما كتبت الى حد الان له علاقة وطيدة بالواقع العربي والإنساني وبدون هذه العلاقة انا لا أراني اكتب
لا يمكن للكاتب او المفكر ان يسكن الأرض وهو بعيد عما يجري حوله
لكن هناك الكثير من الفنانين والشعراء الخ لا يهمهم ما يجري في العالم من معانات وحروب واستعمار وحقد وقلة المساوات بين الرجل والمرأة وبين الشعوب////لكن كل واحد مسؤول عن اختياراته الفكرية والأيديولوجية والسلوكية ووو
17 كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي?
مواقع التواصل الاجتماعي من بين الأدوات التي يمكن استغلالها لنشر الفكر النير والأفكار السليمة. في مواقع التواصل الاجتماعي نستطيع أحيانا لقاء او العثور على أصوات جديدة وجادة تكتب أشياء جميلة لن تجدها أحيانا حتى عند محترفي الكتابة وهذا جانب إيجابي جدا انك تكتشف شابا يكتب قصائده الأولى وتقرا له مثلما تقرء لشاعر كبير متمكنا بادواتهءءأنها فرصة للذين لا يجدون اذان صاغية من ديور النشر التي غالبا لا تهتم الا بالكتاب المعروفين
طبعا هناك من ينشر أي شيء يسقط بين يديه ولا يهمه ان يقرء له الناس وهناك كذلك من يسرق الأفكار وأحيانا نصوص بأكملها لكن هذه أشياء تقع وليست عامة على كل مواقع التواصل الاجتماعي تتطلب التعامل بذكاء وباحتياط
18 أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
الأجمل: حين رأيت ابتسامة طفلي لأول مرة.
الأسوأ: حين غادرت المغرب رغما عني لأنه لم يوفر لي الراحة والامكانيات لكي استمر في ممارسة الابداع دون الابتعاد عن اهلي واصدقائي وجمهوري
19 كلمة أخيرة او شيء ترغب الحديث عنه؟
ماذا عساي ان أقول أكثر مما قلت أكثر من مرة من قبل عن هذا العالم الرديء الذي كثرت فيه الحروب وقلة الحرية وكثرة الطبالين والمتطبعين والكذابين والمناضلين المنافقين والكتاب والفنانين الذين ليس لهم لا موهبة ولا علم ولا إحساس ولا شعور الا الاسم الا الكذب على أنفسهم وعلى القراء او الجمهور الذي يتفرج عليهم في حين هناك مبدعين حقيقيين يعيشون بعيدا عن الأضواء
هناك مبدعين شعراء ومبدعين يعيشون في الفقر وينامون مثل الفئران في بيوت بحجم اجسادهم في الكثير من الدول العربية وفي صحة خطيرة ..
دعني أقول كلمة كذلك تهمني وتهمك تتعلق بمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش أبشع الاحتلال والظلم وعن كل أولئك الذين يوجدون الان في السجون الإسرائيلية وهم مجرد أطفال لا يتجاوز أحيانا سنهم 12 سنة واخرون كذلك مازالوا بعد قضاء اكثر من 40 سنة في السجن
اريد كذلك الحديث عن معانات الشعب المغربي البسيط الذي يعيش في مناطق لا توجد فيها لا مدرسة ولا مستشفى ولا قاعة عروض ولا كهرباء ولا… لا اريد ان اعبر بكلمات سخيفة عن الوضعية التي هي فيها الان المدرسة والكثير من الجامعات في المغرب كذلك
انه لعار وانا خجول ان أجد نفسي اكرر نفس المطالب منذ نصف قرن انه لا يعقل في 2021 ان نرى اشخاص في السجون لأنهم فقط عبروا عن رأيهم بدون عنف وفقط بالكلمة وهنا انا اتحدث عن الصحافيين وعلى راسهم الصحافي والمفكر المعطي منجب ومناضلين من الحراك في الريف مثل ناصر الزفزافي واخرون
فمتى نستيقظ من سباتنا ونلملم اشلاءنا ونبني عالم خال من الزنازين والفقر والبطالة وقلة الوعي بمسؤوليتنا امام التاريخ؟