البنت الطيبة التى كانت تحب أصابعى

تشكيل
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

البهاء حسين

لا تخطر على بالى “عبير”
مع أنها كانت تحب رائحتى حين أفرح
كانت تحب أصابعى وترى فيها عدة طرق إلى قلبى
وأنا أحببتها مؤقتاً
لأنى لا أستطيع العيش بدون حب
:
لطالما عاملت صدرها بانتهازية
كنت أقضم قطعة منه فى كل مرة
وأحتفظ بها فى سلة الذكريات
:
لطالما رأيت الحب على أنه جسد
حين يكون بلا عيب
يكتمل حبى
:
نعم يا عبير
أنا الوغد الذى أحبك كفاصل بين تجربتين
وكنتُ حين تغلقين الحجرة على حبى
أسرّبه من تحت الباب
:
الآن
وأنا أتذكر مفترق الطرق التى وضعتك فيه
كتمثال مصدوم
أضم كفى ، ربما التقينا فى خطوط يدى
،،
الزمن
العداد الذى يحصى سنواتنا قبل أن ننتهى منها
الحب الذى تربكنا تصرفاته
واليد
التى تقود صاحبها إلى مصيره
المدقات
التى تخترعها أقدام المحبين
كلهم خذلونى
حتى جيهان التى تركتك من أجلها
هجرتنى وبقيتُ بيد واحدة
:
الحب أب مختل
يقتل أبناءه بحجة تأديبهم
وخطوط الكف قضبان قطار يمضى من غير وجهة
:
كانت عبير تنظر إلى يدى
كمعجزة
كانت تقارنها بأمها
وحين تجد فيها ملمحاً زائداً تحذفه
كأنه إصبع زائدة
يا ما أخذتْ يدى إلى مناطقها المأهولة
تبّتْ يدى
:
مرة ظلت تمصّ أصابعى
حتى نسيتها فى فمها
:
الحب يجعلنا ننسى أنفسنا عامدين
:
لم يكن ليدى بدّ من الحب
لأنها ولدت يتيمة
كان لا بد لى من جيهان ، لأنها أجمل
كان لا بد للطرق أن تتقاطع
:
الأقدام تختار الطريق
لكن الطريق لا يخبرها بآخره
:
للطرق حيل هى الأخرى
تعرف النهاية ، لكنها تفضل أن تصل الأقدام إلى هناك
النهاية بداية تبحث لنفسها عن مسمّى
لكننى يا عبير اخترت جيهان بقلبى كله
وحين كنت تتصلين بى لأسمع آية تلعن الخائنين كنت آخذ لعنتى وأدفنها فى صدرها
آسف يا حبيبتى
لكن ما الذى يصنعه الأسف ليد بلا مستقبل
لقلب من غير نبض
:
الزمن يا عبير
الزمن
:
تذكرين حين أردتُ أن أعريك تحت المطر
فى محطة الرمل
حين دونت تاريخ اللقاء بأحد الدواوين
اليوم وانا أتصفحه
بعد 25 عاماً
وجدت اسمك فى الصفحة الأخيرة
كأنه رقم إيداع لذنب ليس مقدراً له أن يُغفر
،،
ما أغرب المصادفت
ما أطول الطريق الذى نمشى فيه
ثم يكون على أحدنا أن يكمله وحده
،،
يا إلهى
كان طريقى صعباً
وكنت أمشى حافى القدمين وراء اختياراتى
:
الحياة
طريق من حصى
والاختيار حجر ثقيل نحمله مرغمين
:
غدارة جيهان يا عبير
كالمطبات ، كحفرة مفاجئة
كانت تريد ان تعطى لأهلها نصف بيتى
نصفى
يدى اقتصتْ لك منى
تمثالك تناسل فىّ
:
أظن لو أننا تزوجنا
كنت ستحرسين قبلاتنا
المصحف الصغير، البرواز الذى أضع فيه الآن صورة ابنتى
غير أننى مشيتُ معك وراء جسدى
ومشيتُ معها عارياً
من جسدى وقلبى .

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني