سلطان محمد
أفْهَمُكَ يا مَوتُ
كمَا يفهَمُ أعمىً شكْلَ لون ما
أنَّ الأزرَقَ صخرَةٌ في الجَوِّ ثابِتَةٌ
أنَّ الأخضرَ نوعٌ منَ الورودِ فاتَ على گلگامشَ في أنْف أنكيدُو
أنَّ الأحمرَ لم يكُنْ قبل لينينَ وهُوَ يسمَعُ خامسةَ بيتهوڤن
أنَّ الأسوَد نَهارٌ مؤبَّدٌ
أنَّ الرَّماديَّ ظِلٌّ للاشيءَ
وأنَّ الأصفرَ لونُ دم الشُّعرَاءِ آونةَ القصيدَةِ.
قلتُ: أفْهَمُكَ يا مَوتُ
أفهَمُ شُروجَكَ المتناثِرَات على مدَى التُّرَابِ
إنْ صدَقْتَ وعيدَ النَّشْرِ
وسأفهَمهُنَّ بلوريًّا
إن لم يكُنْ، أبدًا، نشورٌ
أفهَمُكَ أيُّهَا الطَّيرُ القُصَّتْ جَناحاهُ
فاضطُرَّ المشيَ بينَ أرواحِنا
أفهَمُكَ: أنتَ لَحظتي الوَشْكُ
وأنا دَينُكَ اللابُدَّ عائدٌ إليكَ
لكنني
سأفْهَمُكَ بغِنائيَّةٍ أعلى وأنا في حريرَةِ الإغمَاء:
أنَّني
لا أنَّكَ
يا أنَا اللهِ المَالنيخوليةَ !