صديقتي والندوب

نسرين محمد
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

نسرين محمد

صديقتي تحب الحياة كثيرًا. ذلك الحب لا علاقة له بِكثرة الندوب التي خلفتها الحياة على جسدها. كان جسدها يشبه جسد جندي قضى جل عُمره في المعارك. 

كان في فمها الكثير من الكلمات التي – عادة ما – يلقونها، سهوًا أو عمدًا.

كانت تلتقطها وتصنع منها الكثير من القُبل ترضي بها الأيام التي تشبه بعضها.

كانت ترشي الحياة – على طريقتها – كلما عبست في وجهها؛ تدس لها بعض الضحكات لترضى.

بعد أن كتب لها عُمر جديد، عقب العِقاب الذي نالته في ذلك اليوم،

أخذت تلك الحادثة الكثير منها، لكنها صنعت منها امرأة تعرف كيف تدلل ذاتها، كيف تواجه الندوب في المرآة، تكحل عينيها وترقص؛ بدلا عن عناق الوسادة والبكاء.

قسوة العالم المتمثلة في الأشخاص الذين تربطها بهم الحياة مسبقًا، خلقت منها شخصا عدوانيا في أذهانهم.

 لم تكن ترمي إلى كل ذلك، لكن الحياة بادرتها بالأذى، في ذات الطبق الذي كانوا يجتمعون حوله؛ هي وهم.

لم يكونوا أعداء يومًا، لكن المنضدة قُسمت عندما بدأت تظهر عليهم علامات البلوغ.

كانت إشارة تحديد المسار ، فاختارت أن تكون هي

مدللة نفسها.

لم يكن ذلك مجزيًا بالنسبة للآخرين

لكن الحرب ضدها ماتت عندما قالت: أنا ، أنا.

وقول “لا”، أحيانًا قد يفضي إلى مزيد من الندوب.

لكنها لا تزال صامدة أمام الرياح…

…………..

*كاتبة من السودان

مقالات من نفس القسم